تعاني صناعة الحديد الخام أزمة كبيرة؛ إذ تؤدي عدة عوامل إلى زيادة الفجوة بين العرض والطلب خلال السنوات الـ 15 المقبلة. وتتمثل هذه العوامل وفقاً للخبراء في مجال التعدين في الزيادة الكبيرة في الطلب والتنافس على العمالة المؤهلة ونقص تمويل المشاريع وصعوبة العمل في الأماكن النائية والنقص الشديد في الخبراء المختصين في هذا المجال. وتأتي الصين في المركز الأول عالمياً من حيث حجم الطلب على المعادن الذي يتوقع أن يصل إلى ذروته في العام 2030 بمقدار مليار طن.

وتبحث الشركات العاملة في مجال التعدين عن إيجاد حلول مستدامة تساعد في زيادة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد في الأسواق العالمية، وأعلنت الشركة المتخصصة في استخراج الحديد الخام والنفط والغاز «إيكستشينج ماينرال» (Exchange Mineral) وبالتعاون مع «نسيبا»، المجموعة الفرنسية الرائدة في مجال تقديم المعلومات التجارية بدء تنظيم اجتماعات عمل خاصة مع المستثمرين الراغبين في المساهمة في مشاريع استخراج الحديد الخام في إفريقيا. وتمول «إيكستشنج ماينرال» مشاريع في كل من زمبابوي والغابون بنحو 500 مليون دولار أميركي.

وتمتلك شركة إيكستشينج ماينيرال، المختصة في تمويل ومشاركة مشاريع الموارد الطبيعية، خبرة واسعة في مجال استكشاف واستخراج المعادن في كل من إفريقيا وأوروبا وأستراليا, ولمعرفتها بصعوبة الاستثمار في الدول الإفريقية الغنية بالموارد الطبيعية تعمل الشركة على توفير المصادر والمعلومات والخبرة الكافية للمستثمرين في مجال الحديد الخام في زمبابوي والغابون ونيجيريا والكاميرون، وقد بدأ عدد من المستثمرين الخليجيين العمل فعلياً في هذا المجال بالتعاون مع الشركة.

وتتعامل «إيكستشنج ماينيرال» مع الشركات الإفريقية المختصة في مجال استخراج خامات الحديد للعمل على المشاريع الجديدة بما في ذلك مشروع موانسي في زمبابوي والذي يبعد مسافة 150 كيلومتراً عن مدينة هراري، والتي تصنف بين أكثر دول العالم غنى بمخزون خام الحديد كما أنها تمتلك معبراً بحرياً واسعاً عبر ميناء بييرا. وتقدّر الشركة كمية الحديد الخام القابلة للشحن المباشر بنحو 7.9 مليارات طن بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة آخذة في التشكل (التحول إلى معدن) تزيد على 750 مليون طن.

وتتعاون حكومة زمبابوي وشركة إيسار إفريقيا القابضة على تأسيس شركتين بدأتا بالعمل في هذا المجال من خلال شراء مشاريع شركات المعادن والحديد في زمبابوي, وأعلنت «إيسار» مشاريع بقيمة تصل إلى 750 مليون دولار.

من جهة أخرى، تمتلك الغابون التي تعد البلد الإفريقي الأكثر استقراراً سياسياً وتطوراً، مخزوناً ضخماً من الشاذنج (حجر الدم) والماغنتيت (أكسيد الحديد الأسود) يقدر ببضعة مليارات طن وتعد المستثمرين بمشاريع ناجحة من خلال الاستثمار في هذا المجال، وتتراوح كمية الحديد الخام القابل للشحن المباشر التي تم اكتشافها بين 300 و500 طن ويتوقع أن ترتفع هذه الكمية من خلال زيادة عمليات البحث والاستكشاف وتتميز هذه المنطقة بوجود ميناء وشبكات طرق وسكة حديد كما أنها مخدومة بمحطة طاقة كهرمائية.

وبشأن نشاط شركته قال رئيس شركة إيكستشينج ماينيرال، مايك شمازيان: «التقينا مؤخراً مع وزير المعادن في الغابون، ريجيس إيمونغولت وأجرينا محادثات عدة بشأن صناعة المعادن في هذا البلد وقد أبدى ترحيبه باهتمامنا بإقامة المشاريع وبالنسبة إلى شركتنا فإن الغابون تقع ضمن قائمة الخمس دول الأولى في الخطة الاستراتيجية التي نتبعها لتمويل الاستثمارات في مجال استخراج خام الحديد، ونهدف من خلالها إلى بناء أول معمل لتصنيع المعادن وتشكيل الحديد بحيث توفر متطلبات أسواق الغابون والدول المجاورة».

وأكد شمازيان أن شركته تسعى إلى دخول سوق الأوراق المالية في لندن وأميركا الشمالية ودول مجلس التعاون الخليجي بهدف زيادة ودعم فرص الاستثمار المتاحة وتعزيز أداء الشركة.