توعد النائب عادل العسومي في جلسة النواب أمس الثلثاء (15 يناير/ كانون الثاني 2013) باستجواب وزير العمل جميل حميدان «إذا لم ينظف الحورة والقضيبية من العمالة السائبة حتى مارس/ آذار المقبل»، غير أن الوزير رد عليه بقوله «تستطيع أن تستخدم الأدوات الدستورية التي من حقك، ولا داعي للتهديد، والاستجواب لا يخيفني».

وقال العسومي في تعليقه على إجابة وزير العمل عن مدى التزام وزارة العمل بالقضاء على ظاهرة العمالة السائبة في منقطتي الحورة والقضيبية «حين قلت إننا سنستجوب الوزير ممثل سوق العمل زعل، أقول لوزير العمل، من إجابتك يا وزير العمل ما تدري شنو السالفة، لا تفتش على مصارف، أين المنشآت، هؤلاء ليسوا مدراء مصارف وإنما موجودات في الديسكوات والمراقص، وزودناكم بالأسماء».

وأضاف «الوزير يتحدث عن مثالية لا عن أرض الواقع، نريد إنجازاً في العمل، هل من يحاول الهروب يسجل عنوانه، وهؤلاء لا يهربون من وظيفة محترمة إلى وظيفة محترمة أخرى، وإنما يعانون من خدم المنازل اللواتي يعملن في الدعارة».

وأردف «البنات يخرجن بملابس داخلية في منطقة محترمة عريقة 3660 عمالة هاربة، هذا ما يقوله الوزير، ولكني ماذا أفعل بهذه الأرقام؟ والعمالة تهرب في كل يوم».

وتابع «وزير العمل يدعو أصحاب المنشآت، كيف وزير يدعو؟، الوزير يجب أن يطبق القانون، هناك شقة فيها أكثر من 25 إفريقية، وبناية 50 متراً فيها أكثر من 100 شخص، ولكن الوزير يتحدث عن مثاليات وفرق تفتيش، مثل هذا الكلام لا أريده».

وأكمل العسومي «الشخص الذي رجله مبتورة لا يمكن معالجته من الزكام، كنت أتمنى من سوق العمل من يأتي ليقول لي لنأخذ جولة، ونريد موظفين ينفذون توجيهات الوزير».

وواصل «في الحورة والقضيبية هناك 8 آلاف عمالة هاربة، هل هناك من يرضى على عائلته، أن يرى بنتاً تدخل بملابس داخلية، هل ترضونها على أحد».

وأعلن «سأمنح الوزير فرصة لنهاية شهر مارس، لاستجواب الوزير إذا لم أرَ الحورة والقضيبية نظيفة، مسئولية الوزير حماية العامل، وإذا كانت وزارة البلديات مقصرة، فيمكن رفع الأمر لرئيس الوزراء، ننتظر كم حريق لإيقاف هذه المهازل في البحرين، وما يحدث فيه إساءة للبحرين، ومصلحة شعب البحرين فوق كل اعتبار».

ودخل رئيس المجلس خليفة الظهراني على الخط، موضحاً «الإنصاف زين والعدالة زينة، ولكنها مسئولية عدة جهات في البلد، لا وزير العمل فقط».

وفي رده، قال جميل حميدان «لا أحبذ هذه اللهجة من تهديد ولا أحب أن أعلق عليها، ولكنها لا تتفق مع نظام المجلس، كما يقال للوزير أن يلتزم بقواعد الاحترام، فيجب على النائب أن يلتزم قواعد المجلس باحترام، تستطيع أن تستخدم الأدوات الدستورية التي من حقك، ولا داعي للتهديد».

وأضاف «ما يهمني أن موضوع العمالة السائبة، أصبحت هناك قناعة لدى الجميع وتوجيه، من رئيس الوزراء، ونتيجة لاقتراحاتكم على علم تام بمخاطرها وأهميتها، واليوم (أمس) هناك اجتماع عمل لمعالجة هذه الظاهرة بتوجيه من رئيس الوزراء، سيتم الإعلان عن نتائجها».

وتابع «أشرت لمركز الإيواء كنوع من الانتقاد، وهذا حل توصلنا إليه مع وزارة الداخلية، ويستطيع المركز المزمع إنشاؤه أكثر من 300 عامل في الوقت نفسه».

وأردف «تحدثت عن تقرير أعددناه لك بإجابة واضحة، وكأنك تتحدث عن شيء آخر، أخبرناك أنه تم زيارة 45 فندق بناء على ما وفرت من معلومات، وتم إحالة 68 مخالفة للنيابة العامة، ورصدنا المنشآت العاملة في الحورة والقضيبية والهاربين من أعمالهم في هذه المنطقة، ولم نرصد فتيات من مناطق أخرى وتوفرت لدينا قاعدة معلومات موثقة وصحيحة بشأن هذه المنطقة وغيرها من المناطق في البحرين، وغطينا أكثر من 70 في المئة من هذه المنشآت التي تم تفتيشها».

وشدد حميدان «لا أقلل من فكرة العمالة السائبة، ولكن هناك جهات مسئولة عن الآداب وحماية الأخلاق، أفضل مرحلة تتوافر فيها إرادة مشتركة ورغبة صادقة لمعالجة هذه الظاهرة، موجودة، جميع الوزراء المعنيون يعملون لحل هذه المشكلات، بعضها تم حلها والبعض الآخر في طريقه للمعالجة».

واستدرك «ولكن هذه ظاهرة تشترك فيها عدة جهات، الاستجوابات أمر لا يعنيني ولا يخيفني أبداً، وأنا مثلك أحاول أن أقوم بدوري بقدر ما أستطيع».

إلا أن العسومي علق على ما ذكره حميدان بقوله «هناك ضيق أفق الوزراء تجاه النقد، والوزير حتى في تعليقه غير فاهم أن هناك مشكلة، أنا لم أهدده، ولكن استخدام السؤال من حقي، وإذا كان لا يخاف سآتي به، نريد روح رياضية، نريد أن يتعلموا من جلالة الملك».

وأكمل «قل لي ماذا ستفعل يا وزير العمل، اترك (استجواب ما استجواب)، أنت مسئول عن العمالة في البحرين، لتكن بمسئولية المكان الذي تجلس فيه».