العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ

ليلة حلم .. أم مشروع ديون!

لم تزل تتململ كلما تذكرت تلك الليلة .. وعبس وجهها وتجهم..

وكما هو حاله مكفهر.. متأفف..

فلم تكن تلك السيارة إلا إيجار باهض لليلة وضحاها..

ولم يكن ذلك الفستان إلا لساعات معدودة استغرق خياطته شهراً بأكمله..

أن نبني حلماً لليلة مميزة، مليئة بالصخب، ليتحدث عنها الآخرون لأسبوع ونيف، قد يهدم مستقبلاً لسنين عديدة. كان ليستفاد منه في تقريب العلاقة بين الزوجين، بدل النفور بسبب الخلافات المادية..

هل كنت لتتوقع أن صدى ضحكاتهم وهم يتمايلون على تلك السجادة ستصل إلى المستقبل؟ نعم كانت لتكون لو أنهم استخدموا حنكتهم.. لو أنهم اختاروا ما هو مناسب لهم، لحياتهم، بنظرة مستقبلية بعيدة.. لا بنظرة لا تتعدى أنوفهم القصيرة..

أن تطلب مهراً فوق المتعارف.. أن يقترض الكثير من أجل كماليات.. أن يُقام حفلهما في القاعة الفلانية المشهورة.. أن يستقلا تلك السيارة السوداء " الفاخرة" المليئة بالأشرطة والورود الملونة.. "البوفيه" المفتوح.. وأصناف الأطعمة المتنوعة.. تفيض على عدد الحاضرين.. وجميع الاختراعات الجديدة والبدع التي لاقيمة لها.. صحيح أن البعض يراها "مستلزمات لا غنى عنها" وآخرون يرونها "إسرافاً وهدراً للأموال في غير مكانها".. وما أراه أن نجعل زواجنا متوازناً، يجمع بين الترتيب والتنظيم، ضمن حدود معينة لا تصل حد "الإسراف"، ولا حد "لتقصير".. فهناك الغني المقتدر على ترف الحياة، وهنالك الفقير الذي يريد النصف الآخر لدينه باليسر.. فلا تعسروا عليكم وعليهم الحياة..

جميل أن نرسم ليلتنا بأحلى لون.. لونٌ بعيدٌ عن "المظاهر الكذابة" و"الفخفخة".. فغداً أنا من سيسدد ديونه.. من سيكمل الطريق دون مساعدة من أحد.. من سيعيش في ضيق.. سببته لي ليلة.. تباً لها أنا أقول..

كيف سمحت لها أن تهدم حلمنا المنتظر؟ من العيش في بساطة، في هدوء وسلام وراحة بال؟

علياء عبد الأمير علي

العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً