لم يتوقع أحد أن يقدم المنتخب العراقي الوجه المشرق من كرة اليد لديه، على عكس المنتخب الكويتي الذي يقدم صورة سلبية تماما لتلك الكرة التي كانت تتميز بها الكويت على المستوى القاري، وآخرها التأهل إلى مونديال الشباب بعد حلوله ثالثا على مستوى آسيا بقيادة المدرب البحريني الوطني نبيل طه وذلك في التصفيات الأخيرة بقطر.

لكن الخسارة الكبير وبفارق وصل إلى 9 أهداف (23/14) في أولى مبارياته بالبطولة، قدمت منتخبا آخر بدا أنه سيكون الرقم الصعب في المجموعة الثانية، إلا وهو المنتخب العراقي، الذي فاجأ المتابعين بمستواه المتطور كليا عن المنتخبات السابقة، فأظهر قوة وبراعة في مجابهة المنتخبات الباقية، وآخرها كانت خسارته بصعوبة تامة من بطل البطولة السابقة وهو المنتخب القطري، هذا الأداء لم يعكس تماما الظروف الصعبة التي تعيشه كرة اليد خاصة والرياضة العراقية عامة، إذا ما عرفنا بأن الإعداد لهذه التصفيات كان قبل أسبوعين فقط من انطلاقتها يوم الخميس الماضي.

يقول رئيس الاتحاد العراقي ورئيس الوفد فلاح البغدادي: «كانت البداية منذ انتهائنا من المشاركة في بطولة الناشئين الماضية بأبوظبي، وتعد هذه البطولة المشاركة الثانية»، وأضاف «بدأنا الإعداد لهذه البطولة بشكل مكثف منذ أسبوعين فقط أي مع نهاية شهر رمضان تقريبا، ودخلنا في معسكر داخلي بعكس المنتخبات الأخرى، وقد طلبنا من رئيس الاتحاد البحريني علي عيسى أن نقوم بتقديم مجيئنا للبحرين وبالتالي لعب مباراتين مع المنتخب البحريني، إلا أن عيسى اعتذر بسبب انشغال البحرين باللعب مع اليابان في الوقت ذاته»، مشيرا إلى أن الإصرار والرغبة في الانتقال إلى مستويات وأداء امثل».

وأردف «ليست هناك أسرار لهذا التطور، فنحن عملنا منذ 4 سنوات على الدفع بهذا الفريق للمشاركة في البطولات الآسيوية التي تعطي الخبرة والاحتكاك»، مبينا « لم يذكر المتابعون العراق قبل انطلاقة البطولة بأنها من المرشحين، ولكن بعد الفوز على الكويت أصبح الفريق ذا شأن ويعد له المنافسون كل العدة، ونحن نعتبر بأن الفوز على الكويت كان عودة ليد العراق السابقة التي كانت لها بصمات».

غير أن العراق فشل في تقديم عرضه أمام الكويت في مباراته الثانية مع اليابان، وسقط بشكل فظيع، إلا أن ذلك لم يضطر رئيس الاتحاد البغدادي في التشكيك بقدرات الفريق، قائلا: «المباراة مع اليابان تأثرت بلقاء الكويت من الجهد والتعب، وهذا ما دعانا لإلغاء التدريب الصباحي الذي يسبق مباراة قطر الثالثة أمس الأول (السبت) ولذلك قدمنا مستوى أفضل أمام بطل القارة».

وفيما إذا كان الأمل موجودا لدى الفريق للظفر ببطاقة التأهل، أشار البغدادي إلى أن الأمل صعب على رغم وجوده حسابيا، متوقعا أن يكون المنتخب الياباني قد ضمن خطف البطاقة الأولى، فيما ستنحصر المنافسة على البطاقة الثانية بين 3 منتخبات هي إلى جانب منتخب بلاده، قطر والسعودية».

ويتوقع رئيس الاتحاد العراقي أن يتأهل في الجانب الآخر من المجموعة الأولى منتخبا البحرين وكوريا الجنوبية، مبينا ان البحرين قدمت مستوى لافتا أبهر الجميع، وقال:» البحرين أصبح عملاقا جديدا في القارة الآسيوية، ولقد فرحنا جدا بعد تحقيقه الفوز على المنتخب الكوري، غير أنني أتوقع أن يتأهل إلى المباراة النهائية منتخبا قطر وكوريا، باعتبارهما أسياد القارة حاليا.

ولم ينس رئيس الاتحاد العراقي تقديم الشكر إلى المملكة والاتحاد البحريني لكرة اليد على تنظيم هذه البطولة، مؤكدا «من دون مجاملة، شرف كبير لنا أن تنظم مثل هذه البطولات دولة عربية، والبحرين برهنت على وجود الإمكانات البشرية والإدارية والفنية لتنظيم مثل هذه البطولات القارية، وهذا شرف لكل عربي».