العدد 3600 - الأحد 15 يوليو 2012م الموافق 25 شعبان 1433هـ

الروتين الممل لفترات الإعداد

يونس منصور Younis.Mansoor [at] alwasatnews.com

رياضة

بدأت بعض من الفرق الكروية لأنديتنا إعدادها للموسم الكروي المقبل وستلحقها البقية خلال الأيام المقبلة، وفي كل عام تتكرر الصورة والنمطية في فترات الإعداد دون وجود تغيير في كيفية تنفيذ هذه البرامج للوصول للجاهزية البدنية والفنية قبل بدء البطولات المحلية.

تلك الصورة التي لا تختلف إلا لدى ناديين أو 3 بالكثير من خلال المشاركة في دورات ودية ينظمها بعض الأندية الخليجية عبر دعوات توجه لهذا النادي او ذاك، أو تنظيم مباريات ودية مع أندية الخليج لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، والسائد لدى جل فرقنا لا يتعدى التدريبات اليومية التي تستمر طوال أيام الأسبوع والاكتفاء بخوض المباريات الودية المحلية.

في الجهة الأخرى لأنديتنا الخليجية نرى اختلافا كبيرا في برامج إعداد فرقها الكروية للموسم الكروي، فما أن ينتهي موسم إلا وترى إدارات الأندية تبدأ للإعداد لموسم جديد، ونسمع ونشاهد أن هذا النادي يقيم معسكرا في النمسا، وآخر في تركيا، وثالثا في فرنسا، ووصل الحال أن تقيم بعض الأندية معسكرين في مكانين مختلفين، بل بدأنا نسمع أن النادي الفلاني يخوض مباراة مع أندية معروفة على المستوى العالمي، ومنها على سبيل المثال الهلال السعودي لعب مع بطل الدوري الانجليزي مانشستر سيتي قبل أيام، وهكذا تستمر مثل هذه الأخبار لدى الكثير من أندية منطقتنا.

شتان الفارق في البرامج الإعدادية لفرقنا المحلية مع نظرائها من الخليج، وربما يرسم ذلك صورة حقيقية لنظرة القائمين على تلك الأندية مع نظرة المسئولين والقائمين على أنديتنا، إذ ينظر الأشقاء بنظرة مستقبلية ووفق خطة وبرنامج توصلهم للقارية ومن ثم التفكير في أبعد من ذلك، ولكن تبقى نظرة أنديتنا محصورة على المحلية والتوسع بعد ذلك إلى الإقليمية التي ابتعد عنها الأشقاء رغبة منهم في مقارعة هيمنة أندية غرب القارة على الكرة الآسيوية.

وبالمثل يمكننا إسقاط تلك الصورة على منتخباتنا الكروية الوطنية «عدا الأول»، فما نشاهده من برامج إعداد يكاد ينحصر فقط في التدريبات اليومية المكثفة وإن تطور الأمر فلا يتعدى الدخول في معسكرات داخلية تكاد تخلو من الإيجابيات وخصوصا أنها (المنتخبات) تفتقد لخوض المباريات القوية التي توفر الاحتكاك المناسب واللازم لتطوير قدرات اللاعبين الفردية.

تقتصر برامج إعداد منتخباتنا العمرية على التدريبات الروتينية وخوض بعض المباريات الودية سواء مع أندية أو مع منتخبات خليجية، ومن ثم التوجه لإقامة معسكر خارجي في المرحلة الأخيرة للإعداد قبل المشاركة في بطولة ما، وهو ما لم يعد منسجما ومتوافقا مع التطور الكبير الحاصل في إعداد المنتخبات، ولو قسنا ذلك مع ما يحدث مع الدول الشقيقة سنلاحظ التغيير الكبير في إستراتيجية العمل لديهم والقائمة على الاستمرارية في إقامة معسكرات خارجية كثيرة طوال العام وأيضا المشاركة في بطولات ودية تنظم داخليا أو خارجيا.

النمطية الروتينية والمملة التي تسير عليها منتخباتنا على رغم تطورها نوعا ما وتحركها خطوة للأمام في السنوات الأخيرة لم تعد قادرة على اللحاق بالتقدم والنمو والتطور التي تعيشه الكرة الآسيوية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، ويمكن أن نسقط تلك الصورة في إعداد فرقنا ومنتخباتنا على الصورة العامة والشاملة التي تعاني منها رياضتنا وكرة القدم تحديدا من السلبيات وخصوصا فيما يتعلق بغياب إستراتيجيات وخطط واضحة المعالم سواء كانت قصيرة أو طويلة المدى، وأن ما تشهده رياضتنا حاليا ما هو إلا اجتهادات شخصية وفردية من هذه الشخصية أو تلك الجهة لعل وعسى أن نحقق نتيجة جيدة هنا أو نخطف بطاقة عبور لنهائيات هناك.

إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"

العدد 3600 - الأحد 15 يوليو 2012م الموافق 25 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً