العدد 3580 - الإثنين 25 يونيو 2012م الموافق 05 شعبان 1433هـ

آلام الإنجليز تتزايد مع استمرار سوء الحظ مع ركلات الترجيح

المدرب: لم نلعب من أجل الوصول لركلات الترجيح

انتهى صخب أول ركلات ترجيح تشهدها بطولة أوروبا لكرة القدم 2012 وما تمثله من آلام وسعادة بطريقة كان من السهل التنبؤ بها إلى حد كبير الأحد عندما واصلت انجلترا سجلها البائس لتمنى بسادس إخفاق كبير بهذه الطريقة.

ومنذ خسارتها في الدور قبل النهائي لكأس العالم أمام ألمانيا في تورينو العام 1990 خرجت انجلترا بركلات الترجيح في 5 بطولات أخرى بما في ذلك خروجها الأحد على يد ايطاليا.

وفازت ايطاليا على انجلترا بركلات الترجيح 4/2 في الاستاد الاولمبي بكييف عقب التعادل سلبيا بعد وقت إضافي ما مهد الطريق لمواجهة مع ألمانيا في الدور قبل النهائي في وارسو يوم الخميس المقبل.

وبالنسبة لانجلترا وايطاليا شكل اللجوء لركلات الترجيح سيناريو كريها كانا يسعيان لتجنبه في ظل امتلاك الفريقين سجلات مفزعة بشكل عام على صعيد الاحتكام لركلات الترجيح. وشكل فوز ايطاليا على فرنسا في نهائي كأس العالم 2006 استثناء نادرا في هذا السجل.

وخلال المباراة بدا واضحا أن ايطاليا تكافح لإنهاء المباراة في الوقت الأصلي بعد أن صنعت عدد كبيرا من الفرص إلا أنها لم تتمكن من قهر الدفاع الانجليزي الصلب إذ قدم قلب الدفاع جون تيري والحارس جو هارت أداء قويا.

وفي النهاية لجأ الفريقان لركلات الترجيح وسدد اندريا بيرلو برباطة جأش يحسد عليها واستفادت ايطاليا بشكل كامل من الأعصاب المهتزة للاعبي انجلترا إذ سدد اشلي يانغ الكرة في العارضة.

وقد حول ذلك الضغط على اشلي كول الذي سجل ركلة جزاء رائعة عند الاحتكام لركلات الترجيح عندما فاز تشلسي في نهائي دوري أبطال أوروبا في الشهر الماضي على بايرن ميونيخ إلا انه سدد هذه المرة كرة ضعيفة في متناول جيانلويجي بوفون وهو ما ساعد على فوز ايطاليا في النهاية.

وهي المرّة السادسة التي يخرج فيها المنتخب الإنجليزي بركلات الترجيح في بطولة كبرى في 7 مناسبات.

وأوضح مدرب إنجلترا هودجسون أنّ فريقه خرج من البطولة من من دون أن يخسر في الوقت الأصلي أو الإضافي، مشيراً إلى أنّ ركلات الترجيح لا تمت بصلة إلى كرة القدم ودافع عن آشلي يونغ وآشلي كول اللذين أهدرا ركلتيهما وقال: «لقد سجّلا جميع الركلات خلال التمارين وسبق لهما النجاح في ناديهما، فقد سجّل كول ركلة ترجيحية في مرمى بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا، في حين نجح يونغ لفريقه السابق أستون فيلا والحالي مانشستر يونايتد، لكن تسديد الركلات وسط الضغوطات مختلف تماما».

وقال: «دفاعنا قام بعمل كبير للحفاظ على النتيجة في الشوط الإضافي الثاني ووصلنا لضربات الحظ التي أصبح الفوز بها هوسا للإنجليز».

وأكمل هودجسون «على رغم التدريب لا يمكنك تعليم اللاعبين الهدوء والثقة التي سدد بها أندريا بيرلو ضربة الجزاء بطريقة بانينكا شيء لا يمكن تلقينه للاعبين فهي موهبة».

في المقابل، اعتبر مهاجم إنجلترا واين روني أنه من الصعب تقبّل الهزيمة بهذه الطريقة بقوله: «أمر طبيعي أن نشعر بالخيبة من الخروج وخصوصاً أنه حصل مرّات عدة بهذه الطريقة».

وتابع مهاجم مانشستر يونايتد «آمل أن يأتي يوم نحسم فيه ركلات الترجيح في مصلحتنا».

وكان لسان حال ستيفن جيرارد مماثلاً بقوله: «بذل اللاعبون جهوداً كبيرةً، واعتقدنا لوهلة أنّ الحظ سيقف إلى جانبنا وخصوصاً بعد أن تقدّمنا في ركلات الترجيح، لكن هذا الأمر لم يحصل».

وتابع جيرارد «قام الشباب بعمل رائع ونعود إلى البلاد مرفوعي الرأس لكن قلوبنا محطّمة ومن الصعب تقبّل هذا الأمر. لم يكن الرأي العام الإنجليزي يتوقّع الكثير منّا في هذه البطولة لكننا أثبتنا أننا فريق قوي».


هودجسون يشيد بشجاعة إنجلترا وهدوء بيرلو

أشاد مدرب انجلترا روي هودجسون بشجاعة فريقه بعد الهزيمة بركلات الترجيح أمام ايطاليا في دور الثمانية ببطولة أوروبا لكرة القدم 2012 الأحد.

وقال هودجسون في مؤتمر صحافي: «لا اعتقد انه يمكنني أن أطلب أكثر مما قدمه اللاعبون الليلة».

وأضاف «قدموا كل ما عندهم حقا. لم نلعب بشكل جيد بما يكفي للفوز خلال الوقت الأصلي وعندما جاءت ركلات الترجيح ذهبنا إلى الطريق نفسه الذي تعثرنا فيه من قبل مرات عدة».

وكانت انجلترا تأمل في الفوز بركلات الترجيح في بطولة كبرى للمرة الثانية في تاريخها بعد نجاحها السابق الوحيد على حساب اسبانيا في نهائيات أوروبا 1996.

لكن اشلي يانغ واشلي كول اهدرا ركلتي ترجيح لتخرج انجلترا مرة أخرى من بطولة كبرى.

وقال هودجسون: «مرة أخرى نودع بطولة لأنه لا يمكننا الفوز بركلات الترجيح التي ليست مثل مباراة كرة قدم بصراحة. إنها مسابقة مختلفة تماما».

وتعاطف هودجسون مع كول ويانغ لكنه أشاد بهدوء أعصاب الايطالي اندريا بيرلو الذي نفذ ركلة ترجيح ببراعة في شباك الحارس جو هارت.

وقال هودجسون: «الطريقة الهادئة والمحسوبة التي سدد بها بيرلو الكرة من فوق الحارس هو شيء يملكه اللاعب أو لا يوجد لديه في الأساس. لا يمكن تلقين هذا في التدريب».

ومع تألق بيرلو في خط الوسط مع ايطاليا أكد هودجسون للصحافيين معاناة ثنائي وسط انجلترا سكوت باركر وستيفن جيرارد من الإصابة.

وقال هودجسون: «كان سكوت يعاني من آلام في وتر العرقوب وكان ستيفن يعاني من شد عضلي».

وأكد مدرب انجلترا انه أتيحت فرص للفريقين من أجل الفوز بالمباراة، وقال: «اعتقد انه ضاعت فرص من الفريقين. الفريقان صنعا الفرص لكن اعتقد أن ايطاليا لعبت جيدا. لن احسد ايطاليا على فوزها».

واعتبر هودجسون أنّ فريقه خرج مرفوع الرأس بعد خسارته أمام إيطاليا، وقال هودجسون الذي استلم الإشراف على منتخب الأسود الثلاثة قبل شهر واحد من انطلاق البطولة: «لقد خسرنا بركلات الترجيح، ونستطيع العودة إلى الديار مرفوعي الرأس، البلاد فخورة بنا».

وأوضح هودجسون «أنا واثق من أننا سنصبح من المنتخبات القوية مستقبلاً لكننا نحتاج إلى الوقت وخصوصاً إذا أظهر اللاعبون التصميم ذاته خلال البطولة الحالية».

واعتبر هودجسون أنّ فريقه بذل مجهودات خارقة في البطولة بقوله: «لا أستطيع أن ألوم أحداً لقد قاموا بعمل رائع لكن في النهاية كنا منهكين».


الصحف الإنجليزية تتحسّر على الخسارة

لندن – أ ف ب

تحسّرت الصحف الإنجليزية الصادرة أمس (الاثنين) على خسارة منتخب «الأسود الثلاثة» أمام إيطاليا بركلات الترجيح في رُبع نهائي كأس أوروبا 2012 لكرة القدم الأحد.

وكتب سايمون بارنز من صحيفة «تايمز»: «بداية، إخفاق ونهاية: فريق عادي ينحني».

وتحسّر بارنز على «الحتمية المروّعة» لخسارة إنجلترا بركلات الترجيح، وهي السادسة لهم في 7 مسابقات كبرى.

واستهلت إنجلترا المباراة بشكل جيد وكادت تهز شباك الحارس جانلويجي بوفون عبر الظهير غلين جونسون، لكن التعب وتألّق لاعب الوسط الإيطالي أندريا بيرلو يعني أنهم كانوا ممتنين لبلوغ ركلات الترجيح.

وجادلت «دايلي تيليغراف» بأن لاعبي منتخب إيطاليا أصبحوا مدركين الآن للمسافة التي تفصلهم عن نخبة العالم الكروي: «إيطاليا وأندريا بيرلو بشكل خاص، كانوا متفوّقين بوضوح. هذا ليس مجرد امتداد للعنة، بل مشكلة مع ثقافة كرة القدم».

وكتبت «غارديان» «سنأسف كثيراً على الانتصارين المرنين والمنضبطين والمندفعين على السويد وأوكرانيا».

أما صحيفة «ذي صن» الشعبية، فسألت ساخرة «هل من عشاق لكرة المضرب؟ ويمبلدون تنطلق الاثنين».


إنجلترا بحاجة لأسلوب جديد في كرة القدم

لندن – أ ف ب

قاد المهاجم الانجليزي الدولي السابق مايكل أوين حملة المطالبين بإجراء تعديلات على طريقة التدريب في إنجلترا بعد خروج الأخيرة من رُبع نهائي كأس أوروبا 2012 لكرة القدم أمام إيطاليا بركلات الترجيح الأحد.

وخلافاً للنسخ الأخيرة، عندما كانت إنجلترا تخرج بركلات الترجيح، حصل توافق عالمي على أحقية إيطاليا بالفوز وأن إنجلترا استحقّت النتيجة لأنها لم تكن متفوّقة فنياً.

وسيطرت إيطاليا على نسبة امتلاك الكرة مع 64 في المئة و815 تمريرة مقابل 320 لإنجلترا، فاعتبر أوين أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تنافس فيها إنجلترا مستقبلياً هي التغيير التدريبي على مستوى الجذور.

وأضاف أوين على مدونة «تويتر»: «قدّمنا كلّ ما نملك لكن لسنا جيدين بما فيه الكفاية. كنا نأمل أن نقوم بما قام به تشلسي (الذي أحرز دوري أبطال أوروبا)».

وتابع مهاجم ليفربول وريال مدريد السابق «إذا كنت الفريق الأفضل، عليك أن تجد حلا بديلاً للفوز.

الخيار الآخر هو نسيان النتائج لفترة والبداية من الصفر من خلال لعب أساليب مختلفة. الحلّ يكون تدريب الصغار على طرق مختلفة لكرة القدم».

من جهته، قال مدرّب توتنهام السابق هاري ريدناب إن إنجلترا لا تملك لاعباً من طراز أندريا بيرلو، أفضل لاعب في مباراة الأحد، لكنه لم يلقِ باللوم على المدرّب روي هودجسون الذي «أخذ» منه المنصب بعد استقالة الإيطالي فابيو كابيللو قبل أسابيع قليلة: «لم يكن عادلاً أن نفوز. لمسوا الكرة مرّتين أكثر منّا».

وتابع ريدناب «روي هودجسون قام بأفضل ما يمكنه مع هذه التشكيلة. لم يقدر اللاعبون على تقديم أكثر من ذلك. إنه درس للكلّ في كيفية أن تكون قوّة عالمية في كرة القدم. كان صعباً أن تقوم بأي ردة فعل في ظل وجود لاعبين من طراز أندريا بيرلو».

أما مدرّب إنجلترا السابق غراهام تايلور فاعتبر أن خسارة إيطاليا أبرزت محدودية خطة هودجسون المفضّلة 4-4-2: «لو فزنا كنا سنكون متحمّسين ونقول أشياء مختلفة، لكن في خلفية تفكيرنا ستظهر الدقائق الـ120 التي لم نكن فيها الأفضل».

وأضاف تايلور لهيئة الإذاعة البريطانية «حصل أندريا بيرلو على حريته داخل الملعب. لقد تعلمت ذلك من الفترة التي أمضيتها مع المنتخب، لن ننجح باعتماد خطة 4-4-2».

واعتبر تايلور أنه على إنجلترا تغيير مقاربتها للعبة إذا كانت تريد النجاح في المستقبل «أسلوب اللعب هو الأهم. الاستحواذ على الكرة يمثّل 9 أعشار اللعبة».

وختم «إيطاليا امتلكت الكرة وحرمتنا منها وسيطرت من حيث التسديدات. بدا الإنجليز مُتعبين مع مرور الوقت في المسابقة».

العدد 3580 - الإثنين 25 يونيو 2012م الموافق 05 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً