العدد 3745 - الجمعة 07 ديسمبر 2012م الموافق 23 محرم 1434هـ

حوارات حضرية في أسبوع «حوار الديانات الوطني»

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

تصادف وقوع أسبوع حوار الديانات الوطني في المملكة المتحدة، الذي ضم عرضاً فنياً عنوانه «حوارات حضرية»، هذه السنة في فترة مؤثرة بشكل خاص، فقد شكّل كون الغزيين والإسرائيليين على بعد ألفي ميل يتبادلون إطلاق النار، ويعيشون في رعب فيما يمكن أن يفعله «طرف» للآخر، تذكاراً واقعياً بأهمية مبادرات حوار الديانات كهذه.

يقول مدير منتدى الديانات الثلاث في لندن الذي قام بتنظيم الحدث ستيفن شاشوا: «نحن لا نريد أن تذهب الجاليات إلى زوايا منفصلة. هذا هو الوقت الذي يحتاج فيه الناس حقاً لأن يجتمعوا معاً لضمان ألا تنسكب هذه المشاكل إلى الخارج. لقد قمنا بإيجاد ساحة مشتركة هنا».

يُشاد بالمملكة المتحدة أحياناً، والتي تستضيف أتباع ديانات تتراوح بين البوذية والزرادشتية والمورمونية، لتعدديتها الثقافية، ويشعر الكثير من البريطانيين بحق بالفخر نتيجة لذلك. ولكن الناس من خلفيات مختلفة لا يملكون أحياناً كثيرة فرصة للقاء ويجدون أنفسهم متقوقعين في مجتمعات معزولة. تقول نيندي بنيتو-دوشنسكي، وهي فنانة يهودية من لندن: «التعددية الثقافية أمر غريب، يحيط الناس أنفسهم بهذه القواقع ولا يجتمعون بالضرورة معاً». نيندي وحسْنة جزء من مجموعة من الفنانين من خلفيات دينية متنوعة تشاركان في «حوارات حضرية»، المشروع الذي تديره منظمة منتدى الديانات الثلاث، وهي جمعية خيرية تعليمية عبر الديانات تهدف إلى جمع الناس من ديانات مختلفة والتكامل بين المجتمعات والجاليات.

ويتعاون المشاركون لإنتاج أعمال فنية مشتركة، وهي عملية تحتوي بحد ذاتها على حوار وتفاوُض بين أناس من خلفيات متنوعة. وهذا العرض المنبثق عن هذا التعاون، والذي أطلق ليتصادف مع الأسبوع الوطني لحوار الأديان، يثير جدلاً بين المشاهدين ويشجعهم على طرح أسئلة مثل «إلى أي مدى تتشارك الديانات؟» و «لماذا تلبس النساء المسلمات الحجاب؟».

عند التعامل مع موضوع حساس مثل الدين، تعتبر هذه الأسئلة ربما لم تطرح من قبل. إنها مساحة مفتوحة يكون فيها كل شيء قابلاً للنقاش. وكما هو الأمر بالنسبة للدين، ليس هناك أسلوب واحد لفهم عمل فني، لذا فإن الحوار أمر ضروري. وقد اجتذب المعرض اليوم، وهو في عامه الرابع، نحو 1000 زائر خلال عشرة أيام فقط، ومن الواضح أنه كان له تأثير. يقول شاشوا: «التعددية الثقافية حقيقة. التعامل عبر الثقافات مفهوم مختلف كلياً، ونحن بحاجة لتوفير حوافز مختلفة لجمع الناس معاً».

يمكن للفن أن يكون واحداً من هذه الحوافز. وكما كتب رئيس أساقفة كانتربري السابق روان ويليامز عام 2005: «يولّد الفن الفرق والتساؤل الذاتي في الموضوع قيد البحث. يجعلنا نقدّم لأنفسنا بأسلوب جديد، ويشغلنا بذلك في حوار مع أنفسنا وكذلك مع الهدف ومع الفنان مع ما يتجاوب الفنان معه». وتكشف بعض الأعمال التي تم إيجادها لمعرض «حوارات حضرية» مجالات تماثُل بين الديانات.

على سبيل المثال، يُركّز أحد الأعمال على حركات اليد المستخدَمة في الشعائر اليهودية والمسيحية والإسلامية. ويستكشف عمل آخر لنيندي استخدام الماكياج أثناء العبادة، وتقول نيندي: «يحاول الناس دائماً أن يجدوا أشياء مشتركة بين الديانات».

ربما يكون للتعددية الثقافية في بريطانيا عيوبها، ولكنها تمكّن القيام بالتجارب بأساليب مختلفة من جمع الناس معاً، و «حوارات حضرية» هو واحد من هذه الأساليب.

توافق ميكي شو، الفنانة اليهودية التي تعاونت مع مارثا روكامورا، وهي من أسرة إسبانية كاثوليكية، وسيدي غديري ذات الخلفية الإيرانية المسلمة: «نحن نضع نماذج أسلوب لصنع الأشياء. نحن ثلاثة أشخاص من خلفيات مختلفة، ما كانوا ليلتقوا على الأرجح، يعملون في مجالات مختلفة، اجتمعوا معاً لتشكيل فريق». وتعترف مارثا: «لم أقابل يهودياً في حياتي من قبل، ذهبت إلى منزل ميكي وشاهدت لوحة عليها أبيات بالعبرية من التوراة، وصوراً لعرس يهودي. أعتقد أنه أمر صحي أن تسنح لي الفرصة لطرح أسئلة عن هذه الأمور».

تبرز الحاجة لطرح الأسئلة مرةً بعد أخرى، تقول سيدي غديري: «بوجود الإجحاف الديني، ننمو وننشأ مع تردد في المشاركة. وإذا استطعنا التغلب على ذلك نستطيع المساعدة على جمع الناس معاً».

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3745 - الجمعة 07 ديسمبر 2012م الموافق 23 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً