شهدت مسابقة دوري الدرجة الثانية لكرة القدم حوادث غريبة في غالبية مبارياتها التي أقيمت حتى الآن تتعلق بوجود مناوشات أمنية محدودة خارج حدود ملعب نادي اتحاد الريف بالمنطقة الغربية تسببت في إيقاف مباراة واحدة وهي التي جمعت بين قلالي والرفاع الشرقي قبل يومين، بالإضافة إلى ما رافق بعض المباريات السابقة من حوادث بعيدة عن أرضية الملعب ولم تعكر صفو وسير المباريات.

حالة من الاستياء وعدم الارتياح تسود بعض منتسبي أندية الدرجة الثانية في ظل الوضع «الغامض» الذي تعيشه المسابقة من إقامة وتنظيم المباريات على الملعب لا سيما مع تأكيد البعض على عدم وجود أمن وأمان حول الملعب بحسب تعبيرهم، في المقابل يرى البعض ضرورة تشديد الحماية الأمنية خارج أسوار الملعب من أجل حفظ هذا الجانب المهم.

«الوسط الرياضي» رصد بعض ردود الفعل التي خرجت من مسئولي فريقي الرفاع الشرقي وقلالي بشأن ما رافق مباراة فريقيهما بهدف إيصال صوتهم للمسئولين ونظرتهم للأحداث التي رافقت المباراة، بالإضافة إلى اقتراحاتهم وتصوراتهم التي على أساسها يتم إنجاح تنظيم المسابقة وإقامتها بصورتها المعتادة وبحسب البرنامج الموضوع من قبل اتحاد الكرة.

من جانب آخر، أكد مسئولو اتحاد الكرة عبر اجتماعاتهم التي دارت بينهم أمس واتصالاتهم المكثفة بالجهات المعنية أن قرار استمرار المسابقة أمر محسوم وأن لا صحة لتأجيل المباريات مع اتخاذ إجراءات كفيلة بحفظ الأمن خارج أسوار الملعب، وأكد أن ما حدث لا يعدو كونه أمرا فرديا يمكن السيطرة عليه بصورة سريعة مع اتخاذ إجراءات كفيلة بعدم تكراره وهو ما شاهده الجميع في الفترة الماضية.

أكد عدم مواجهة فريقه أي مشكلة في مباراة التضامن... البوعينين:

ملتزمون بأي قرار يصدره اتحاد الكرة... وهدفنا المصلحة العامة

أكد مدير الفريق الكروي بنادي الرفاع الشرقي محمد البوعينين أن ناديه مع أي قرار يتخذه اتحاد الكرة بشأن إقامة وتنظيم مسابقة دوري الدرجة الثانية على ملعب اتحاد الريف أو غيره من الملاعب، مشيرا إلى الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الجميع وهو إنجاح تنظيم المسابقات بحسب البرنامج الموضوع من قبل اتحاد الكرة.

وأضاف «نحن ملتزمون بما سيصدر من قرارات والمصلحة العامة تتطلب التضحية والتعاون مع اتحاد الكرة بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها البحرين من عدم وجود منشآت قادرة على استضافة المباريات».

وتعليقا منه على ما حدث في المباراة قال البوعينين «لم يكن من مصلحة فريقي عدم استكمال المباراة لأن ذلك ربما يؤدي إلى إعادة المباراة على رغم وصولها لوقتها المحتسب بدل الضائع وفريقي متقدم بالنتيجة، ولهذا نحن سعينا لاحتواء الموقف والمساهمة في استكمال المباراة بالتعاون مع الجميع».

واستشهد مدير الفريق الشرقاوي بحادثة مشابهة حدثت خلال مباراة منتخبنا الوطني الأول مع اندونيسيا في تصفيات كأس العالم الأخيرة بالعاصمة الاندونيسية جاكرتا، مؤكدا أن ما حدث كان أمرا مشابها ولو بصورة مختلفة نوعا ما، إلا أن مراقب المباراة أصر على إعادة الأجواء الهادئة والاستعانة بالأمن لاستكمال المباراة، مشيرا إلى الإجراءات التي اتخذها مراقب ومسئولي اتحاد الكرة خلال مباراة فريقه وقلالي والتي أعادت الأمن للملعب بصورة كاملة.

ونفى البوعينين أنه فريقه واجه خلال مباراة فريقه الأولى في الدوري أمام التضامن صعوبات أو حوادث مماثلة، مؤكدا أن المباراة سارت مثالية منذ بدايتها وحتى نهايتها.

وطالب البوعينين بضرورة اتحاد اتحاد الكرة إجراءات وقائية الكفيلة والمساهمة في إيجاد مناخ وأجواء مثالية للممارسة المباريات وخوضها بكل يسر وسهولة، وأضاف «هناك اشتراطات يجب توافرها في الملعب ومنها الجانب الأمني وعلى اتحاد الكرة تكثيف الاتصالات مع الجهات المعنية لتوفير هذه العوامل، فالأمن مطلب أساسي لكل الفرق».

وشدد البوعينين على أن إدارة ناديه ستكون متعاونة مع اتحاد الكرة وستقف إلى جانبه لإنجاح برنامجه وهو الأمر الذي يتفق عليه الجميع في ظل الظروف الصعبة والخارجة عن إرادته التي يمر بها في الموسم الجاري، متمنيا تعاون الجميع مع اتحاد الكرة من أندية وجهات معنية لإنجاح فعالياته ومسابقاته.

علي بن خليفة: ننتظر التقارير لمناقشة ما حدث

أكد نائب رئيس اتحاد الكرة للشئون الفنية الشيخ علي بن خليفة آل خليفة أن مجلس الإدارة والمكتب التنفيذي بانتظار رفع التقارير الخاصة لما حدث في مباراة الرفاع الشرقي وقلالي من أجل رفعها للجان المختصة لاتخاذ القرار المناسب والإجراءات الكفيلة بحفظ حقوق الجميع.

وقال علي بن خليفة ان اتحاد الكرة يملك سياسة وإستراتيجية عمل قائمة على مناقشة الحوادث والتقارير عبر اللجان العاملة ووفق نظام منذ فترة طويلة، ولا يمكن اتخاذ قرارات متسرعة ومنفردة من جهة واحدة، لافتا إلى أن التقارير المرفوعة من قبل الجهات المختصة من لجنة مسابقات أو مراقب المباراة هي أساس القرارات ووفق ما تقتضيه المصلحة العامة للجميع.

وأكد علي بن خليفة احترام اتحاد الكرة للجميع وترحيبه شخصيا بكل الاقتراحات والتصورات من جميع الجهات، مشددا على أن القرار يعود في نهاية المطاف إلى الجهة المسئولة التي منحها مجلس الإدارة اتحاد الكرة الثقة ووضعها في المكان المناسب.

تساءل عن صلاحيات مراقب الحكام... الحمر:

ملعب الريف يفتقر لأبسط معايير الأمن... وسلامة لاعبينا الأهم

تساءل مدير فريق قلالي مبارك محمد الحمر عن الهدف من إقامة وتسيير مسابقة دوري الدرجة الثانية على مثل هذه النوعية من الملاعب التي تفتقر لأبسط معايير الأمن بحسب تعبيره، مشيرا إلى الحوادث التي جرت في بعض المباريات خلال الفترة الماضية والتي أكدت بما لا يدع مجالا للشك عدم توافر هذا الجانب المهم لإقامة المباريات.

وأضاف «كل الظروف تقف أمام إلغاء أو تأجيل هذه المسابقة أو اتخاذ قرار بنقل المباريات لملعب آخر في حال لم يتم توفير هذا الجانب، فاللاعبون لا يستطيعون تقديم كل ما لديهم وذهنهم وتركيزهم مشتت، وأيضا الجماهير المحسوبة على فريقي غير قادرة على الحضور لأسباب تتعلق بالجانب الأمني، وما يزيد الطين بلة ما حدث أمس من اتصالات كثيرة من أولياء الأمور للاعبين الصغار والشباب في الفريق بعدم موافقتهم على ذهابهم للملعب».

وقال الحمر: «من هي الجهة التي ستتحمل المسئولية في حال لو حدث مكروه لا قدر الله لأي لاعب أو إداري أو متابع للمباريات»، مؤكدا أن هدف ناديه هو الحفاظ على أبناء قريته ولا يمكن تسيير المسابقة بهذا الشكل.

وعلق الحمر على ما حدث في المباراة بقوله «هل يجوز لمراقب الحكام التدخل في مثل هذه الظروف بإجبار الفريق على النزول إلى الملعب؟، وضغوطه الكبيرة لاستكمال المباراة، وما هو الدافع وراء ما حدث؟ وما هي صلاحياته؟ وهل يجوز أن يدخل إلى غرف تغيير الملابس والتحدث بصورة غير مناسبة؟» طالبا ضرورة عدم الخلط في الصلاحيات بين مراقب المباراة ومراقب الحكام.

وطالب مدير فريق قلالي الكروي باتخاذ إجراءات وقرارات حاسمة تضمن سلامة الجميع سواء داخل الملعب أو خارجه مرورا بالطريق المؤدي إلى الملعب في حال أصر اتحاد الكرة على إقامة وتنظيم المباريات عليه، مؤكدا أن قرار اتحاد الكرة بتأجيل مسابقة الدرجة الأولى بسبب عدم صلاحية ملعب نادي المحرق كان موفقا لأنه يهدف إلى سلامة اللاعبين، ومشددا على أن قرار إقامة مباريات على ملعب استاد نادي اتحاد الريف يجب أن لا يقل أهمية عن ملعب المحرق، مطالبا أيضا بعدم تهميش الأندية الصغيرة والاستماع لوجهات نظرها لما فيه خير وصالح اللعبة.