العدد 3607 - الأحد 22 يوليو 2012م الموافق 03 رمضان 1433هـ

عشقت كرة السلة ولم أكن أعتقد أنها ستنير طريق مستقبلي

«الوسط الرياضي» يوثق تاريخ الرياضة البحرينية (2)

يسعى «الوسط الرياضي» منذ عدة أعوام، في شهر رمضان الكريم، طرح لقاءات حوارية مع قيادات رياضية، لعبت دوراً بارزاً في صناعة صرح الرياضة البحرينية . بهدف المساهمة في توثيق الرياضة البحرينية، وحفظ سجل هذه الشخصيات الرياضية. وحينما سعينا للقاء شخصية هذا العام التي تألقت وبرزت في مجال التربية الرياضية المدرسية، وتميَّزت بأنَّها أول شخصية بحرينية تتخصص في علوم التربية الرياضية وتحصل على شهادة البكالوريوس من معهد التربية الرياضية بالقاهرة، ويتبوأ مديراً لإدارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية مدة 27 عاما. كان الهدف منه توثيق تاريخ الرياضة المدرسية. التي كانت يوماً ما تمثل القاعدة التي انطلقت منها جميع الألعاب. إلا أنَّنا وجدنا في شخصية محدثنا جاسم محمد أمين واجهة تاريخية بارزة، نطل منها على تاريخ الرياضة البحرينية، بعد أن شارك مع أوَّل وفدٍ كروي توجه إلى المكسيك لتقديم عضوية البحرين في «الفيفا» العام 1986 وترأس أول لجنة تشرف على تنظيم لعبة كرة السلة العام 1967، بجانب حضوره الكبير في مجال التربية الرياضية كمدرس وموجه ومراقب ومدير للإدارة... لذلك كان لنا معه هذا الحوار المتشعب الذي أرَّخ للعديد من الألعاب الرياضية.


جاسم أمين يتبادل الهدايا التذكارية مع احد اللاعبين وفي الصورة مراقب التربية الرياضية سيف المسلم

تلعب المرحلة الدراسية الابتدائية دورا مؤثرا كبيرا في حياة أي طفل مقبل على الحياة العامة، وتحدد بشكل كبير الهواية التي يحبها ويعشق ممارستها، لذلك يقول محدثنا «حينما دخلت مدرسة الشرقية التي كانت قريبة من منزلنا، وجدت نفسي مدفوعا للمشاركة في عالم جديد، يختلف عما كنت عليه مع أقراني أولاد «الفريج» حينما كنا نمارس الألعاب الرياضية الطفولية التي أشرت إليها في الحلقة السابقة، لأجد ألعابا أخرى أكثر جاذبية وقوة. ومن بين الأمور التي يتذكرها في بداية حياته الدراسية العام 1945 عندما أنشئ قسم مختص بالتدريبات البدنية بالمدرسة. فانضممت إلى هذا القسم وبدأت التدرب على تنفيذ جملة من التمرينات البدنية، كانت تشكل في النهاية عرضا رياضيا تشارك فيه بقية المدارس، وقد كنت سعيدا بهذه المشاركة.

ويتذكر -أيضا- عدم وجود مدرسين مؤهلين لتدريس مادة التربية الرياضية، وكان جلهم من المدرسين العرب، ولكنهم كانوا مخلصين في عملهم، متفانين في عطائهم، لا يبخلون في بذل الجهد من اجل تدريب الطالب، أو تعليمه، وإثناء هذه المرحلة وجدت نفسي مشدودا إلى لعبة كرة السلة وعشقت فنونها، وحاولت أن املك مهاراتها، والذي ساعدني على التألق فيها طول قامتي ولياقتي البدنية العالية وإجادتي مهاراتها. وقد مارست هذه اللعبة في جميع المراحل الدراسية، بدءا من المرحلة الدراسية الابتدائية ثم الإعدادية والثانوية. ومن خلال تألقي واجتهادي في هذه اللعبة حصلت على البعثة الدراسية إلى القاهرة.

وأضاف أمين «كان هناك ربط في التدريب أو المشاركة في المباريات ما بين لعبة كرة السلة والطائرة، وكنا حينما ننتهي من لعب مباراة في كرة السلة نتوجه بعدها لممارسة لعبة الكرة الطائرة، وكنت اقضي في اللعبتين وقتا ممتعا. كما كنا نمارس ألعاب القوى، وكان من بيننا الطالب الشيخ محمد بن خليفة الذي ترأس اللجنة العليا للنشاط الرياضي في البحرين. ثم تبوأ فيما بعد وزارة الداخلية، فقد كان متميزا في لعبة القفز بالزانة. كما كان عضوا بارزا في فريق كرة السلة بالمدرسة. هذا بالإضافة إلى اللاعبين علي المحروس الذي أصبح وزيرا للأشغال وحسن عبدالرسول وطارق بوغزالة وقوزي سايمون وجاسم أمير.

ويختتم حديثه في هذه الحلقة قائلا: «يعود الفضل إلى التصاقنا بلعبة كرة السلة إلى الاستاذ الفاضل رحمة الله عليه خليفة غانم الرميحي، فكان مهتما بلعبة كرة السلة وهو الذي شجعنا على ممارستها، كما كان يشتري لنا الألبسة الأنيقة التي يحضرها خصيصا من أميركا بعد أن نكون قد دفعنا مبالغها من جيبنا الخاص، لأننا كنا نمارس الألعاب الرياضية كهواية فعلية من دون النظر إلى أي شيء آخر غير الاستمتاع باللعب!».

العدد 3607 - الأحد 22 يوليو 2012م الموافق 03 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً