العدد 3655 - السبت 08 سبتمبر 2012م الموافق 21 شوال 1433هـ

«غلينكور» ترفع قيمة عرضها لـ «إكستراتا» لإنقاذ الصفقة

لندن، زوغ (سويسرا) - رويترز 

08 سبتمبر 2012

رفعت شركة غلينكور لتجارة السلع الأولية قيمة عرضها لشركة إكستراتا للتعدين في محاولة في اللحظات الأخيرة لإنقاذ إحدى أكبر الصفقات في تاريخ القطاع بعد أشهر من معارضة قطر ومساهمين آخرين. لكن بعد تزايد حماس السوق في وقت مبكر من يوم الجمعة (7 سبتمبر/ أيلول 2012)، مازال من غير الواضح إن كان العرض المعدّل سيلقى قبولاً. وأصدر مديرون مستقلون في إكستراتا بياناً شديد اللهجة يشكّك في هيكل العرض الجديد وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن قطر قد ترفض عناصر رئيسية فيه.

وبدا أن الرئيس التنفيذي لغلينكور إيفان غلاسنبرغ أزال الخلاف بين أكبر اثنين من مساهمي إكستراتا - واللذين لم يعقدا أي محادثات منذ شهرين - بعد مفاوضات جرت الليلة قبل الماضية في لندن.

فبعد الاجتماع الذي حضره غلاسنبرغ ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي كان له دور في تسهيل الاتفاق أعيد العرض الذي أصبحت قيمته الآن 36 مليار دولار إلى الطاولة. وكان من المقرر أن يصوت مساهمو إكستراتا على العرض الأصلي الذي تبلغ قيمته 34 مليار دولار يوم الجمعة، وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يقابل بالرفض. لكن غلينكور وهي أكبر مساهم في إكستراتا بحصة تبلغ 34 في المئة قدّمت عرضاً معدّلاً يبلغ 3.05 أسهم جديدة مقابل كل سهم لا تملكه في شركة التعدين ارتفاعاً من 2.8 سهم في العرض السابق.

وكانت قطر ثاني أكبر مساهم في إكستراتا قد طلبت دفع 3.25 أسهم في يونيو/ حزيران؛ غير أن مصادر لها علاقة بالصفقة قالت في الأيام القليلة الماضية إن صندوق الثروة السيادي القطري قد يقبل المساومة.

وقال مصدر مطلع على الصفقة: «إيفان أظهر ما كان الجميع يظنه (...) أنه يحتاج هذه الصفقة أكثر من أي أحد آخر»؛ غير أن العرض الجديد الذي كشفت عنه إكستراتا يتضمّن تعديلات أخرى من بينها تعيين غلاسنبرغ رئيساً تنفيذيا للمجموعة الجديدة بدلاً من الرئيس التنفيذي لإكستراتا ميك ديفيس وهو مدير مخضرم له سجلّ تشغيلي قوي وكان سيتولى قيادة المجموعة بموجب الاتفاق الأصلي. وليس واضحاً في العرض ما إذا كان لديفيس وفريقه دور في المجموعة الجديدة وما هو هذا الدور.

وقد يضع هذا التعديل حدّاً لعمل المدير الجنوب إفريقي في إكستراتا بعد عشر سنوات قضاها في قيادتها. وبدا ديفيس متوتراً ومنهكاً في اجتماع مساهمي إكستراتا ورفض التعليق بشأن خططه. وقالت غلينكور أيضاً إنها قد تغيّر هيكل العرض من اتفاق معقد يتطلب موافقة 75 في المئة من المساهمين عدا غلينكور إلى استحواذ مباشر يتطلب موافقة أغلبية بسيطة من أسهم إكستراتا. لكن ليس من المتيقن يوم الجمعة أن هذه الاقتراحات التي لم تصبح بعد عرضاً متماسكاً من غلينكور ستنقذ الصفقة. فقد سجّل مديرون في إكستراتا اعتراضات عليها.

واستشهدت إكستراتا في بيان لها برسالة أرسلها المديرون المستقلون بالشركة إلى غلينكور يشكّكون فيها بالعلاوة السعرية البالغة 22 في المئة مقارنة بسعر إغلاق السهم يوم الخميس (6 سبتمبر الجاري) ويصفونها بأنها «أقل بكثير من المتوقع في عملية استحواذ» وينتقدون النية لاستبدال ديفيس وتعديل الحوافز للمديرين التنفيذيين للبقاء في الشركة واصفين إياها «بالخطر الكبير» على عملياتها.

وقالت عدّة مصادر، إنه ليس من الواضح إن كانت قطر تؤيد التغييرات الإدارية وتغيير هيكل الصفقة إلى استحواذ بسيط. وقال مصدر إن قطر تشعر أن نسبة 3.05 لا تقارن بشكل مباشر مع 2.8 بعد أن أصبح العرض فعلياً اتفاق استحواذ وليس اندماجاً. ولم تعلق قطر - التي لم تعقد قبل الليلة الماضية أي محادثات مع غلينكور منذ شهرين - على العرض الجديد. وكان عرض غلينكور متجهاً إلى الفشل بعد أن قالت قطر التي تملك حصة تبلغ 12 في المئة في إكستراتا إنها ستصوّت ضد الصفقة ما لم تحسنها غلينكور. لكن رئيس مجلس إدارة غلينكور سايمون موراي فاجأ مساهمي الشركة المجتمعين في مدينة زوغ السويسرية الذين كانوا يتوقعون أن يشهدوا فشل الصفقة حين ألغى اجتماع الجمعية العمومية على عجل وعزا ذلك إلى «تطورات حدثت خلال الليل». وبعد أقل من ساعتين من ذلك أرجأت إكستراتا اجتماع جمعيتها العمومية أيضاً وأعلنت أن غلينكور عدّلت العرض.

العدد 3655 - السبت 08 سبتمبر 2012م الموافق 21 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً