العدد 3610 - الأربعاء 25 يوليو 2012م الموافق 06 رمضان 1433هـ

الحروب الباردة دفعتني للذهاب إلى العراق وفي القاهرة فرضوا عليَّ دخول مدرسة السعيدية

«الوسط الرياضي» يوثق تاريخ الرياضة البحرينية (5)

يسعى «الوسط الرياضي» منذ عدة أعوام، في شهر رمضان الكريم، طرح لقاءات حوارية مع قيادات رياضية، لعبت دوراً بارزاً في صناعة صرح الرياضة البحرينية . بهدف المساهمة في توثيق الرياضة البحرينية، وحفظ سجل هذه الشخصيات الرياضية. وحينما سعينا للقاء شخصية هذا العام التي تألقت وبرزت في مجال التربية الرياضية المدرسية، وتميَّزت بأنَّها أول شخصية بحرينية تتخصص في علوم التربية الرياضية وتحصل على شهادة البكالوريوس من معهد التربية الرياضية بالقاهرة، ويتبوأ مديراً لإدارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية مدة 27 عاما. كان الهدف منه توثيق تاريخ الرياضة المدرسية. التي كانت يوماً ما تمثل القاعدة التي انطلقت منها جميع الألعاب. إلا أنَّنا وجدنا في شخصية محدثنا جاسم محمد أمين واجهة تاريخية بارزة، نطل منها على تاريخ الرياضة البحرينية، بعد أن شارك مع أوَّل وفدٍ كروي توجه إلى المكسيك لتقديم عضوية البحرين في «الفيفا» العام 1986 وترأس أول لجنة تشرف على تنظيم لعبة كرة السلة العام 1967، بجانب حضوره الكبير في مجال التربية الرياضية كمدرس وموجه ومراقب ومدير للإدارة... لذلك كان لنا معه هذا الحوار المتشعب الذي أرَّخ للعديد من الألعاب الرياضية.


طلبة رابطة البحرين في القاهرة العام 1962 تستعد للتوجه إلى مدينتي بورسعيد والاسماعيلية

الوسط - عباس العالي

لعب القدر دوراً مؤثراً في تحديد مسار مستقبل محدثنا، فبعد فرحته العارمة بصدور موافقة رئيس دائرة المعارف أحمد العمران على ابتعاثه للقاهرة للدراسة في معهد التربية الرياضية بالهرم، والحصول كأول بحريني على شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية، فوجئ بقرار حكومة البحرين تأجيل سفر الطلاب إلى القاهرة بسبب استمرار الخلاف بين القاهرة ولندن نتيجة آثار العدوان الثلاثي على مصر العام 1956 ما حرمه من السفر والبقاء في البحرين لمدة عام واحد عمل خلالها كموظف في مكتب التربية الرياضية.

ولكن بعد مرور أشهر طويلة تقرر ابتعاثه لدارسة في بغداد للدراسة بكلية التربية الرياضية هناك، ولكن -أيضا- نتيجة الانقلاب الذي قاده عبد الكريم قاسم على الحكم الملكي في العراق، أصبح هناك تردد من قبل الجهات الرسمية، «إلا أنَّ طموحي ورغبتي في الدراسة جعلتني أصر على السفر ولو عن طرق البر، وبالفعل في بداية الدراسة العام 1958 غادرت إلى الكويت في طريقي للعراق، وهناك على الحدود فوجئت برفضي دخول العراق، ما جعلني أعود أدراجي».

سكنت في فندق «صباح الخير»

وبعد شهر واحد من المحاولات المستمرة، حصلت على تأشيرة الدخول، وبعد وصولي لبغداد وجدت أن الدراسة في الكلية متوقفة بسبب الوضع الأمني وبقيت هناك 7 شهور في حالة من انتظار الفرج، بعدها صدر قرار رسمي بالعودة إلى البحرين.

وفي العام 1959 حدث انفراج في العلاقة السياسة بين القاهرة ولندن قرر بعدها الرئيس المصري جمال عبد الناصر عودة جميع الطلاب العرب للدراسة في الجامعات المصرية، «وكانت فرحتي عارمة وكنت بمثابة الطفل المدلل لحصولي على بعثة دراسية من البحرين بعد موافقة حاكم البحرين الأسبق الشيخ سلمان بن حمد، بالإضافة إلى البعثة المصرية، فغادرت القاهرة محملا بالأحلام والآمال، إلا أن تدخلات القدر أو «المقالب» ما زالت تطاردني فقد فوجئت بعدم اعتراف الحكومة المصرية بشهادة الثانوية العامة في البحرين واعتبارها شهادة الثقافة ويجب الحصول على شهادة التوجيهية.

يختتم محدثنا أمين حديثه في هذه الحلقة ويقول: «ذلك القرار لم يؤثر على عزيمتي أو يجعلني أفكر في غير الدراسة. فأنا وضعت رجلي على ارض الكنانة ويجب أن أعود وأنا حاملا لبكالوريوس التربية الرياضية مهما كان الثمن، وبالفعل قررت استكمال دراسة المرحلة التوجيهية وأدخلت في مدرسة السعيدية، وهناك نجحت بتفوق لأتقدم إلى معهد التربية الرياضية بخطى ثابتة، قبل أن أفاجئ بقرار إجراء الامتحان العملي!»

(وإلى لقاء يوم الأحد مع ذكريات جاسم أمين)

العدد 3610 - الأربعاء 25 يوليو 2012م الموافق 06 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً