تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي في اسطنبول اليوم الثلثاء (18 سبتمبر/ أيلول) لأول مرة منذ لقائهما الأخير بموسكو في يونيو/ حزيران الماضي في محاولة لتحريك المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي المثير للجدل.

وقالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، مايا كوسينسيتش «تلتقي أشتون جليلي مساء الثلثاء في اسطنبول».

وأضافت المتحدثة «على رغم أن هذه ليست جولة مفاوضات رسمية، سيمثل الاجتماع فرصة للتأكيد لإيران مرة أخرى على ضرورة القيام بخطوة عاجلة وذات معنى لبناء الثقة وإظهار مزيد من المرونة تجاه المقترحات» التي طرحتها مجموعة «5+1» (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) في الربيع. وتحدثت أشتون مع جليلي عبر الهاتف مطلع أغسطس/ آب الماضي مع تصاعد التوتر بشأن طموحات إيران النووية، وسط مخاوف من احتمال شن إسرائيل هجوماً على منشآت إيران النووية وهو ما يمكن أن يؤدي إلى اندلاع نزاع واسع. وكان يفترض أن يتم اللقاء قبل نهاية أغسطس، إلا أنه تأجل عدة مرات.

ووصل جليلي إلى تركيا أمس (الإثنين) إذ التقى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لمناقشة استئناف المحادثات الدولية بشأن برنامج طهران النووي. ويتزامن هذا التصريح مع انعقاد اجتماع سنوي لأعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الـ 155 في فيينا يستمر أسبوعاً.

وأكد رئيس الوكالة في افتتاح الاجتماع أمس أنه يريد إجراء مزيد من المحادثات مع إيران بشأن الشكوك حول قيامها بأبحاث على أسلحة نووية في السابق على رغم فشل مجموعة الاجتماعات التي جرت معها هذا العام. وقال إن الوكالة «ملتزمة تماماً بتكثيف الحوار» مع طهران مؤكداً: «سنستمر في المفاوضات مع إيران استناداً إلى مقاربة ممنهجة لحل جميع القضايا العالقة» ترمي إلى توسيع المجال أمام مفتشي الوكالة للوصول إلى عدة مواقع. وأضاف «آمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق من دون مزيد من التأخير، يتبعه تطبيق مباشر».

إلى ذلك قالت روسيا أمس إن وزراء الدول «5+1» يعتزمون عقد لقاء مع المفاوضين الإيرانيين لمناقشة الأزمة النووية الإيرانية على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لوكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء أنه «جرى التخطيط لعقد الاجتماع. إلا أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن بعد». وقال إن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (روسيا، الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا) إضافة إلى ألمانيا تعتزم إجراء محادثات خلال ما يسمى بـ «الأسبوع الوزاري».

وحاولت روسيا حماية إيران شريكتها التجارية، من فرض حظر على نفطها، وغير ذلك من العقوبات التي تضغط الولايات المتحدة وأوروبا لفرضها على إيران بسبب برنامجها النووي. وتقول إيران إن برنامجها سلمي وهددت بالرد على أي هجوم جوي يمكن أن تشنه إسرائيل أو الولايات المتحدة.

وقال غاتيلوف إن بلاده لاتزال «مقتنعة بأن العقوبات الأحادية تقوض فرص استئناف عملية التفاوض مع طهران، كما تضر بشكل كبير بوحدة الدول الست الكبرى» في المحادثات. إلا أن روسيا والصين انضمتا الأسبوع الماضي إلى الدول الغربية في انتقاد إيران في اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.