العدد 3627 - السبت 11 أغسطس 2012م الموافق 23 رمضان 1433هـ

الجيش الصومالي يحاول إعادة بناء قواته مجدداً

يقر المدرب الأوغندي، عيسى موتابي وهو يراقب الخطوات المترددة لمئات المجندين الصوماليين في ميدان على مشارف العاصمة الصومالية، أن عمله يبدو أحياناً غريباً بعض الشيء.

وموتابي هو «مدرب على الروح الوطنية» ويتمثل دوره في جعل نحو 600 صومالي عادوا لتوهم من تدريب على تقنيات القتال في المدن بأوغندا، يحبون وطنهم.

وقال الضابط «أحدثهم عن بلدهم وأعلمهم كيف يجلونه». والضابط هو واحد من 17 ألف عسكري في قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال التي تدعم القوات الحكومية الصومالية الضعيفة التي تحارب الثوار المتطرفين الإسلاميين في حركة «شباب المجاهدين».

واضاف «استعرض معهم تاريخ الصومال».

وفي عهد الرئيس، سياد بري الذي أطيح به في 1991، كان الجيش الصومالي أحد أقوى جيوش إفريقيا. لكن رحيل الرئيس بري اغرق البلاد في فوضى سياسية وأطلق الصراعات بين القبائل ما أدى إلى تفكك الجيش.

وتابع موتابي «الهدف اليوم هو دفعهم إلى خدمة الأمة والجيش الوطني وليس أمراء الحرب، نريدهم أن ينسوا القبلية».

وتمكن الجيش الصومالي معززاً بالقوة الإفريقية والقوات الإثيوبية التي وصلت نهاية 2011، في الأشهر الأخيرة من طرد الشباب الذين بايعوا «القاعدة»، من العديد من معاقلهم. وسهلت هذه الانتصارات مشاركة مليشيات قوية محلية حليفة.

وأمام المجندين الواصلين من أوغندا إلى مقديشو ثلاثة أسابيع قبل الانضمام إلى الجيش الصومالي تخصص لأخذ فكرة عن التاريخ العسكري الصومالي.

ويقول العقيد الصومالي، محمد إسماعيل بصوت حازم «القوات المسلحة الصومالية كانت بين الأكبر في إفريقيا لكنها بحاجة لاستعادة شعورها بالانتماء، نحن بحاجة إلى استعادة الثقة ولنصبح أسد إفريقيا».

يضم الجيش الصومالي بضعة آلاف من الجنود المدربين في أوغندا. لكن غالبية قواته من المقاتلين القادمين من مليشيات مختلفة يوحدهم حالياً بالخصوص العدو المشترك «حركة شباب المجاهدين».

وتأطير هذا الجيش مهمة بالغة الصعوبة وخصوصاً أن هذه الفصائل تتقاتل أحياناً للسيطرة على أراض. وفي المناطق التي تسيطر عليها يقع الأهالي أحياناً ضحية تجاوزات وانتهاكات كما يحصل مع الشباب، بحسب ما أفاد مؤخراً تقرير للأمم المتحدة.

وقال التقرير إن «حالات العنف الجنسي في مخيمات المهجرين كثيرة، ويصف ناشطو حقوق الإنسان والعاملون الإنسانيون حالات الاغتصاب بأنها مستفحلة».

وإقامة جيش عملي فاعل أمر أساسي لإرساء السلام في الصومال في الوقت الذي سيتم فيه حل السلطات الانتقالية الصومالية المتهمة بالفساد لكن المدعومة من الغرب، في 20 أغسطس/ آب لتسليم السلطة الى مؤسسات دائمة. وغذى غياب حكومة فعلية في هذا البلد، الواقع في القرن الإفريقي، منذ 20 عاماً النزاعات القبلية وحرب أهلية لا تنتهي.

لكن المحللين يؤكدون صعوبة تجاوز المنطق القبلي الذي يهيمن على العقليات.

وعلق اج هوغيندورن من مجموعة التفكير الدولية قائلاً إن «المشكلة الرئيسية هي أن العديد من القبائل خارج مقديشو يخشون أن تسيطر القبائل التي ينتمي إليها كبار القادة وهم لا يريدون الائتمار بأمرها».

وأضاف أن «تشكيل وحدات مكونة من خليط من القبائل كان أمراً بالغ الصعوبة ولم يحصل إلا بضغط مزدوج من القوة الإفريقية والجهات الغربية»، مشيراً إلى أنه «من الصعب معرفة ما سيحدث مع هذه الوحدات إذا استمر التهديد العسكري». غير أن مشكلة القبلية ليست العقبة الوحيدة لإقامة جيش قوي. فالعديد من عناصر المليشيات يجلبون معهم مجندين من الأطفال والفساد المتنامي الذي تتبخر معه أحياناً الأموال المخصصة لمرتبات الجنود ما يؤدي إلى انشقاقات واسعة.

ويقول المحلل، أحمد سليمان من مجموعة شاتام هاوس أن «عدم دفع المرتبات أو تأجيل الدفع عامل مهم في ضرب معنويات الجنود وعمليات الانشقاق لمصلحة الشباب».

العدد 3627 - السبت 11 أغسطس 2012م الموافق 23 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً