العدد 3631 - الأربعاء 15 أغسطس 2012م الموافق 27 رمضان 1433هـ

قمامة مقابل طماطم وبطاطس وخس

صحيح أن الحاجة هي أم الاختراع. فقد اخترعت مجموعة من المزارعين المكسيكيين بالاتفاق مع وزارة البيئة الإقليمية، نظامَ مقايضة جديداً يكمن في تلقي كميات من النفايات المنزلية أساساً مقابل الحصول على ما يعادل قيمتها التقديرية بمختلف الخضروات.

ويحتفل بالمسماة «سوق المقايضة» أول يوم أحد من كل شهر في ولاية تشابولتيبيك دي بوسكي غرب العاصمة، التي تعتبر غاباتها المصدر الرئيس للأوكسجين في البلاد. ويتهافت على السوق المزارعون من ولايات ومحافظات وبلديات أخرى مثل ميلبا، وتشيوميلكو، وكواخيمالمبا، وتلاهواكا وغيرها.

وهناك يعرض المزارعون الطماطم والبطاطاس والخس والليمون وغيرها من الأطعمة، مقابل الحصول على الورق والورق المقوى والزجاج والألمنيوم وزجاجات البولاثيلين والأجهزة الإلكترونية.

والآلية بسيطة. ففي خيمة بيضاء كبيرة، يتلقى عاملو وزارة البيئة ومتطوعون من الأهالي، نفايات المستهلكين على 20 طاولة كبيرة، ثم يزنوها ويسلمون مقابلها بطاقات ورقية ليذهبوا بها إلى الأكشاك التي تسلمهم «فيشات» بلاستيكية بحسب النقاط المستحقة لهم.

وبهذا «المال» الافتراضي، يتوجهون إلى مواقع بيع المنتجات الزراعية؛ إذ يشترون البضائع مقابل هذه النقاط. و»السعر» بسيط الاحتساب أيضاً.

فعلى سبيل المثال، يعادل كيلوغرام زجاجات البولاثيلين 24 نقطة، وكيلو الألمنيوم 16 نقطة، وكيلو الورق المقوى أو الزجاج ثلاث نقاط. وينطبق هذا النظام بدوره على الخضروات التي يتسلمونها في المقابل، فيمكن شراء نصف كيلو من الطماطم أو البطاطس مقابل 20 نقطة، على سبيل المثال.

وذهبت الطالبة إيزابيل بيسريل مع بعض الأصدقاء إلى سوق المقايضة وتلقت 40 كيلوغراماً من الخضروات مقابل تسليم ما يعادل قيمتها من النفايات القابلة لإعادة التدوير. وتقول لوكالة إنتر بريس سيرفس، إن هذا النظام يشجّع على فصل القمامة وإعادة تدويرها.

وبدوره يعلق إريك إيثكيردو من جمعية الأرض الجديدة، على نظلم المقايضة هذا، مؤكداً أن المشروع «ناجح بالنسبة إلى المنتجين»، علماً بأن المنظمة قد تأسست في العام 2011 لتقديم المشورة للمزارعين في مجال الممارسات البيئية الجيدة.

ويشرح لوكالة إنتر بريس سيرفس أن «الغاية أيضاً هي أن يتعرف الناس على المزارعين، ويرون ما ينتجونه، ويقدّرون عملهم».

يشار إلى أن عشرين سوقاً مماثلة أصبحت الآن تتبع نظام المقايضة هذا الذي يسجّل شعبية متزايدة.

يذكر، أن عمليات إعادة تدوير النفايات في المكسيك لاتزال مركزة في شركات أو جمعيات صغيرة. وهكذا يجري إعادة تدوير مجرد 15 في المئة فقط من أصل أكثر من 40 مليون طن من النفايات المتولدة سنوياًًً في البلاد.

وتتضاءل هذه النسبة في المكسيك العاصمة، التي تولد 13.000 طن من النفايات الصلبة يومياً؛ إذ يتم إعادة تدوير مجرد 12 في المئة منها.

ويؤّمن نظام مقايضة النفايات بالخضروات للمزارعين المكسيكيين بيع سلعهم والحصول على دخل كاف تدفعه لهم وزارة البيئة. وفي الوقت نفسه، يستفيد قطاع إعادة تدوير النفايات أيضاً، وهو الذي يتولي نقل المواد التي يتم جمعها إلى شركة تعيد تدوريها لتجهيزها للاستخدام الصناعي.

وتفيد بيانات وزارة البيئة بأن المشروع كان ناجحاً منذ تأسيسه، وأن عدد زوار السوق قد بلغ أكثر من 20 ألف شخص، وتم تبادل أكثر من 70 طناً من النفايات مقابل أكثر من 41 طناً من الفاكهة والحليب والخضر والنباتات.

وكمثال على هذا النجاح، يشرح خورخي غودوي، الذي اعتاد الذهاب إلى سوق المقايضة منذ البداية، والذي يزرع الخس والبطاطا والبقدونس، أنه باع يوم الأحد الأخير حمولة كاملة من الخضروات تتجاوز 100 كيلوغرام.

وأضاف لوكالة إنتر بريس سيرفس «لقد كانت عملية بيع جيدة جداً، والدخل يساعدني كثيراً».

إميليو غودوي

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 3631 - الأربعاء 15 أغسطس 2012م الموافق 27 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً