العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ

مواهب تصقلها المناسبات

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

في المناسبات الدينية تظهر جلية المواهب الكثيرة والمميزة التي يتمتع بها الشباب والأطفال في البحرين، فمن يذهب إلى المنامة أو إلى القرى في شهر محرم مثلاً أو في شهر صفر، سيجدها ممتلئة بنتاج الموهوبين في مجالات النحت والرسم والتمثيل والديكور والتصوير والموسيقى والشعر، ويرى الكثير من الإبداع الذي قد لا يلمسه في وقت آخر.

كثيرون هم من صقلت هذه المناسبات وهذه الأجواء مواهبهم في مجالاتٍ متعددةٍ لم يلتفت إليها ذووهم أو مدرسوهم قبل المشاركة في الاحتفال أو الاحتفاء بها، واستطاعوا من خلالها إبراز القضايا الدينية والاجتماعية بشكل جميل يسهل على من يرى إبداعهم معرفتها بشكل واضح وبأسلوب سلس ومتميز.

إن ما يقوم به البحرينيون منذ سنوات في المنامة على سبيل المثال في كل عام مع بدء شهر محرم جعل من إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) مناسبةً لها طابع آخر غير طابع اللطم والبكاء وتوزيع الوجبات، إذ استطاع البحرينيون جعلها مناسبة للتعريف أكثر بأهداف ثورة الإمام الحسين وبمآثره وآل بيته عن طريق الأسلوب الإبداعي الذي يتجسد في كل أنواع الفنون المستخدمة في هذه المناسبة، فما «المرسم الحسيني» الذي يشارك به فنانون من مختلف الأديان والمذاهب والجنسيات والذي يقوم عليه بحرينيون اختاروا من الفن وسيلة لإيصال فكرهم ومواهبهم ورسائلهم للمجتمع المحلي والعالمي أيضاً، إلا واحداً من هذه المبادرات الإبداعية التي مازالت تتطور عاماً إثر عام، ومازالت تستقطب الكثير من المبدعين على اختلاف توجهاتهم العقائدية والدينية للمشاركة.

وفي حين يبرع هؤلاء الفنانون في مجالهم هذا، نجد غيرهم من الموهوبين يتميزون في المجسمات التي تنصب عند مداخل القرى وبعض المدن وفي أحيائها.

مجسمات استخدم صانعوها ما يتوافر من الإمكانات البسيطة ليخلقوا جمالاً يضيف بعداً آخر للمناسبة. ومع وجود هذه الفنون لا يمكننا نكران دور مواكب العزاء أيضاً في هذا التعريف بثورة الإمام الحسين ومبادئها، إضافةً إلى التعريف بمواهب البحرينيين؛ إذ كانت البحرين سباقةً برواديدها وشعرائها في التحديث في أسلوب «العزاء» ليواكب عصراً لم يعد القديم مقنعاً لأهله إن لم يكن قديماً متميزاً؛ إذ اختلفت لدينا نوعية النصوص جودةً وأسلوباً وبحوراً ولحناً ومواضيع، ومع وجود الأصوات المتميزة التي طالما كانت بمثابة سفراء لقضايا المجتمع والدين، صارت مثل هذه المناسبات فرصاً لتنمية العقل والإدراك والمواهب أيضاً. إضافة إلى المشاهد التمثيلية التي يستخدم القائمون عليها كل إمكاناتهم الأدبية والإخراجية والإبداعية في مختلف فنون المسرح على رغم ضعف الإمكانات المادية، ليخرجوا للمتابعين إبداعاً متميزاً ازداد رصيد متابعيه مع تطوره بشكل لافت.

وليست المناسبات الدينية فقط هي ما تسهم في التعريف بالمواهب وصقلها؛ بل أسهمت الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية كذلك بشكل كبير في إظهار أسماء تميزت ولمعت في مختلف المجالات الفكرية والحقوقية والفنية والأدبية، ويمكن لمن يريد أن يتعرف عليها، البحث في الانترنت ليجد الكثير من المدوّنات وحسابات «الانستغرام» وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي تزخر بأسماء ظهرت ولمعت بعد الربيع العربي في مختلف الفنون.

ما ينقصنا الآن هو الجهة التي من الممكن أن تحتضن كل هذا الإبداع ليزهر ويثمر في الأيام القادمة، ويكون لبنةً لتعليم الأجيال القادمة في كل التخصصات الابداعية.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3773 - الجمعة 04 يناير 2013م الموافق 21 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 11:49 م

      اقتراح

      أتمني انت تقام فى شهري محرم وصفر مسابقات في الشعر والتمثيل والرسم والقصه والخطابة والتصوير.....الخ ذات العلاقة بمناسبات هذان الشهران وان تخصص جوائز له

اقرأ ايضاً