العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ

انخفاض احتمال التسلح النووي لشرق آسيا من دون استبعاده

تايبييه - ريتشارد دوبسون 

19 أكتوبر 2006

قال محللون إن بوسع اليابان إنتاج قنبلة نووية في غضون ستة أشهر إذا قررت هي أو أي من جيرانها في آسيا التسلح النووي بعد التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية ما يثير احتمالات سباق تسلح إقليمي.

ويعتقد محللون على نطاق واسع أن الضغط من الولايات المتحدة الحريصة على تجنب سباق للتسلح يزعزع الاستقرار في شرق آسيا سيحول دون السعي الى امتلاك هذه النوعية من الأسلحة. وأكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في طوكيو الأربعاء لليابان أن الولايات المتحدة ملتزمة بتعهداتها الأمنية في المنطقة.

لكن كثيرين يتوقعون أن تتغير الأولويات الأمنية في المستقبل خصوصا في ضوء احتمال إجراء كوريا الشمالية مزيدا من التجارب واحتمال تجربة صواريخ طويلة المدى مزودة برؤوس نووية على المدى البعيد.

ويقول خبراء إن نقص الكميات الكافية من المواد القابلة للانشطار وقلة الخبرات اللازمة لإنتاج قنبلة نووية سيبقيان كوريا الجنوبية وتايوان خارج السباق في المدى القريب. ويضيفون أن في اليابان - الدولة الوحيدة التي عانت من هجوم بقنبلة نووية - توفر مفاعلات الطاقة النووية الكثير من البلوتونيوم من الوقود المستنفد بما يسمح بإنتاج عبوة خلال ستة أشهر.

وقال المتخصص في منع الانتشار في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومقره لندن مارك فيتزباتريك إن أي برنامج من هذا النوع سيتطلب جهدا هائلا ويرجح أن يثير انقسامات داخلية خطيرة. ومضى يقول «اليابان لديها ما يكفي من البلوتونيوم من الدرجة المستخدمة في المفاعلات ويمكن وفقا لما يقوله بعض الخبراء الأميركيين أن تستخدم في إنتاج أسلحة خلال شهرين إذا كرست اليابان كل طاقتها الوطنية للمشروع».

واستطرد قائلا «ما لم تكن اليابان قد قامت ببعض العمل الأولي فان هذا واقعيا سيستغرق نصف العام».

وجاء على موقع مبادرة التهديد النووي على شبكة الانترنت أن كوريا الجنوبية وتايوان أجرتا أبحاثا على تطوير أسلحة نووية في السبعينات والثمانينات قبل أن تتوقف نتيجة للضغوط من الولايات المتحدة. وكلتاهما تمتلكان محطات للطاقة النووية توفر مخلفات يمكن استخدامها في إنتاج بلوتونيوم من الدرجة المستخدمة في صناعة الأسلحة.

غير أن محللين يقولون إن إعادة إحياء هذه البرامج سيثير مشكلات من الناحية العملية والسياسية على حد سواء. وقال دبلوماسي بارز مقره فيينا مطلع على عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية «حتى تمتلك تايوان أو كوريا الجنوبية مواد منتجة محليا فإننا نتحدث عن عامين على الأقل إذا أطلق برنامج عاجل».

وكانت كوريا الجنوبية أثارت قلقا قبل نحو عامين حين أبلغت وكالة الطاقة أنها أجرت تجارب ناجحة لتخصيب كميات صغيرة من اليورانيوم في أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات واستخرجت كميات صغيرة من البلوتونيوم في مطلع الثمانينات.

وتقول إنها منذ ذلك الحين ملتزمة بشدة بالقواعد المنظمة التي حددتها وكالة الطاقة. غير أن تطوير أسلحة بدأ يجد قبولا منذ التجربة التي أجرتها كوريا الشمالية اذ وافق 65 في المئة من المشاركين في استطلاع للرأي أجري حديثا على هذه الخطوة.

وتعتبر إعادة إطلاق البرنامج النووي السابق لتايوان أمرا صعبا لان هذا لن يكون مقبولا من الصين التي تمتلك أسلحة نووية والتي تعتبر الجزيرة إقليما منشقا وهددت باستخدام القوة لإخضاعه. وأكدت تاييبه مجددا أنها لن تسعى الى متلاك برنامج للتسلح النووي.

وعلى الصعيد العملي أشار عالم نووي بارز إلى أن الجزيرة ببساطة تفتقر إلى الخبرات اللازمة لإنتاج البلوتونيوم من الدرجة المستخدمة في الأسلحة.

وقال الأستاذ بقسم الهندسة النووية في جامعة تسينج هوا الوطنية في تايوان جيانغ شيانغ هوي «حاولوا تطوير تقنية لفصل البلوتونيوم من الدرجة المستخدمة في القنابل لكنهم لم ينجحوا»، مشيرا إلى الجهود الأولى التي بذلتها الجزيرة لصناعة عبوة نووية.

وحتى لو طوروا القدرة النووية فان إنتاج عبوة صغيرة بالدرجة الكافية لتوصيلها سيمثل تحديا آخر. ويقول خبير إن اليابان لديها القدرة على إطلاق الصواريخ التي يمكن تعديلها لتستخدم في القذائف طويلة المدى.

وقال أستاذ السياسة الدولية بجامعة اوساكا للاقتصاد والقانون ياسوهيكو يوشيدا «الصاروخ مثله مثل القذيفة... كل ما تحتاجه هو تغيير زاوية الإطلاق وتوجيهها نحو الدولة المستهدفة»

العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً