العدد 3625 - الخميس 09 أغسطس 2012م الموافق 21 رمضان 1433هـ

الخوف من العقاب يخيم على المنشقين السوريين في الداخل والخارج

يخيم الخوف من العقاب على من فروا حتى الآن من جنود ودبلوماسيين وسياسيين سوريين، وأكد منشقون أن الخوف من الانتقام من الأقارب الباقين في سورية منع تحول تيار الانشقاقات إلى طوفان.

و خوفاً من العقاب على انشقاقه إلى الأردن طلب رئيس الوزراء السوري، رياض حجاب المساعدة من المعارضة المسلحة لتهريب العشرات من أفراد أسرته إلى خارج البلاد بعيداً عن متناول قوات الرئيس بشار الأسد. ويبرز نطاق العملية التي احتاجها تهريب حجاب وأقاربه عبر الحدود إلى الأردن حيث تم تهريب أسرته وأسر سبعة أشقاء وشقيقتين حجم الصعوبات التي تواجه من يفكرون في الانشقاق. وقال محمد عطري المتحدث باسم حجاب لتلفزيون «الجزيرة» من الأردن «اليوم أحدثكم أن هناك عشر عوائل جميعها بخير وصلت إلى بر الأمان في منطقة آمنة وهي الآن في صحة جيدة».

عشر عوائل ثمانية منها هم أشقاء الأستاذ رياض حجاب ... الثامن هو الأستاذ رياض حجاب ... واختان كريمتان هم أخواته ... هم وأولادهم». ولم يذكر تفاصيل بشأن كيفية هروبهم.

وواجه العقيد أبو فرات الجرابلسي وهو قائد لكتيبة دبابات نفس المعضلة مثل غيره ممن فكروا في الانشقاق عندما خطط لترك الجيش. فلو غادر دون أسرته لتركهم للموت شبه المحتوم. وإذا قامت أسرته برحلات غير عادية لأثار ذلك الشكوك. وقال الجرابلسي (42 عاماً) لـ «رويترز» في حلب حيث يقود حالياً مجموعة من المقاتلين في حي صلاح الدين إن السلطات إذا اكتشفت أن جندياً بالجيش يرسل زوجته أو أطفاله للخارج تدرك أن هذا يعني أنه يخطط للانشقاق. وأضاف أن عقوبة ذلك تكون إعدام أسرته وكل المرتبطين به. واستغل العطلة المدرسية الصيفية قبل نحو شهرين وأرسل أسرته بعيداً. وقال إنه صدرت له أوامر في اليوم الذي قرر فيه الانشقاق بتنفيذ عملية بالدبابات ضد قوات الجيش السوري الحر لكنه لم يستطع ذلك وهرب. ورغم أن أسرته أصبحت في أمان إلا أنه دفع الثمن أيضاً. فقد اتصل به سائقه السابق في الجيش قبل بضعة أيام ليبلغه بأن منزله في القرداحة حيث كان يخدم أحرق عن آخره عقاباً له على انشقاقه. وقال الجرابلسي إن المنزل يمكن تعويضه لكن قلبه ينفطر على صور فوتوغرافيه لبناته حيث كان يأخذهن كل شهرين لالتقاط صور لهن ويقوم بعرض الصور في أرجاء المنزل. وأضاف أنه لن يتمكن أبداً من استعادة تلك الذكريات.

وقال حسام حافظ وهو دبلوماسي انشق الشهر الماضي عن البعثة الدبلوماسية السورية في أرمينيا إن المعاملة الوحشية لأسر المنشقين تشكل رادعا منذ مطلع الانتفاضة. وأضاف أنهم قتلوا العشرات من أفراد عائلة حسين حرموش أول ضابط ينشق عن الجيش. ومنذ انشقاق حرموش قبل نحو عام يقول معارضون مسلحون إن آلاف الجنود انضموا إلى صفوفهم بينهم أكثر من 20 عميداً. لكن انشقاق مسئولين مدنيين كبار كان أمراً نادراً. وقال حافظ إن ستة أو سبعة دبلوماسيين سوريين انشقوا حتى الآن رغم جهود وزارة الخارجية لتقييد حركتهم في حين ما زال آخرون يتحينون الفرصة للانشقاق. وقال حافظ إن وزارة الخارجية استدعت عدداً كبيراً من الدبلوماسيين السوريين من الخارج. وأضاف أن سورية يكون لها عادة ما بين 350 و400 دبلوماسي في الخارج لكنه يعتقد أن أقل كثيراً من نصف هذا العدد موجود في البعثات الخارجية. وقال حافظ الذي كان متمركزاً في لندن عندما بدأت الانتفاضة ضد الأسد في مارس/ آذار من العام الماضي إنه تلقى تهديدات من أنصار الأسد عندما عبر عن قلقه بشأن الحملة ضد الاحتجاجات. ونقل إلى أرمينيا إلى أن تمكن من الفرار قبل نحو عشرة أيام. وبالنسبة لرئيس الوزراء حجاب الذي يحيط به الأمن كانت العملية أصعب بكثير. وقال عطري إنه بعد تفجير دمشق الذي قتل فيه أربعة من كبار المسئولين الأمنيين قبل نحو ثلاثة أسابيع تم تكليف عشرات الجنود بمراقبة رئيس الوزراء. وأضاف أن رياض كان في مسجد وعقب صلاة الجمعة جاء إليه عقيد ومعه 45 من أفراد الحرس الجمهوري وقال له إنهم أتوا لحمايته. وقال إن خطط انشقاقه وضعت قبل نحو شهرين. وقال عضو المجلس الوطني السوري المعارض، أحمد رمضان إن المجلس على اتصال بآخرين يفكرون في الانشقاق. وقال لـ «رويترز» إن المجلس يرتب الإجراءات لهم وإن فريقاً خاصاً يعمل على ضمان سلامتهم. وأضاف أن أمامه الآن قائمة تضم 15 مسئولاً سياسياً ودبلوماسياً طلبوا الانشقاق عن النظام. وأوضح أن الإجراءات تتم على ثلاثة مستويات تشمل تأمين سلامة الشخص المنشق وتأمين سلامة أسرته وأقاربه وتأمين المنطقة التي سينتقل إليها.

العدد 3625 - الخميس 09 أغسطس 2012م الموافق 21 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 12:49 م

      خرافات

      المقال برمته مشكل وملون .. في النهاية هذا المقال ليس الا تشجيع ودعوة الى الانشقاق .. والدليل آخر جملة .. هي المختصر والمفيد ..

      يبدو ان المعارضة السورية بمساعدات خارجية تريد استهداف القوى البشرية للنظام لذلك هي تقوم بنشر اخبار ومقالات الهدف منها ذلك ..

      خزعبلات جرايد ههههه

    • زائر 8 | 8:25 ص

      لماذا الآن

      لماذا ينشقون الآن؟ لماذا انتظروا اكثر من سنة و نصف على اجرام بشار؟ اليست اياديهم الآن ملطخة بالدماء مثل بشار نفسه؟ مالدافع من الانشقاق بعد كل هذه المدة من الخدمة المتفانية في نظام الاسد؟

    • زائر 6 | 6:26 ص

      كنت على يقين منذو بداية الازمه السوريه بأن من سينشق عن الجيش السوري سيكون

      هكذا كان حدسي او ربما نظرتي لمن انشقوا عن الجيش السوري .. حيث كانت المعادله و القوه تميل لصالح قوات الاسد .. ولان الوضع يختلف عما هو عليه في ليبيا فقد بدأ الارهابيين ينهزمون و سيتم سحقهم عما قريب و الخاسر هو من انشق عن الجيش السوري ... لانه في ابس الامور سيقضي بقية خياته غريب عن وطنه بع ان تعود سوريا لى ما كانت عليه بفضل الدول المحيطه و الصديقه لللاسد ...

    • زائر 5 | 4:17 ص

      عدكم وعدنا خير

      كان الله في عوننا وعونكم لدينا مطلوبين والعقاب الجماعي حدث ولا حرج!!!! والا ما يحدث بعد اي تظاهرة واحتجاجات ترش المنطقة بالغازات السامة ويعاقب الجميع

    • زائر 4 | 3:16 ص

      هي كذلك

      الظاهر والواضح راحت على الجيش الحر مهزومين شكلهم وأكثرهم انخدعوا كل مرة تم طردهم من منطقة برغم الأشياء التي تنهال عليهم من عدة وعتاد غرر بهم

    • زائر 3 | 3:04 ص

      غريب امركم2

      في بلد ، عندما التف جزء كبير من الشعب حول القيادة أطلقت عليهم عبارة عبده الدينار، وعندما أيضا ابتعد الشعب كله عن بشار أتهمو ببيع أنفسهم؟؟؟ عجبا عجاب، هل يجب ان أكون من الفئة (ش) ليكي اختار طريقي بحريتي، ام أنا الحرية والكرامة لـ فقط(ش) أو تريدون ان نتبع التق..

    • زائر 2 | 2:56 ص

      غريب امركم

      كلما دخلت الى موضوع فيه انشقاقات ارى من يتحدث عن الفلوس، لا ادري هل هي عقيدة عندكم ان من يترك يد الظالم لابد وان يكون قد باع نفسة؟؟؟ استغفر الله العظيم.

    • زائر 1 | 12:39 ص

      انها فلوس الشيطان احد اسباب الانشقاق

      عجيب امر من يرغب بالانشقاق كنا نظن بان جلهم يقوم بهذا العمل من باب حب الوطن والرغبة بالتغيير من نظام مستبد لكن اتضح من يرغب بالتغيير هم دمويين اكثر من النظام ومحبين للمال فلكل منشق ثمنه اقصد سعره حسب وظيفته وهنا نختلف مع المنشقين وتعلنها المروة بانها الخيانة .......ففاقد الشيء لايعطيه.

اقرأ ايضاً