أكد عدد من أعضاء مجلس النواب في ظل انخفاض نسبة الانقطاعات الكهربائية في مختلف مناطق البحرين بعد صيف مرير من الانقطاعات عانته البحرين مع انتهاء فصل الصيف وقدوم فصل الشتاء ضرورة إعادة صيانة الشبكات الرئيسية والتسريع في البت في الأمر، وأن على وزارة الكهرباء والماء أن تعلن نتائج اللجنة التحقيقية التي شكلت للتحقيق في الانقطاع الكلي للكهرباء الذي حدث في البحرين قبل عامين أو أكثر، وان معالجة الأمر للعام المقبل ليس بالتصريحات فقط وإنما بتفعيلها وإعادة تجديد الخطة الموضوعة للبنية التحتية.
الإشكال ليس في توافرالكهرباء
وقال رئيس لجنة المرافق العامة والبيئة عبد العزيز الموسى في تعليق له ان «الإشكال ليس في توافر الطاقة الكهربائية لأنها متوافرة بصورة جيدة، وإنما الإشكال والخلل في الشبكات والتحويلات باعتبار أنها بحاجة إلى إعادة بناء من جديد لتكون مؤهلة لتحمل الضغط الهائل، وأن الشبكة تحتاج إلى موازنة كافية وأن وزارة الكهرباء والماء رصدت هذه الموازنة إلا أنه ليس هناك تحرك سريع في تلافي الأمر».
مضيفاً أن «حل الخلل الرئيسي في المشكلة الآن هو الشروع في تنفيذ الخطة أو الإصلاح ووضع حل جذري سريع، وذلك نظراً لعدم احتمالية البلد لتحمل المزيد من الانقطاعات في العام المقبل، لما تشكله من تضعضع في كل المجالات»، مقترحاً أن «تكون هناك خطة وطنية لتجديد البنية التحتية الموضوعة مسبقاً، وأن يكون العمل على وجه السرعة على قدم وساق باعتبار أن المواطن بات هو من يتحمل كل إفرازات الانقطاعات الكهربائية».
الجانب المهني والفعلي أفضل
النائب عبد النبي سلمان أضاف في تحليله للموضوع قائلاً: «ان على المسئولين أن يعترفوا بأن هناك خللا جذريا في الشبكة، ويجب أن تباشر بكل جهودها للبت في إصلاح الشبكات في فترة الشتاء لا فترة الصيف التي لا تسمح كل الظروف فيه لإصلاح الشبكات والصيانة»، موضحاً أن «معالجة المشكلة بالتصريحات لا تعطي النتيجة الحسنة، وإنما بالشكل المهني والفعلي، وأن الوضع الطبيعي لا يجب أن يتخذ عن تقييم الوضع الذي حدث في السابق، لأن انخفاض الانقطاعات الكهربائية في الفترة الأخيرة على رغم استمرارها في بعض مناطق البحرين لا تحتسب فخراً لجهات معينة لأنها ضمن فترة الذروة والضغط عليها، إضافةً إلى أن الشبكة لا تتحمل الضغط الكبير في الطلب على الكهرباء نتيجة ترهل وقدم الشبكات والمولدات في فترة الصيف». منوهاً الى أن «البحرين بلد صغير مقارنة ببعض الدول الصغيرة والفقيرة التي تتوافر فيها الخدمات الرئيسية دون أية مشكلات تذكر وإن وجدت، ونحن دول الخليج نملك كل الإمكانات في الوقت الذي يعاني فيه المواطن من ابسط الحقوق التي يتحمل كلف الأضرار الواقعة عليه، ويجب ألا يروج للبحرين عبر وسائل الإعلام إلا في حال تم تأمين جميع الاحتياجات الرئيسية بصورة جيدة وآمنة مستقبلاً».
أين نتائج اللجنة المستعجلة؟
أما النائب محمد الشيخ تناول الموضوع من جهة قانونية وقال انه «بصفته أحد الأعضاء في السلطة التشريعة مازال لا يعرف أية إجراءات اتخذت عن الانقطاع الكلي للكهرباء الذي حدث في البحرين قبل عامين، سوى أن الحكومة شكلت لجنة تحقيق لمتابعة الأمر، وأنه يجب أن تعلن نتائج التحقيق والأسباب». مطالباً بأن «تعلن جميع الحقائق التي توصلت لها الحكومة باعتبار أنها حق من حقوق المواطن في المعرفة لمتابعة مجريات الأمور والمشاركة في الرأي العام، وبالتالي يدل غياب المعلومات على الضبابية وعدم الوضوح في الأمر».
وأضاف الشيخ أن»هناك قصورا ويجب على الحكومة أن تتلافى أوجهه قبل وصول موسم الصيف للعام المقبل من خلال التدريب المستمر للفنيين ووضع المزيد من المحطات والمولدات الكهربائية والاستفادة من مشروع الربط بين دول مجلس التعاون، وأن البحرين قادرة على التوصل على صيغة لتوفير الكهرباء باعتبار أن المشتركين يساهمون بمبالغ دفع الفواتير التي تشكل نسبة كبيرة لحل أبسط الأمور التي تحتاج لها عمليات الصيانة».
موضحاً أن «البحرين صغيرة وفيها كثير من المناطق الصناعية والعمران الكبير المستمر الذي يحتاج بالتالي إلى طاقة كبيرة، ولا بد أن يلاحقه استعداد من كل الجوانب، وذلك لأن الكثير من المستثمرين في البحرين اتجهوا للخارج وللدول المجاورة لسهولة الحصول على الخدمات أو لتوافرها بصورة آمنة باعتبار أن الكهرباء خدمة أمسّ من الضرورة في الوقت الحاضر».
وأخيراً وليس آخراً، هل ستصل الاقتراحات والتحركات التي يطرحها نخبة البلد إلى ذهن وزارة الكهرباء والماء، هل سيكون هناك تعاون مشترك في تناول الأمر بدلاً من تشتت الأفكار والأطروحات في تصريحات تصبح لا معنى لها؟
المنامة - وزارة الكهرباء والماء
ذكرت وزارة الكهرباء والماء في تقريرها اليومي أنه لم تسجل حالات قطع للكهرباء يوم أمس، مضيفة أن الحمل الاقصى للكهرباء ليوم امس (الثلثاء) وصل إلى 1240 ميغاوات عند الظهيرة (وقت الذروة) و1320 ميغاوات في الليل (وقت الذروة)، مقارنة باليوم السابق (الاثنين) إذ وصل الحمل الأقصى1222 ميغاوات وقت الظهيرة (وقت الذروة) بينما وصل إلى 1304 وقت الذروة في الليل.
يذكر أن القدرة المتاحة في الفترتين المذكورتين هي 2304 ميغاوات. واضافت أنه لم تسجل حالات قطع مبرمج في الفترة المذكورة ابداً
العدد 1510 - الثلثاء 24 أكتوبر 2006م الموافق 01 شوال 1427هـ