العدد 3582 - الأربعاء 27 يونيو 2012م الموافق 07 شعبان 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

أخوان طلبهما منذ 1993 عاشا سنوات بجدحفص يحرمان من الانتفاع بوحدة في المشروع الإسكاني

 هي القضية الأزلية ذاتها التي يسعى الناس على مختلف مشاربهم ومقار سكنهم أن يضمنوا لأنفسهم مأوى يحفظ لهم كرامتهم ويهيئ لهم سبل الاستقرار والعيش الكريم، فسعوا جاهدين لضمان مساحة كبيرة للعيش السخي لأبنائهم وافراد عائلتهم، وخاصة بعدما كلوا وملوا من سنوات الانتظار الطويلة التي عفى عليها الزمن بان يتم ادراجهم في خانة النسيان فما كان منهم سوى طرق باب الانتقال من مقر سكنهم ومسقط رأسهم الى منطقة اخرى بغية ضمان المكان الكبير الذي يتسع لابنائهم بعدما كبروا وبلغوا الحلم والمراهقة... فكنا نحن الاخوين الاثنين سابقا نعيش تحت سقف بيت الوالد الكائن في منطقة جدحفص ولكن لأن مسيرة الحياة تتقدم مع تقدم اعمار الأبناء ويفرض ويحتم علينا الواجب الديني والشرعي اولا قبل الواجب الاجتماعي ان ننظر الى مكان آخر يفسح المجال لبقية الابناء ان يخلدوا الى راحتهم في النوم دون حرج وحاجز والاكل كذلك، ولأن قيمة ايجارات الشقق في منطقتنا (جدحفص) باهظة الكلفة مقارنة بالشقق وبيوت الايجار الواقعة في المنطقة الغربية وبالذات المالكية، كانت انظارنا حينها قد توجهت الى الانتقال للعيش في منطقة المالكية وتحديدا قبل سنتين اي في العام 2010 في وقت كنا نحن نعيش مدة تزيد عن 18 سنة في منطقة جدحفص عدا السنتين الاخيرتين ومتطلبات المساحة الكبيرة المراد توفيرها لأبنائها، فوقع الاختيار على منطقة المالكية كمكان انسب واكثر ملاءمة لنا غير اننا قبل ان نباشر بتغيير عنوان بطاقاتنا الاسكانية من جدحفص الى المالكية، طرحنا سؤالا الى نائب المنطقة، عما اذا كان التغيير سيؤثر سلبا على طلبنا الاسكاني وتوزيع الوحدات؟ فأجاب بالنفي. وعلى ضوء كل ذلك تم تبديل بطاقاتنا الشخصية على عناوين المالكية مع العلم انه قبل ان يتم توزيع مشروع المالكية الاسكاني في ديسمبر/ كانون الاول 2011، توجهنا الى الوزارة بغية الاستفسار عما اذا كنا مدرجين ضمن الفئة المستحقة على مشروع المالكية، فقيل لنا ان اسماءنا مازالت مدرجة على منطقة جدحفص، لذلك ضمنا لأنفسنا مكانا في مشروع جدحفص طالما اوضاعنا تتوافق مع شروط الاستحقاق سواء من ناحية الطلب القديم 1993 ام من ناحية اسمائنا المسجلة عليها، غير أن المشكلة بدأت مع انتهاء فترة توزيع مشروع المالكية، توجهنا مرة أخرى لأجل الاستفسار عما اذا كانت اسماؤنا مدرجة على منطقة جدحفص قيل لنا جوابا مضحكا ومبكيا في آن واحد مفاده اننا مسجلون ضمن عناوين المالكية بالتالي لا تسري علينا احقية الانتفاع بمشروع جدحفص الاسكاني؟! كما ان نظام الاسكان لا يقبل اسماءنا بحكم ان عناويننا مسجلة على المالكية ويتحتم علينا الامر تغيير عناوين بطاقاتنا الشخصية الى منطقة جدحفص وبالتالي اسرعنا على عجل قبل ان يتم فيه توزيع مشروع جدحفص على تبديل وتغيير عناوين بطاقاتنا السكانية الى جدحفص كما اننا قد حصلنا على وثيقة من الاسكان تؤكد ان عناويننا مسجلة حاليا على جدحفص ولكن المشكلة تكمن حاليا في ان وحدات مشروع جدحفص يجري حاليا العمل على توزيعها فيما اسماؤنا حتى هذه اللحظة من كتابة السطور لم تكن مدرجة ولم يتم اخطارنا بشأن احقية انتفاعنا بوحدات ضمن المشروع، على رغم تطابق شروط الاستحقاق على اوضاعنا سواء من ناحية السكن لمدة تزيد عن 10 سنوات في جدحفص او فترة الطلب الاسكاني القديم الذي يعود للعام 1993... السؤال الذي يطرح نفسه، أليس من باب مراعاة الأولوية والاقدمية ان تدرجنا وزارة الاسكان ضمن الفئة المستحقة لوحدات في مشروع جدحفص الاسكاني؛ فإنه فوق خسارتنا لوحدة في مشروع المالكية فإننا في الوقت ذاته قد خسرنا وحرمنا من حق الانتفاع بوحدة تقع ضمن مشروع جدحفص الاسكاني، اي عدل هذا؟!

(الاسم والعنوان لدى المحرر)


من أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعا

أُدخلتُ مستشفى السلمانية على إثر نوبة حادة من نوبات آلام السكلر، فباشر بالتعجيل على الحصول على سرير في أي جناح في المستشفى بخطاه السريعة والواثقة، كملاك دون أجنحة يطير بهما من ثقل العمل والكفاح الذي لا يعرف معه العجز أو يصيبه الملل والكسل، قد فاق رفاق العمل بطيبته، بجده، بإخلاصه، جاءني بعد مدة قصيرة عندما تأكد من الممرضات في الطوارئ أنهم قد أعطوني حقنة مهدئة، وإذا به والحزن في عينه والابتسامة الرائعة ترقص بين شفتيه، يعطي أمر نقلي على وجه السرعة إلى جناح 44 وكان هو مع ممرضة الطوارئ يدفعان السرير الذي كنت أئن عليه دون وعي، فالحرارة مرتفعة جدا والآلام تقطع جسدي إربا إربا، حتى إذا ما وصلنا جناح 44 نقلت إلى سرير 3 وأنا أهلوس من ارتفاع درجة الحرارة، فأمر ذلك الملاك أن يُطلب دم من بنك الدم. بقيت على هذه الحال إلى وقت متأخر من الليل، وقد انتهت نوبته، وكنت طيلة ساعات ممسكا يده وأنا أقول له «دكتور محمد ساعدني فالآلام تكاد تقتلني، طمِّني دكتور أنا في حالة حرجة»، أرجع ابتسامته السحرية وهو يربت على صدري ومواضع مختلفة أخرى من جسمي الضعيف وقال لي، أدعو الله أن يشافيك، وثق به فستكون إن شاء الله بخير.

تلك الآلام كادت أن تقتلني لولا الله تعالى وهذا الملاك. بعدها فقدت الوعي بسبب نقص دمي، وقبل أن يغادر الجناح أمر بنقلي إلى وحدة العناية المركزة. وعيت بعد ذهاب الطبيب الملاك محمد عبدالخالق الذي فرض بطيبته وقلبه الكبير وصدره الواسع احترام الكل.

لم يجدوا لي سريرا في وحدة العناية المركزة فبقيت أكافح وأجاهد بالأنين وازدادت حالتي سوءا فنادوا الطبيب المناوب وهو أيضا ملاك مجهول فصفات الطبيب محمد عبد الخالق ورفيق عمله الطبيب جعفر آل طوق الذين تصرفا بحنكة وحكمة وأعطاني إبرا مقاومة للضعف الشديد أنقذت حياتي من الموت المحقق، وقام الطبيب جعفر آل طوق بإنعاش قلبي وهو أيضا لم يبارحني حتى استقرت حالتي. لهما جزيل الشكر والاحترام. هذان الطبيبان القديران قد جعلا المرضى بمختلف ميادين العمل محترمين وصارا هما علما وعنوان الإخلاص والتفاني في أداء عملهما في المستشفى فهما المثال الأمثل على خير العمل والكفاح لهذه المملكة المعطاء في خدمة المواطن وصدقوني إن الطبيب محمد عبد الخالق لا يكل ولا يمل من طلبات المرضى ليلا أو نهارا فهذا هو المثل الأعلى للمخلصين والمحبين لمملكة البحرين شكرا لكما وأجزل ثوابكما، والحمد لله رب العالمين.

سيد فيصل شرف الموسوي

العدد 3582 - الأربعاء 27 يونيو 2012م الموافق 07 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً