الدوري الإسباني لكرة القدم يبدو أنه قد حسم مبكرا ومبكرا جدا في هذا الموسم في ظل فارق النقاط الـ 9 التي تفصل بين برشلونة الأول وأتلتيكو المدريد الثاني، والـ 13 نقطة التي تفصل بين برشلونة وغريمه التقليدي الريال، فالمسألة محسومة ليس بالفارق الكبير فقط، وإنما بالفارق الفني الواضح والذي أدى إلى فوز البارسا بالأربعة على منافسه المباشر في آخر مبارياته.

هذا الحسم المبكر ليس في مصلحة الدوري الإسباني بالتأكيد الذي يعد من بين الأبرز حاليا حول العالم، إذ إن هذا الحسم سيؤثر على شعبية الدوري وعلى متابعيه حتى من مشجعي برشلونة، إذ إن غياب المنافسة معناه بالتأكيد غياب الجماهير وغياب الاهتمام الإعلامي.

ما يميز الدوري الإنجليزي عن غيره كان استمرار قوة التنافس بين أكثر من فريق على اللقب الذي لا يحسم إلا في الجولة الأخيرة إن لم يكن في اللحظات الأخيرة من آخر مباراة كما حدث في الموسم الماضي، وهو ما يعطي هذا الدوري متعة خاصة لا يضاهيها أي دوري آخر.

المشكلة في الدوري الإسباني ليست في ريال مدريد أو أتلتيكو مدريد أو فالنسيا أو غيرها من الفرق، وإنما المشكلة الرئيسية هي في برشلونة الذي يعيش عصرا غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الحديثة.

نعم برشلونة هو المشكلة الكبرى في الدوري الاسباني؛ لأنه ليس خسارته باتت مستحيلة بل حتى التعادل معه، بعد أن فاز في جميع مبارياته داخل وخارج أرضه هذا الموسم باستثناء تعادل يتيم مع غريمه الريال، وهذه أرقام حطمت كل الأرقام القياسية منذ أيام دي استيفانو إلى اليوم.

ما يحققه برشلونة ونجمه العالمي الأول ميسي لم تعد الموسوعات الرقمية تسعه، فكل يوم الفريق وميسي يحقق رقما جديدا سواء في عدد الأهداف أو الانتصارات المتتالية أو حتى في عدد التمريرات التي يمررها الفريق دون انقطاع.

فريق برشلونة يلعب كرة قدم لا تقبل الهزيمة أو حتى التعادل في هذا الموسم، ومن الطبيعي في جميع الدوريات أن يخسر البطل الكثير من النقاط سواء من خلال بعض الهزائم أو التعادلات على أقل تقدير وخصوصا خارج أرضه، أما أن يفوز في جميع مبارياته داخل وخارج أرضه فهو أمر خارج المألوف تماما، ولم يسبق أن شهده تاريخ كرة القدم في الماضي المنظور.

باعتقادي أن برشلونة إذ استمر في المنوال نفسه فمن الأفضل للاتحاد الاسباني لكرة القدم أن يفكر في تغيير طريقة الدوري إلى شكل جديد يضمن التنافس الحقيقي، سواء من خلال مربع ذهبي أو غيره من الطرق، وإلا فعلى الدوري السلام.

مهرجان مميز

سعدت بزيارة غير مرتبة قمت بها لنادي الشباب البحريني في أيام العيد الوطني المجيد، إذ كانت ينظم هناك مهرجان في كرة اليد للاعبين تحت 11 عاما وبمشاركة جميع الأندية المنضوية تحت مظلة الاتحاد باستثناء أم الحصم والتضامن.

المهرجان كان غاية في التنظيم والتفاعل من قبل المشاركين وبرزت خلاله العديد من المواهب الشابة التي ستشكل مستقبل اللعبة في البلاد، إذ نظم بجهود شبابية من أبناء نادي الشباب وبعض الأندية الأخرى للعام الثاني على التوالي وبدعم من اتحاد اليد.

ولا شك في أن مثل هذه المهرجانات يجب أن تحظى بدعم ورعاية أكبر من مختلف الجهات لدورها في بناء قاعدة مميزة للعبة مستقبلا.