العدد 3616 - الثلثاء 31 يوليو 2012م الموافق 12 رمضان 1433هـ

سقوط المعابر الحدودية السورية بيد المعارضة...الطريق بين الحدود التركية وحلب مثالاً

انتظر عناصر الجيش السوري الحر في بلدة عندان قرب حلب (شمال) حلول موعد الإفطار عند رفع آذان المغرب، فتسللوا حتى حاجز الجيش السوري في المنطقة، وهاجموه. بعد عشر ساعات، سقط الحاجز، وتم الاستيلاء على ثماني دبابات و... على نقطة استراتيجية تربط بين حلب والحدود التركية.

بعد ساعات على انتهاء المعارك، كان المقاتلون لا يزالون منشغلين في مصادرة الأسلحة والذخائر. وكان أحدهم يسحب القذائف من دبابة ويعطيها لآخر يقوم بتكديسها في شاحنة صغيرة.

على الأرض، رصاصات فارغة من أعيرة مختلفة، ورشاش كلاشينكوف ورشاش ثقيل. وفي مكان قريب من الحاجز، لا يزال الدخان يتصاعد من شاحنة لنقل الجنود ذابت إطاراتها نتيجة الحريق.

ويقوم مقاتلو الجيش الحر تحت خيمة كبيرة أوقفت داخلها شاحنات عسكرية بإفراغ عشرات صناديق الذخيرة، ويفتشون الأغراض التي تركها الجنود. يجد أحدهم كتاباً عن سيرة الرئيس السوري الراحل، حافظ الأسد بعنوان «حافظ الأسد: قائد ورسالة»، فيقوم بتمزيقه.

ويشرح النقيب رفعت خليل المنشق عن الجيش والذي قاد العملية، أنه بعد آذان المغرب الأحد، أعطى الأمر بالهجوم.

ويضيف «كان لدينا 150 مقاتلاً من الثوار مستعدين للقتال، لكننا أرسلنا دفعة أولى من خمسين عنصراً» لمهاجمة الحاجز.

ووصل المقاتلون من كل الجهات وفتحوا النار بالقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة والخفيفة. ويقول الضابط في الجيش الحر «اعتقلنا 25 جندياً وأحصينا ست جثث، وقد يكونون أخذوا معهم جثثاً أخرى خلال هربهم».

واستمرت المعارك عشر ساعات. فجراً، انتهت المعركة، وخسر «الثوار» أربعة عناصر منهم. وترك الجنود وراءهم ثماني دبابات إحداها معطوبة.

ويقول مقاتلون وهم يطلقون رشقات رشاشة في الهواء «سيكون في إمكاننا استخدامها في معركة حلب»، في إشارة إلى الاشتباكات العنيفة الجارية في حلب منذ 20 يوليو/ تموز بين المجموعات المقاتلة المعارضة والقوات النظامية.

وبدأ الجيش السوري السبت هجوماً على أحياء حلب التي تمكن المعارضون من السيطرة عليها، لاستعادتها.

ويقول أحد المقاتلين ضاحكاً، «فروا كالفئران»، بينما علق آخر وهو يجلس على صناديق ذخائر فارغة في إحدى الشاحنات «بشار لا ترحل، سنقبض عليك».

ويقول خليل إن «هذا الانتصار يعزز موقف الجيش الحر في حلب. وإن شاء الله، فإن كل الثوار سيتوجهون إلى حلب ويحررون المدينة».

وتقع حلب، المتنفس الاقتصادي للبلاد، وراء التلة التي تشرف على الحاجز. وباستيلائهم على هذا الحاجز، بات الجيش الحر يتحكم بطريق رئيسي بين الحدود التركية وشمال حلب. ويشكل هذا الطريق محوراً حيوياً للتزود بالأسلحة والبنزين والمواد الغذائية.

وكانت مجموعة من المقاتلين المعارضين حاولت في مايو/ أيار الاستيلاء على الحاجز. إلا أن وجودهم في عندان تسبب بقصف البلدة بشكل عنيف من جانب القوات النظامية، ما دفع سكانها إلى إخلائها على دفعات.

وتحولت عندان الإثنين إلى مدينة أشباح. الشوارع مليئة بالفجوات الناتجة عن سقوط القذائف، وجدران الأبنية بالثقوب أو مغطاة بآثار الحريق. والزجاج المحطم في كل مكان. إلا أن المنازل لا تبدو وكأنها تعرضت للنهب.

ويقول العميد فرزات عبد الناصر «السكان تركوا أبواب منازلهم مفتوحة وهربوا».

وقد انشق فرزات الذي أمضى عشر سنوات في روسيا في يونيو/ حزيران. ويروي أن أولاده الثلاثة «تركوا حلب أولاً ثم زوجتي، وغادرت أنا بعدهم. التقينا خارج حلب، وضعتهم في مكان آمن، ثم عدت إلى هنا».

وقد اتخذ فرزات من أحد المنازل الكبيرة في عندان مقراً له.

ويقول «النظام لا يزال يسيطر على الأجواء، لكنه فقد السيطرة على الأرض. لقد تم تحرير كل مناطق الريف في محيط حلب، باستثناء ثلاثة مواقع للجيش الأسدي». ويرفق كلامه بالإشارة على خريطة إلى كلية عسكرية ومطار للمروحيات ومركز مدفعية.

في الوقت نفسه، يمكن سماع صوت تحليق طائرة مروحية على ارتفاع كبير.

ويقول عبد الناصر «قبل ذلك، كان الجيش يقصف نهاراً وليلاً. إلا أن النظام منشغل الآن في حلب، لا يقصف إلا في النهار».

ويسمع فجأة صوت انفجار على مقربة من الحاجز، ويركض المقاتلون في كل الاتجاهات. على بعد حوالى مئة متر، يمكن رؤية غبار من الدخان والتراب يرتفع. وتسقط قذيفة أخرى على بعد خمسين متراً، ولا يعود في الإمكان رؤية أي شيء.

يركض الجميع إلى مكان أكثر أمناً. ويستمر القصف على عندان والقرى المجاورة طيلة فترة بعد الظهر.

العدد 3616 - الثلثاء 31 يوليو 2012م الموافق 12 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً