العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ

وحدة الحقيقة

جعل الله البشر بطبيعتهم مختلفين، فهذا عربي وهذا أعجمي، هذا مسلم وهذا كافر، هذا أبيض وذاك أسمر... من بين هذه الاختلافات نجد أن الحقائق تبقى متشابهة وسط هذا العالم المتنوع! نعم، فإن الحقيقة واحدة مهما اختلفت صورها. إن قانون نيوتن الثالث ينص على أن لكل فعل هناك رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد في الاتجاه، هذا ما يدرسه الطالب في الجامعة وهو تمام ما يتعلمه البائع في السوق، حيث ان زيادة عرض السلعة يخفض سعرها ويرتفع السعر إذا ازداد الطلب، هذه الحقيقة نفسها نجدها في القرآن الكريم عندما يتحدث عن النفس فيقول: "لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ" (البقرة: 286).

من وحدة الحقيقة تتضح لنا وحدة الحق، فمهما اتسع الاختلاف بين الناس، وحتى لو حاول المضللون تحوليه إلى خلاف، يبقى الحق ثابتا لا يغيره زمان ولا مكان. فعلى سبيل المثال، لو أن رجلاً يملك أرضاً وجاء شخص آخر من بلد آخر واستولى عليها، فبعد ألف سنة تبقى هذه الأرض حقاً لصاحبها، وهذه حقيقة ثابتة يؤمن بها كل عاقل. لو نظرنا إلى قطيع من المواشي يعيش على أرض واحدة، لرأينا أنهم يعيشون حياة مشتركة، فما بالنا نحن البشر الذين منّ الله علينا بنعمة العقل؟

إن شعبا واحدا يعيش على أرض واحدة، لابد أن تكون حياتهم مشتركة، فكل منهم يحتاج الى الطرف الآخر، وتجدهم هكذا في كل مفاصل الحياة، في الشارع، في السوق، في العمل، في المدارس والجامعات... لأن مصيرهم واحد، وهم يملكون حق تقرير هذا المصير. فما بالك أن هذا الشعب يتكلم بلسان واحد ويدين بدين واحد، وهذا الدين يأمر بالتعاون على البر والتقوى وحسن الخلق حتى مع أتباع الأديان الأخرى، فكيف نحن مع اخواننا وجيراننا؟ إننا في البحرين اليوم نحتاج لأن نفتح قلوبنا لنجد حقيقة قائمة بحد ذاتها، وهي حقيقة الوحدة.

أحمد مهدي صالح المدحوب

العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً