أمر عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتاريخ 14 يوليو/ تموز 2001 بإنشاء لجنة لكفالة الأيتام البحرينيين من الأسر المستحقة. كما صدر أمر ثانٍ من جلالته حفظه الله ورعاه في تاريخ 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2001 بتكليف هذه اللجنة بكفالة الأرامل اللاتي لا عائل لهن.

ثم أصدر جلالته أمره السامي رقم 12 لسنة 2007 بإعادة تسمية اللجنة بالمؤسسة الخيرية الملكية كما صدر أمر جلالته السامي رقم 33 لسنة 2007 بإعادة تنظيم المؤسسة الخيرية الملكية ليكون جلالته الرئيس الفخري لها وتعيين سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيساً لمجلس أمناء المؤسسة لكي تنهض بدور إنساني واجتماعي أكثر شمولاً، يخفف أعباء الحياة عن كثير من الأسر المحتاجة، وتقف المؤسسة بجانب ذوي الحاجات، أفراداً وهيئاتٍ، تيسر لهم ما يعينهم على متطلباتهم الضرورية، وتوفر لهم ظروفاً حياتية كريمة، ولا ينحصر دور المؤسسة في حقل واحد، فهي تستهدف كل المحتاجين وكل الحاجات، والنهوض بالمشاريع الخيرية غير الربحية، والمساهمة في كل ما يعود بالنفع العام للمواطنين.

وضمن نهج جلالته الأبوي استقبل عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصافرية في 3 مايو/ أيار 2012 رئيس مجلس الأمناء ومجموعة من الأيتام والأرامل ورئيس وأعضاء مجلس الأمناء وعدداً من الإداريين حيث قام جلالته خلال اللقاء بتوجيه الأيتام إلى ضرورة الاهتمام بالتحصيل العلمي والتفوق الدراسي والعمل الجاد للحصول على أعلى الدرجات ليساهموا بشكل فعال في نمو وازدهار مملكتنا الغالية. وقد عملت المؤسسة الخيرية الملكية بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تنفيذ توجيهات عاهل البلاد في تقديم الرعاية الشاملة والمتميزة للمستفيدين من خدماتها حيث بلغ عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل جلالة الملك نحو 10 آلاف يتيم وأرملة من مختلف مدن وقرى البحرين حيث تقوم المؤسسة بتقديم الخدمات، وتشمل الرعاية التعليمية والعديد من المشاريع الموجهة للأيتام والأرامل في مملكة البحرين من أهمها الحفل السنوي لتكريم المتفوقين، والذي تنظمه المؤسسة سنوياً.

كما تقوم المؤسسة بتوفير المستلزمات المدرسية من حقيبة تعليمية وملابس في بداية العام الدراسي لجميع الطلبة والطالبات المكفولين من قبل جلالة الملك، وبرعاية كريمة من رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، تقوم شركة زين البحرين بتوزيع الحقيبة المدرسية على عدد من طلاب وطالبات المدارس.

وتقوم المؤسسة بتخصيص العديد من البعثات الجامعية للدراسات الجامعية والدراسات العليا للأيتام والأرامل يدرسون في مختلف الجامعات والتخصصات، إضافة إلى توفير عدد من المقاعد المجانية للأيتام في المدارس الخاصة ورياض الأطفال بالتعاون مع المدارس والشركات ومؤسسات القطاع. وتعمل المؤسسة على توفير خدمة الدروس العلاجية للطلبة الأيتام من خلال المعاهد التعليمية وتقوم المؤسسة بمتابعة طلبتها وتشجيعهم على رفع مستواهم الدراسي.

مشروع تدريب وتأهيل الأيتام والأرامل

ويختص هذا المشروع بتدريب الأيتام والأرامل الذين لا يرغبون في استكمال دراستهم الجامعية مهنياً وتقنياً بالتنسيق مع الجهات الرسمية وغير الرسمية لتوفير مقاعد للتدريب، وذلك لإكسابهم مهارات عملية تأهلهم لوظائف متنوعة لتحسين أوضاعهم المعيشية، لجعلهم عناصر منتجة بالمجتمع وتحقيق النظرة الإستراتيجية العامة لمملكة البحرين للعام 2030، كما قامت المؤسسة بتوقيع اتفاقيات تعاون لتدريب الأيتام مع وزارة العمل و «تمكين» يتم بموجبها دمج الأيتام البحرينيين للاستفادة من برامج «تمكين» وتوفير فرص التدريب والدراسة، والعمل على خدمتهم بتوفير فرص التوظيف المناسبة أو برامج التدريب لتأهيلهم وإدماجهم في مختلف الوظائف التي تتناسب وقدراتهم ومستوياتهم العلمية ليساهموا بدورهم في دفع عجلة الاقتصاد.

كما شارك سمو الشيخ ناصر الأيتام فرحتهم بشهر رمضان المبارك خلال الإفطار السنوي لمجموعة من طلاب دار رعاية الطفولة بيت بتلكو، ومجموعة من طلاب المؤسسة الخيرية الملكية.

مشاريع وإنجازات

وتحت رعاية كريمة من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تفضل رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، بوضع حجر الأساس للمعهد الوطني للتأهيل والتدريب المهني.

ويأتي هذا المشروع حرصاً من جلالة الملك المفدى واهتمامه الكبير بمختلف فئات شعبه الكريم وتوجيهات جلالته الكريمة بإنشاء هذا المعهد الوطني لتأهيل وتدريب الشباب البحريني والذي يأتي ضمن المشروع الإصلاحي الكبير الذي يقوده جلالته من أجل غد ومستقبل أفضل لجميع فئات الشعب البحريني الكريم وثقة من جلالته بالمؤسسة الخيرية الملكية بتكليفها للإشراف على هذا المعهد والذي يعكس اهتمام جلالته بعمل المؤسسة وحرص جلالته الدائم على تنشئة الفرد التنشئة الصحيحة وأن يحظى بكل أنواع الرعاية الشاملة والخدمات المتميزة ليكون عنصراً فعالاً يسعى لخدمة وطنه ودفع عجلة التنمية للارتقاء بهذا البلد الكريم.

وانطلاقاً من هذه الرعاية الكريمة فإن المؤسسة الخيرية الملكية تعمل من خلال هذا المعهد إلى تخريج كفاءات وطنية بشراكة مجتمعية على مستوى عالٍ من التميز والمهنية، وتنمية روح المواطنة الصالحة في نفوس الطلاب وتأهيلهم للحصول على وظائف مناسبة أو مواصلة تعليمهم لمرحلة دراسية أعلى.