العدد 3579 - الأحد 24 يونيو 2012م الموافق 04 شعبان 1433هـ

هيجان فكري قادم سيفرض توجهاته حتماً

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لا أعتقد من منظوري الخاص بأن الوضع السياسي القائم في كثير من الدول العربية سيصمد ضد التيارات المطالبة بالتغيير لأمد بعيد، فاختلاق الأنظمة القائمة ثورات مضادة يمكن أن تساعد في تأجيل التغيير بضع سنوات، إلا أن التغيير قادم لا محالة من وجهة نظر المحللين السياسيين، وسيشمل المنطقة العربية برمّتها.

استقينا بوادر أمل في تغييرات جذرية على مستوى إدارة الأنظمة العربية، من تحركات الثورات الشبابية المتحمّسة الناشطة، التي لا تخضع لقوانين وراثية، ولا تقبل بميراث الحكم من أحد إلى آخر، كالسلسلة الوراثية أو الغذائية.

الشباب القادم - الجيل الثالث - سيَستَلِم ميراث الحقوق السياسية، الذي لا يقبل بإلغاء فكره ورأيه كآبائه أو أجداده، التي لم تتعلم ولم تفقه معنى للدساتير وأنظمة الحكم وكيفية إداراتها.

الجيل القادم سيطلب أخذ رأيه ومشاركة تفكيره بتفعيل نظم الإدارة الحديثة للنظام ولن يقبل بسلوك حكم إدارية، تعارض المفاهيم الحديثة المتعلقة بحقوق الإنسان والعدل والمساواة.

ثورته القادمة ستلزم الأنظمة بتشكيل الأحزاب التي سيكون لها دور في إدارة شئون بلده. ودليلنا على ما نقول، ممّا يدور من خلال الثورة المعلوماتية وبدء تشكيل أحزاب إلكترونية، فأي شخصية لامعة في هذا العصر - ناشط سياسي أو مناضل - يستطيع أن يستقطب عشرات الألوف في أيام معدودة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، ويتتبع آراءه مئات الألوف، وهؤلاء بالطبع سيكون لهم رأي عام، وهذا الرأي سيأخذ صداه ومفعوله حتماً، كونه يحقق رغبات الأمة، فضلاً عن أن هذا الجيل، لن يتنازل عمّا يرتئيه من توجهات وآراء تصب في مصلحة الأمة، وسيرغم الحكم بقبول ذلك.

هذا التحليل ليس استطلاعاً للرأي، وإنما حشد ذهني خالص لما يجري، وفي ظل البوادر القائمة المتمثل في ضغوط الشعوب على الأنظمة وعدم التنازل عن حقوقها، وحضورها في مناقشة الشئون السياسية في التجمعات، وهذا ما نلتمسه في مصر، حينما يضغط الشباب بنزولهم واحتلال الميادين في أقل من سويعات بعد التحشيد.

بتقديرات المحللين السياسيين بأن المشاركة الشعبية في إدارة شئون البلاد تساهم في اتخاذ القرار الصائب والحكيم، وهذا يساعد بالطبع في ترسيخ الاستقرار السياسي.

لذا ليس أمام الأنظمة إلا القبول بما يقتضيه العصر والخضوع للأمر الواقع، لأن سلاح العلم والتقنية المعرفية لا يمكن لأي سلطة محاربتها بأعتى أنواع الأسلحة، وإن تم مواجهة ثورة معلوماتية بأخرى مضادة كما نرى في بعض المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي - تويتر وفيسبوك وسكايبي - من حروب فكرية متضادة متعارضة، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3579 - الأحد 24 يونيو 2012م الموافق 04 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:30 ص

      يعجبني هذا التفكير الابداعي

      شكرااا وتحياتي للأنامل والفكر الابداعي الناصع
      تحليل ذو مغزى لعلهم يعقلون

      صديقك الخاص

    • زائر 1 | 11:28 ص

      كلام جميل وقوي

      تحياتي للكاتب، ولهذا التحليل ذو الفكر النير

      ستراوي

اقرأ ايضاً