العدد 3776 - الإثنين 07 يناير 2013م الموافق 24 صفر 1434هـ

دستور ليبيا الجديد... هل يرى النور بعد 15 شهراً على رحيل القذافي؟

يواجه الليبيون تحدي صياغة دستورهم الأول بعد 15 شهراً على مقتل معمر القذافي الذي حكم البلاد 42 عاماً لكن خلافات، وخصوصاً بشأن الشخصيات التي ستقوم بكتابته، تؤخر العملية التي يمكن أن تنهي حالة عدم اليقين وتؤمن الاستقرار.

وبموجب الإعلان الدستوري الموقت الذي أقر في مارس/ آذار 2011 بعد بداية الثورة وينظم العملية الانتقالية في ليبيا، يفترض أن تكون هناك لجنة متخصصة لكتابة هذا الدستور.

وهذه اللجنة ستحدد القضايا الرئيسية التي تنظم قوانين البلاد بدءاً من نظام الحكم ولغة البلاد الرسمية الى وضع المرأة والأقليات (الامازيغ) ودور الشريعة الإسلامية في الدستور.

لكن اعضاء المؤتمر الوطني العام لم يتوصلوا بعد إلى توافق بشأن ما إذا كان سيتم انتخاب أعضاء هذه اللجنة من قبل الشعب، أو تعيينهم من قبل المؤتمر الذي يضم مئتي عضو انتخبوا في يوليو/ تموز 2012 ويعد حالياً السلطة التشريعية التي بإمكانها تعيين حكومة واعتماد دستور يكون أساساً لأي انتخابات مقبلة.

وقال مراقب للانتخابات يعمل في منظمة دولية مقرها في طرابلس «اعتقد أنهم (المؤتمر الوطني) يتجهون نحو انتخاب اللجنة لأنهم لا يريدون تحمل مسئولية النتائج»، أو لأنهم يريدون تمديد فترة بقائهم في السلطة.

وأضاف المراقب طالباً عدم الكشف عن هويته «بتأخير الدستور تزداد حالة عدم اليقين بالاستقرار بسبب التشريعات والقوانين التي لا تستند إلى الدستور، مما يؤثر أيضاً على الاقتصاد والاستثمار بسبب القوانين المؤقتة التي تؤثر على كل شيء».

وكان رئيس المؤتمر الوطني العام، محمد المقريف صرح في ديسمبر الماضي أن «المؤتمر سيتخذ قراره بعد مشاورات مع منظمات المجتمع المدني وشريحة واسعة من الجمهور»، بدون أن يحدد إطاراً زمنياً لهذه العملية.

وأشار إلى أن الإعلان الدستوري المؤقت كان ينص على تعيين أعضاء اللجنة من قبل المؤتمر وتم تعديله قبل أيام من انتخابات المؤتمر الوطني العام في يوليو. وأصبحت هذه الوثيقة بعد التعديل تنص على انتخاب لجنة صياغة الدستور من قبل الشعب.

وفسرت هذه الخطوة على أنها تنازل لدعاة التوجه الفيدرالي الذين يطالبون بحكم ذاتي لإقليم برقة (شرق ليبيا) وهددوا بمقاطعة الانتخابات التي جرت في يوليو الماضي.

ومن حيث المبدأ، ستتكون لجنة كتابة الدستور من ستين عضواً يمثلون بالتساوي الأقاليم «التاريخية» الثلاثة في ليبيا، برقة (شرق) وفزان (جنوب) وطرابلس (غرب).

ويرى دعاة التوجه الفيدرالي في برقة أن الانتخابات ستسمح لهم بضمان ثقل في لجنة كتابة دستور ينص على حكم فيدرالي في البلاد، كما كان في أول دستور للبلاد أقر في 1951 ثم عدل في 1964 لإلغاء الفدرالية.

وأشار المقريف إلى أن البعض الآخر يريد أن تتم كتابة الدستور من قبل خبراء معنيين بذلك بسبب «الطبيعة التقنية لهذه المهمة».

وأكد أن «المؤتمر وقبل اتخاذه أي قرار بطريقة أو بأخرى لا بد أن يفتتح حواراً وطنياً بكل شفافية ليستقر على الرأي الأخير مع أخذ رأي المواطن في الاعتبار».

وقال المقريف لوكالة «فرانس برس» الأحد أن «المؤتمر كلف لجنة خاصة بزيارة مختلف المدن والمناطق لتتحدث مع منظمات المجتمع المدني في محاولة لقياس الرأي العام».

وصرح أبو بكر بعيرة أحد قادة دعاة الفيدرالية أن معسكره يريد أن يتم انتخاب لجنة مؤهلة من قبل الشعب مباشرة في اقتراع حر وعادل.

وقال لوكالة «فرانس برس»: «لا نعرف إلى أي حد يمكن أن نصل لكننا ضد مفهوم اختيار الشخصيات بالتعيين».

لكن حسن الأمين، الممثل المستقل لمدينة مصراتة في المؤتمر الوطني انتقد المبادرة ورأى أن المؤتمر «تأخر في حسم هذا الاستحقاق (...) انشغل بأمور تشريعية ليست من اختصاصاته و تجاهل أولوياته»، معتبراً أن «هذا التأخير غير مبرر».

وأضاف أن «القرار الآن بيد الشعب على عكس ما كان متوقعاً أن تكون هذه المهمة هي مهمة المؤتمر باعتبارة هو ممثل الشعب الليبي».

وتابع انه سيفكر «جدياً في تعليق عضويته في المؤتمر (الوطني) أن لم يتم سريعاً حسم هذا الاستحقاق الذي وصفة بالعاجل لمصلحة ليبيا».

من جهة أخرى، رأى المعهد الوطني الديموقراطي ومقره واشنطن مقراً له أن هناك «إجماعاً واسعاً على أن الدستور الجديد يجب أن يعتمد بشدة على الشريعة الإسلامية لكن هناك توافقاً في الآراء بشأن الحاجة إلى تجنب التطرف في كتابته».

ويرى محللون أن «الدستور الجديد هو مفتاح لتحرك العدالة الانتقالية إلى الأمام وإلى تشجيع الاستثمار في العودة، لأن من شأنه أن يوفر إطاراً للتشريع في المستقبل».

العدد 3776 - الإثنين 07 يناير 2013م الموافق 24 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 8:36 ص

      لا داعي للخوف من المستقبل

      الاشياء الصحيحة واضحة في المجال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والعلمي بما لا يتناقض مع الشرع الاسلامي حيث ان بالنهاية الطريق العلمي يلتقي مع الدين لاننا الطريقين صحيحين الخوف من المستقبل لعدم الخبرة في كافة المجالات يجعلنا نتقوقع على انفسنا ولانتحرك اونتحرك ببطىء لذا يجب الالمام بكافة الجوانب الواجب الدلو فيها من الذين سبقونا في كافة المجالات والنجحو فيها وليس الفاشلين مع عد التغيير في الاساسيات والخصوصيات التي يتصف بها مجتمعنا وقيمنا ويتم ذلك باتدريج حتى لا يحدث فوضى .

اقرأ ايضاً