أقام عدد من المفصولين والمرجعين إلى أعمالهم من القطاعين العام والخاص أمس الإثنين (24 سبتمبر/ أيلول 2012) حفلاً رمزيّاً لتكريم أعضاء الأمانة العامة للاتحاد العام لعمال البحرين، بمقر الاتحاد العام بالعدلية، وذلك تقديراً لجهود الاتحاد في الدفاع عن ملف المفصولين والانتهاكات التي حصلت بحقهم، وفي الوقت نفسه تهنئتهم بحصولهم على جائزة حقوق الإنسان من أكبر اتحاد عمالي في أميركا.

وأكد العمال خلال الحفل تمسكهم باتحاد النقابات على اعتبار أنه الممثل الشرعي لعمال البحرين، سواء في المحافل المحلية أو الدولية.

وبدأ الحفل بتكريم الأمانة العامة للاتحاد من قبل مفصولي شركة ألبا، حيث أشاروا إلى فصل 416 عاملاً تبقى منهم 108 خارج أسوار الشركة، فيما حدثت إشكالات كبيرة بين عمال الشركة، على اثر انسحاب النقابة من الاتحاد العام وتشكيل اتحاد آخر.

بعد ذلك؛ قام المفصولون من شركة «يوسكو» بتكريم الاتحاد، وأشاروا إلى أن 29 مفصولاً فقط من أصل 81 عادوا إلى أعمالهم، وأشاروا إلى أن الشركة «تماطل في إرجاعهم».

وقامت نائب رئيس جمعية المعلمين البحرينية جليلة السلمان بتكريم الاتحاد نيابة عن الكادر التعليمي، وأشاد الحضور بدور جمعية المعلمين، حيث كان لها دور بارز في استدامة وبقاء ملف مفصولي ومعتقلي جمعية المعلمين حية وعلى رأسهم ملف رئيس الجمعية مهدي أبوديب.

كما كرم عدد من أفراد الكادر الطبي الاتحاد العام بمناسبة حصوله على الجائرة، وقدموا إلى الاتحاد هدية تذكارية بهذه المناسبة، وحضر من الكادر الطبي، الأطباء: سعيد السماهيجي، طه الدرازي، عبدالخالق العريبي، نبيل تمام، رولا الصفار، ونائب رئيس جمعية الممرضين إبراهيم الدمستاني.

فيما سلم رئيس نقابة جرامكو محمد آريان هدية مفصولي الشركة التي فصل منها 39 عاملاً، وهدية أخرى سلمتها إحدى مفصولات هيئة شئون الإعلام التي مازالت قضيتهم بين شد وجذب بعد أن طرحت الهيئة عقوداً مؤقتة على المرجعين، كما قدم ممثل المفصولين من وزارة شئون البلديات هدية تذكارية بهذه المناسبة.

من جهته؛ قال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سيد سلمان المحفوظ: «إن هذا التكريم يأتي معكوساً فهو منا إليكم، لصمودكم وصبركم على معاناتكم وإيمانكم بقضيتكم وعدم التراجع عن مواقفكم والثبات على مبادئكم».

وأضاف «يتحدثون عن أرقام مئات أو آلاف فصلوا أو عادوا، كلا أنتم بالنسبة إلينا لستم أرقاماً، أنتم بشر من لحم ودم، من أجساد وأرواح تألمت وعانت من أجل رأيها وكرامتها وعشقها لوطنها الغالي البحرين، حين فصلتم وأوقفتم من أعمالكم وقطعت أرزاقكم، لم تكونوا مجرد أعداد تزيد وتنقص في قوائم وزارة العمل والاتحاد، بل كنتم هناك فعلاً تعانون وتعيشون حقيقة الحياة، كنتم تخسرون يوميّاً آلاف الدنانير وتخسرها معكم البحرين تنمية ودوراناً في سوق الإنتاج، كان لكم أبناء وبنات لم تستطيعوا ابتعاثهم إلى الدراسة، وأمهات وآباء لم تستطيعوا علاجهم في الطب الخاص، ومئونة شهرية لم تشتروها لعوائلكم، ولقمة معطلة لم تتمكنوا من توفيرها لأفواه أطفالكم، وبرامج دراسية ألغيت أو أجلت، وطموحات وضعت على الرف، وربما انتهت إلى الأبد، وعلى رغم هذا صمدتم وواصلتم الأمل، وعلى رغم هذا لم تحقدوا على أحد ولم تريدوا الانتقام من أحد ولا الثأر من أحد، لأنكم كبار بحبكم للبحرين». وتابع المحفوظ «حين ذهبنا إلى زملائكم العمال والنقابيين في كل مواقع العالم كنتم مثار إعجابهم، وإلا ماذا يعني أن يمنحكم رئيس نقابات أكبر دولة صناعية في العالم مديحه، فيقول أنتم ألهمتم عمال أميركا أن يطالبوا بحقوقهم». وخاطب المحفوظ العمال، قائلاً: «إن حقوقكم ووظائفكم وأجور فترة فصلكم والتأمين الاجتماعي لكم عن هذه الفترة وكرامتكم الإنسانية ومكانتكم الوظيفية أمانة في أعناقنا، ولن نستحق مقاعدنا من دون تمسكنا بهذه المبادئ».