العدد 3654 - الجمعة 07 سبتمبر 2012م الموافق 20 شوال 1433هـ

الإبراهيمي يخوض مهمة محفوفة بالمخاطر دون أمل كبير

يخوض الوسيط الدولي المخضرم الأخضر الإبراهيمي مهمته الشاقة لحل الأزمة في سورية من دون امل حقيقي اذ ان العنف وغياب التوافق الدولي يقوضان فرص النجاح، بحسب مراقبين.

وقال المحلل السياسي زياد ماجد لوكالة «فرانس برس» إن «الإبراهيمي يدخل في مهمة من دون أمل كبير» بالرغم من «خبرته ومهنيته».

والإبراهيمي الذي أجرى وساطات عربية ودولية في لبنان والعراق وأفغانستان وجنوب إفريقيا وهاييتي، قبل تفويضاً من مجلس الأمن وجامعة الدول العربية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الدامية التي تعصف بسورية والتي حصدت ارواح 20 الف شخص حتى الآن بحسب المنظمة الاممية.

وبعد فشل الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان بهذه المهمة، ليست هناك من مؤشرات واضحة لوجود ظروف دولية مختلفة تسمح لمهمة خلفه الابراهيمي بان تنجح، خصوصا مع استمرار الموقف الروسي الداعم لنظام الرئيس بشار الاسد.

وقال ماجد «ليست هناك مرحلة جديدة في تفويض الابراهيمي، بل مجلس الامن يريد ان يقول انه يتابع جهوده لحل الازمة. ولكن طالما ليس هناك عمل تحت الفصل السابع او تحديد لمهل او تغيير للشروط، فالقصة شكلية وستكون هناك مماطلة، والنظام السوري يعرف ان الموضوع هكذا».

وعلى الأرض، يبدو أن العنف لا يتراجع بل يتصاعد، فيما باتت المعارضة المسلحة تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد والانشقاقات تتوالى في الجيش.

وبينما وضع عنان مسألة وقف العنف بنداً أول في خطته، لا يبدو أن الإبراهيمي ينطلق من هذا الشرط، فيما باتت القوى الدولية بحسب المحللين أكثر ميلاً للاعتقاد بأن نهاية الأزمة قد لا تأتي إلا من خلال المعركة العسكرية.

وقال ماجد «أنا مقتنع أن هناك شيئاً من الاستسلام لفكرة أن المعركة ستحسم الموضوع وليس المفاوضات، على الأقل لغاية الانتخابات الأميركية وتشكل إدارة جديدة أو تجديد الإدارة سياستها».

من جهته، قال المحلل السياسي الخبير، نيل بارتريك إن «مهمة الإبراهيمي تحظى بفرص قليلة للنجاح، وهذا استناداً إلى إقواله هو شخصياً».

وبالنسبة لبارتريك، فإن الحكومة السورية «ستتحادث مع الإبراهيمي لأنها بحاجة ماسة إلى صدقية ولأن ينظر إليها بأنها مهتمة بالجهود الدبلوماسية، إلا أن الطرفين في سورية ليسا مهتمين بالتسوية».

فالقسم الأكبر من العالم العربي حسم خياره لصالح «تغيير النظام» في سورية بحسب المحلل البريطاني، بينما يركز الإبراهيمي على مجلس الأمن، معتقداً أن روسيا والصين قد تؤثران على دمشق، إلا أنه تساءل «هل ستكون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج مستعدة لدفع الجيش السوري الحر نحو تسوية؟».

وخلص بارتريك إلى القول «إنه نزاع للسيطرة حتى النهاية، بين السوريين وداعميهم الإقليميين والدوليين».

وسيتعين على الإبراهيمي الذي ينتهج سياسة التروي والقليل من الوعود، أن يظهر للرئيس السوري بشار الأسد الذي يفترض أن يلتقيه في دمشق في تاريخ لم يحدد بعد، بأن عمله مختلف عن عنان.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في تصريحات للصحافيين في القاهرة إن الإبراهيمي «لا يريد أن يتبع نفس أسلوب سلفه كوفي عنان... حيث لا يريد أن يتقدم بورقة للحكومة السورية تتضمن عدداً من النقاط لكنه يريد أن يأخذ وقته لتحديد مهمته وكيفية تنفيذها».

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان إن «الإبراهيمي ينطلق من فشل مزدوج لعنان، فشل وقف العنف وفشل إطلاق عملية سياسية، وعليه أن يبرهن بأن مهمته لن تكون فشلاً ثالثاً».

وبحسب بدرخان، فإن عامل الفرق الأساسي في مهمة الإبراهيمي هو أن «وقف النار لم يعد أولوية أو ضرورة لأن الجميع يؤمن أنه مستحيل».

وفي تصريحات صحافية عدة، قلل الإبراهيمي من التوقعات بشأن مهمته وما انفك يكرر أن لا رؤية واضحة له للحل وأنه «يريد الاستماع للأطراف» أولاً، كما طالب بدعم واضح وقوي من مجلس الأمن.

إلا أنه أكد أيضاص أن «التاريخ لن يعود إلى الوراء» في إشارة واضحة إلى عدم قدرة الأسد على استعادة السيطرة على البلاد، وأن «التغيير ضروري وعاجل».

وقال بدرخان «إن عمل الإبراهيمي سيكون على الأرجح بطيئاً وسيجري محادثات لفترات طويلة، وهو لا يريد ان يكون السوبر موفد بل أن يعمل في ظل أدوات الأمم المتحدة والوقائع السياسية في مجلس الأمن» المنقسم.

وسيتعين على الإبراهيمي، وزير الخارجية الجزائري السابق، وخصوصا بحسب المحلل أن يخلق قناعة لدى الأطراف بالحاجة لحل سياسي، إلا أن ذلك «يبدو صعباً جداً في ظل تفاقم العنف واستمراره».

وبحسب بدرخان، قد تتغير المعطيات نتيجة تطورات وقائع المعركة على الأرض، أو تغير المواقف الدولية. وقال «لا يجب أن نستبعد تماماً أن تأتي اللحظة التي يستطيع الإبراهيمي أن يدخل فيها إلى الأسد ليقول له آن الأوان لتتنحى، وأن أردت، نبحث في سبل خروجك».

العدد 3654 - الجمعة 07 سبتمبر 2012م الموافق 20 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً