العدد 3602 - الثلثاء 17 يوليو 2012م الموافق 27 شعبان 1433هـ

مانديلا يحتفل بعيد ميلاده الرابع والتسعين اليوم

منها 27 عاماً قضاها في السجن من أجل محاربة العنصرية

يحتفل نلسون مانديلا اليوم الأربعاء (18 يوليو/ تموز 2012) بعيد ميلاده الرابع والتسعين وسط احتفالات وطنية كبيرة احتفاءً بهذه المناسبة السعيدة تتخلها إشادات بالزعيم التاريخي لجنوب إفريقيا ومناقشات بشأن أفضل السبل لمواصلة كفاحه ونهج المصالحة الذي أطلقه.

وغالباً ما ترد أخبار مقلقة عن صحة «بابا» مانديلا، كما يلقبه مواطنو جنوب إفريقيا تحبباً في بطل الكفاح ضد نظام الفصل العنصري.

وبعدما كان عيد ميلاده مناسبة يحتفل بها الوطن برمته بمشاركة نجوم ومسئولين أجانب، بات مانيلا منذ أربع سنوات يحتفل بهذه المناسبة بين أفراد عائلته فقط.

ونقل مانديلا إلى المستشفى في يناير/ كانون الثاني 2011 لإصابته بالتهاب حاد في الجهاز التنفسي، ثم في فبراير/ شباط الماضي للخضوع لفحوص طبية.

وأعلن الرئيس جاكوب زوما الذي تناول الغداء معه الأربعاء الماض في كونو (جنوب) أن مانديلا «بصحة جيدة».

وقال الرئيس في بيان «سررت برؤيته، كما دائماً. كنت سعيداً خصوصاً بتقديم التهاني له قبل عيد ميلاده المقبل. وأبلغته كما في كل مرة أن جميع أبناء جنوب إفريقيا ينتظرون الثامن عشر (من يوليو) ليتمنوا له كل السعادة في عيده».

كذلك أعلنت سكرتيرته الخاصة السابقة، زيلدا لا غرانج للإذاعة أنها وجدته «بصحة جيدة» و»يحظى برعاية عائلته والفريق الطبي الذي يعتني به».

ويقضي نلسون مانديلا منذ سنة وقته بين جوهانسبرغ وكونو القرية التي قضى فيها طفولته، والتي عاد إليها في مايو/ أيار بعد إعادة ترميم منزله.

ورغم انسحابه من الحياة السياسية العام 2004، إلا أن مانديلا يتابع أخبار بلاده، هذا ما أكده صديقه القديم ورفيقه في السجن أحمد كاثرادا (82 عاماً) لوكالة «فرانس برس» مؤخراً حيث قال «آخر مرة التقيته فيها قبل حوالى شهر، كان منهمكاً في قراءة الصحف».

وتابع الرجل الذي سجن 26 عاماً مع مانديلا «آمل أن يبقى بيننا لأطول وقت حتى تستفيد من نصائحه لنا».

وساهم الإفراج عن مانديلا في 1990 بعد سجنه 27 عاماً في سجن روبن آيلاند، في تسريع سقوط نظام الفصل العنصري ليتولى على الأثر قيادة المفاوضات التي أتاحت انتقال البلاد إلى الديمقراطية المتعددة الأعراق بدون حرب أهلية.

وبعد أربع سنوات أصبح أول رئيس أسود منتخب ديمقراطياً في جنوب إفريقيا وتولى الرئاسة بين 1994 و1999.

ويعود آخر ظهور علني له إلى العام 2010 خلال مباريات كأس العالم لكرة القدم التي نظمت في بلاده.

ومنذ ذلك الحين لم يعد مانديلا يلتقي سوى أقربائه، فضلاً عن مواهب شابة تزوره لتقديم عروض له، ولم يظهر سوى نادراً في التلفزيون حيث ظهر بشكل عابر في سياق عملية إحصاء سكاني في أكتوبر/ تشرين الأول أو لاستقبال شعلة مئوية حزبه، المؤتمر الوطني الإفريقي.

وأضحى عيد ميلاد مانديلا مناسبة وطنية ولو أنه ليس يوم عطلة.

وسينشد آلاف التلامذة اليوم (الأربعاء) الساعة 8,00 (6,00 تغ) «عيد ميلاد سعيد ماديبا» وهو اسم قبيلة نلسون مانديلا.

وفي هذه المناسبة أعلن الأسقف دزموند توتو الحائز جائزة نوبل للسلام الإثنين أن «أجمل هدية يمكن لأمتنا أن تقدمه إلى (بابا) نلسون مانديلا في عيد ميلاده الرابع والتسعين هذا الأسبوع هو التشبه بشهامته وكرم أخلاقه».

وقال إن «مانديلا علمنا أن نحب أنفسنا وأن نحب بعضنا البعض وأن نحب بلادنا. مد الطاولة حتى يتمكن جميع الجنوب إفريقيين من الجلوس حولها لتناول الطعام. علينا أن نتثبت من دعوة جميع أفراد العائلة إليها».

وأقرت الأمم المتحدة منذ العام 2009 «يوم مانديلا» كدعوة عالمية إلى الجميع لتخصيص 67 دقيقة من وقتهم لمساعدة الآخرين تكريماً للقيم التي دافع عنها مانديلا.

وهذه الدقائق الـ 67 ترمز إلى السنوات الـ 67 التي خصصها الرئيس الجنوب إفريقي السابق لنضاله السياسي.

غير أن هذا الدعوة العالمية لم تكن على ما يبدو موضع إجماع حيث كتبت صحيفة «ذي سويتان» في افتتاحية الأسبوع الماضي أن مانديلا ليس الأم تيريزا.

وجاء في الافتتاحية أنه «لم يضح بنفسه من أجل اختزال العالم في مجرد عمل خيري حيث يكفي أن تقوم طبقة تقمع طبقة أخرى ليوم في السنة بأنشطة خيرية مهينة وصورية، كمنح بعض الطعام أو قطع ملابس قذرة نريد التخلص منها» مشيرة إلى أن تكريم مانديلا يكون أجدى بالتظاهر ضد الظلم والتباين الاجتماعي.

العدد 3602 - الثلثاء 17 يوليو 2012م الموافق 27 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً