العدد 3663 - الأحد 16 سبتمبر 2012م الموافق 29 شوال 1433هـ

الغموض بدأ ينقشع عن الفيلم الأميركي المسيء للإسلام

بدأ اللغز بشأن الفيلم المسيء للإسلام الذي ألهب العالم العربي ينكشف، فهو شريط فيديو وضيع أنتجه قبطي مصري مقيم في لوس أنجليس وإنجيليون أميركيون وصوره مخرج أفلام إباحية.

لكن لاتزال هناك أسئلة كثيرة بشأن فيلم الهواة الرخيص الكلفة «براءة الإسلام» الذي تم إعداده قبل أكثر من سنة في الولايات المتحدة. ويعلم الآن القليل عن أحد منتجيه، نقولا باسيل نقولا وهو قبطي (مسيحي من مصر) في الخامسة والخمسين من العمر مقيم في سيريتوس قرب لوس أنجليس. واتهم في 2009 بالاحتيال المالي.

وكان نقولا قام بحسب ملف الاتهام مع أشخاص آخرين، بالاستحواذ عبر الغش على هويات وأرقام الضمان الاجتماعي للعديد من عملاء فرع مصرف «ويلز فارغو» في كاليفورنيا. لكن نقولا غادر سريعاً السجن متمتعاً بإطلاق السراح المشروط.

وأمس الأول السبت (15 سبتمبر/ أيلول 2012) قام عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) باستجوابه بشأن مدى احترامه لشروط إطلاق سراحه التي تمنعه من ضمن أشياء أخرى من استخدام الحاسوب أو الإنترنت لمدة 5 أعوام، كما أفاد متحدث باسم الشرطة وكالة «فرانس برس».

وذكرت التلفزيونات المحلية أن الرجل غادر منزله بنفسه طليق اليدين وهو يرتدي معطفاً وقبعة ووشاحاً ونظارات لإخفاء ملامحه. وكان نقولا سجن أيضاً لسنة بعد أن أقر بذنبه لحيازة أقراص «ميثافيتامين» في العام 1997 ونيته في إنتاجها.

كذلك تتضح الآن معلومات قليلة بشأن الأطراف الأخرى التي تقف وراء إنتاج هذا الفيلم في صيف العام 2011 في دوارتي على بعد 45 كيلومتراً من لوس أنجليس. فالفيلم المرافق بدبلجة سوقية وديكور منفر، يدعي أنه يروي حياة النبي محمد (ص) ويتحدث عن مواضيع تتعلق بمثليي الجنس والتعدي الجنسي على الأطفال. كما يقدم المسلمين على أنهم غير أخلاقيين وعنيفون.

وشاركت في الإنتاج أيضاً منظمة «ميديا فور كرايست» (وسائل إعلام من أجل المسيح) التي تضم مسيحيين إنجيليين أميركيين من اليمين معادين للإسلام مثل قس فلوريدا، تيري جونز المعروف بإحراقه علناً نسخ من المصحف.

ويعتقد أن الفيلم من إخراج آلان روبرتس (65 عاماً) المعروف بإخراج أفلام إباحية ومثيرة رخيصة الكلفة بحسب موقع غوكر على الإنترنت. ويؤكد الممثلون بحسب هذا الموقع أنهم خدعوا لأنهم كانوا يعتقدون أنهم يمثلون في فيلم خيال عن مغامرة مثيرة قبل أن يدركوا أن الحوار مغطى بدبلجة دعاية معادية للإسلام. كذلك يظهر وراء «براءة الإسلام» أيضاً رجل غامض باسم «سام باسيل»، وهو اسم مستعار لشخص قدم نفسه في وسائل الإعلام على أنه «يهودي إسرائيلي أميركي». وقال إنه صنع هذا الفيلم لمساعدة إسرائيل معتبراً الإسلام بمثابة «سرطان». وتعتقد الصحافة أن «سام باسيل» ما هو سوى نقولا.

لكن أحد المستشارين بشأن الفيلم ستيف كلاين نفى أي ضلوع لإسرائيل. ونددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من جهتها بالفيلم الـ «مقرف» مؤكدة أنه ليس «لحكومة الولايات المتحدة أي صلة» به.

إلا أن الغموض مازال يحيط بالأسباب التي أدت إلى أن مقتطفات نشرت على موقع «يوتيوب» منذ أشهر تسببت فجأة بموجة من أعمال العنف المعادية للأميركيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فقد قتل 15 شخصاً في أعمال العنف هذه بينهم السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنز في هجوم على القنصلية في بنغازي.

وعندما توجهت إذاعة (سوا) الأميركية التي تبث بالعربية إليه بالسؤال، عبّر نقولا عن «حزنه» لمقتل ستيفنز لكنه غير نادم عن الفيلم. وأكد أنه قام بنفسه بنشر مقتطفات منه على الإنترنت وأنه ينوي نشر كل الشريط. وكانت التلفزيونات المصرية بثت مقتطفات الـ 14 دقيقة بمساعدة المحامي القبطي المصري موريس صادق الذي مقره في واشنطن.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن هذا «الشريط ينشر على الإنترنت منذ أشهر من دون مشاهدة كبيرة، قبل أن يشعل فجأة كل المنطقة في اليوم نفسه الذي بدأت فيه تظاهرات» في الشرق الأوسط وخصوصاً في مصر.

وأقرت الولايات المتحدة بأن الفيلم يحظى بحماية الدستور الذي يمنع التعديل الأول له حول حرية التعبير الملاحقات لتصريحات مهينة أو تشهيرية. لكن نقولا قد يكون انتهك قواعد الحرية المشروطة وفي هذه الحالة قد يعود إلى السجن. و «هذه المسألة هي قيد الدرس» على ما أكد مسئول قضائي.

العدد 3663 - الأحد 16 سبتمبر 2012م الموافق 29 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً