العدد 3600 - الأحد 15 يوليو 2012م الموافق 25 شعبان 1433هـ

هل يتغير واقعنا المحتقن؟

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

كم نتمنى أن نصحو على ما نحن فيه باعتباره كابوساً في نوم وليس واقعاً يعايشه صغارنا قبل كبارنا. كم نتمنى أن هذا الذي يحدث من حولنا ما هو إلا أضغاث أحلام لأن ما يحدث على الأرض يتجاوز الواقع بمراحل بكل هذه التجاوزات وتحت مظلة قانون لا أثر يدل عليه.

كم نتمنى أيضاً أن تختفي الغربان من حياتنا. تلك التي لا تكفّ عن النعيب وعن التحشيد وعن التحريض. تلك التي سمّمت الحياة وجعلتها قاعاً صفصفاً. كم نتمنى أن نصحو ونحن في بدائية ما نملك من أسباب مادية وفي رقي أنفسنا وتعاملنا مع من حولنا من الطارئ والماكث.

لا يمكن للغصة أن تنأى عن أي واحد منا حين يجد الحياة وتفاصيلها التي كانت عليها قبل أن يحدث ما حدث من حيث هي في انسجامها وتداخلها وحرصها على من هو من حولها إلى صورة وواقع هما على النقيض من صورة وحقيقة الإنسان البحريني في بساطته وتآلفه وتراحمه، في تحوّل وانقلاب دراماتيكي كأنه ينفي حقيقة وبساطة ذلك الإنسان.

وكما أن الطحالب لا تترك صافي ماء وتتلمس طريقها إلى السطح دائماً قدر الذين هم على الضد من ذلك أن يكون مصدر نقاء وصفاء كل شيء. لا ينتظرون هبات وأعطيات وما سيد الفم والضمير في الوقت نفسه. ينتظرون أن تكون لهم الكلمة الفصل والخيار في الطريقة التي يحيون والهدف الذي يسعون إليه وطبيعة علاقاتهم مع من حولهم من دون عقد وأمراض وتمصلح أو ابتزاز.

الذي يسره ما يحدث ويتمنى أن يظل ويستمر إلى أن تقوم قيامة الأوطان وتدشن دمارها، لا يمكن أن يكون سوياً أو صاحب حس أو ما يدل على شيء منه. الذي يتمنى ذلك إنما يتمنى مصلحته من استمرار هذا الاحتقان وديمومة الفوضى التي يرتع فيها ويسمن لحمه ويتكرش؛ عدا ذلك هو في المستحيل من التفكير فيه بل على العكس منه. محاولة إلى ضخ الرشد وتأكيده.

الذين يسرحون ويمرحون كالإبل الضالة في أوطانهم لا يحدثون أدنى فرق في حركته بل على العكس من ذلك، هم معوقات وجدر تحول بينه وبين أن يمضي ليرسم خياراته في الحياة وما يتمكن من تحقيقه حتى بالبسيط من الإمكانات في محاولة لإثبات أنه وجد ليحيا تحت الضوء لا تحت ما بعده.

نريد أن نصحو على واقع نصنعه نحن لا أن تصنعه اللحظات المؤقتة والحلول المؤقتة وترقيع ما يمكن أن يرقع، وحين تجري الحياة بحثاً عن الاشتراط فيما يجب أن يكون عليه إنسانها ينكشف الظهر والسواتر وكل ما يظن أنه حاجز يحول دون تجاوز.

مثل تلك الأمنيات لا طائل منها إذا ما نسينا معنى الأمل. إذ من مصلحة كثيرين وجهات أن تتم حال الاحتقان والتجاذب والتربص قائمة ومتحفزة وأن يكون الأفق مسدوداً ومشدوداً في الوقت نفسه لمصالح فئات لا تبقي ولا تذر أمماً بأسرها.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3600 - الأحد 15 يوليو 2012م الموافق 25 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:00 م

      الحالات والمتلازمات

      غياب التوازن لا يعنى عدمه. فالحالات المرضية للانسان كثيرة، منها الجسمي ومنها النفسي، وهذا صحيح بالنسبة للأسرة والمجتمع والشعب والقبيلة.
      فحالة متلازمة داون مثلا لها شبه كحالة القرين، إذ يقرن الأسد بالعرين ويقرن النحل والنمل بالعمل. فلذا مايقرن الانسان به عمله وليس رسمه ولا اسمة.

      فبما نزين وضع البحرين اليوم؟

    • زائر 4 | 12:39 م

      شكرا لكم

      المصالح الشخصية والغنائم اصبحت اهم من الوطن ؟؟؟

    • زائر 3 | 9:16 ص

      كيف تتحول حالة الاحتقان الى إختناق؟

      التحويلات قد تكون مروية لكن حالة التحول فلها وقانون ثابت لم يتغير برغبة أو بقرار.
      من المعلوم أن اكثر الناس يعرفون حالات الاختناقات المرورية في الشوارع، أما إختناقات التنفس فيعرفها جيداً الأطباء. فمتى يتحول الأحتقان الى إختناق؟ فهذا بديهى. سبب الاختناق ليس الاحتقان بل قدمها وكشفها في حالة احتقان . والمعروف أيضاً أن الاحتقان سببه اما عدوى أو مرض مزمن. لكن المسألة الراهنة في كيف ستكشف الأيام القادمة الغرق في الديون وزيادة الفتن أم إنقطاع التنفس وزوال الغمة عن هذه الأمة؟

    • زائر 1 | 2:31 ص

      للاسف هذا هو واقعنا

      استاذة سوسن هذا هو واقعنا ولن يتغير إلا بالعمل والأمل ، بالحب لهذا الشعب والحب لهذا الوطن.

      شكرا لك ولقلمك النابض بحب الأرض

اقرأ ايضاً