العدد 3788 - السبت 19 يناير 2013م الموافق 07 ربيع الاول 1434هـ

عنترة ابن شدّاد و«رئيس مجلس العايلة»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

الذي قرأ قصّة عنترة ابن شدّاد عرف معنى الألم، «ألم» أن تكون حرّاً ولا تنتسب إلى أبيك وعائلتك، ومن لديه مشاعر الرحمة والعدالة يدافع عمّن سُلب منه اللقب أو الاسم أو الانتماء إلى القبيلة أو «العايلة».

فعنترة ابن شدّاد استطاع الحصول على لقبه من خلال سماته العربية الأصيلة، التي بانت عليه منذ صغره، فرغم سواده الشديد فإنّ ملامحه كانت كأبيه، لا يختلف اثنان على انه ابن شدّاد، إضافة إلى ذلك سمات العروبة والبداوة والفروسية والأصالة التي لم تأت محض الصدفة وإنّما جاءت من العامل الوراثي.

ان هذه القصّة لم تكن الوحيدة على مر التاريخ، بل هناك قصص كثيرة مطابقة لقصّة عنترة بن شدّاد - بل أشد إيلاماً وقسوة - مع اختلاف الوقت والعصر والانتماء إلى الأم الحبشية أو البيضاء، فعنترة كان ابن أمَة حبشية اسمها زبيبة، وكان يفتخر بها أكثر من أبيه، ولكنّه ذاق الأمرّين لعدم اعتراف أبيه وحصوله على لقبه الذي هو حقّ له لا منّة من أحد عليه.

وقصّة عنترة الحديث المتواجد في الدولة – أي دولة - لم تكن أمّه حبشية ولم يكن هو ابن حرام، بل انّ اسمه يتبع أباه وجدّه حتى الجد الخامس، ولا يختلف أحد على انّه ابن أبيه، ولكن شاءت الأقدار بألاّ يحمل لقب أبيه، ويعيش انساناً بسيطاً لا حول له ولا قوّة، ولا يستطيع إثبات نسبه، علماً بأنّه يحمل اسم أبيه حتى جدّه الخامس المعروف بـ «رئيس العايلة» كما كان «زهير» في قبيلة بني عبس!

وبدأت القصّة عندما تزوّج أبوه من والدته، وكان أبوه شيخ مشايخ «العايلة»، وقد أثمر هذا الزواج «بصباحٍ» لا ليل له. ترعرع هذا الطفل في كنف والديه حتى اختلف الوالدان فربّته أمه، ولم يتنصّل منه أبوه، بل كان عطوفاً محبّاً لابنه وإن كان بعيدا عنه. ولم تكن آنذاك أرشفة للمواليد ولا توثيق ولا ورق، ولكن «كلنا اعيال قريّة وكلٍّ يعرف خيّه» في ذلك الوقت.

كبر الابن وهو يعلم من والده وما هو نسبه وإلى أي قبيلة ينتمي، وعندما بدأ التوثيق طلب الابن من أبيه أن يحصل على اللقب، فوعده الأب بإعطائه اللقب ولكن الحظ كان ضد هذا الابن منذ نعومة أظافره إلى يومنا هذا، فوالده مات، وماتت معه الأسرار، ولم يستطع الابن الحصول على لقبه، مع وجود الوثائق التي تثبت نسبه وحسبه وأصله في جعبته.

عانى الابن الذي يقارب عمره الآن 80 عاماً الكثير، وبلع من الهموم الكثير، وأرسل الرسائل تلو الرسائل إلى «مجلس العايلة»، إلاّ انّ اخوته من أبيه كان لهم شأن في هذا المجلس، وعليه لم يعطوه حقّاً ولا باطلاً، ولا حتّى أعاروه انتباها، فأمّه مَن؟ وابنة مَن؟ انها مجرّد أم بسيطة لا حول لها ولا قوّة، وعلى رغم أصالته وملامح بداوته فإنه منكسر مكتّف الأيدي لا يستطيع وضع رأسه برأس إخوته الذين لا يريدون الاعتراف به، مع أنّ الابن أعطاهم دلائل كثيرة، وهو لا يحتاج إلى الدلائل فيكفيك أن تلاحظ شبهه الشديد باخوته. أمعقول أن يعاني ابن «العايلة» هذه المعاناة؟ ويلكَ يا عنترة الحديث، فمعاناتك مع العايلة شائكة جداً، ولا يحلّها إلا رئيسها إن علم بمأساتك، وتأكّدَ من نسلك الواضح للعيان، فهو أصيل ويفهم ثنايا السطور، وسيرجع لك لقبك الضائع، كما أرجعه الأصيل زهير لعنترة بن شدّاد عندما تدخّل لاثبات نسبه. والحر تكفيه الاشارة كما يقال في أعراف العرب.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3788 - السبت 19 يناير 2013م الموافق 07 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 35 | 1:13 م

      لو انا من عنترة هالزمان

      جان أترك مضارب بني عبس واهاجر .. صدقوني بيكون أفضل له .. وبالتاكيد سيحصل على من يقدره ويخليه في المكان اللي يناسبه .. وبعد ياخذ وياه عبله لأن المكانات اللي بيهاجر لها يعزون ويقدرون بنات حواء ويكنون لهم الإحترام .. مو مثل مضارب بني عبس . وهذي نصيحة لعنترة .. وسامحونا ..

    • زائر 34 | 10:28 ص

      فيلم الفارس الملثم

      فيلم الفارس الملثم - قامت بدور البطولة فيه الفنانة القديرة والمطربة سميرة توفيق والفنان القدير أحمد مظهر وكان ضابطا في الجيش المصري -وتدور أحداث الفيلم عن فارس شجاع -واجه الرجال الأبطال وجندلهم - وفي النهاية يكتشف الناس بأنه ليس إلاّ عنترة بنت عنتر بن شداد-وظنها من نازلتهم من الأبطال بأنها رجل لشجعاتها النادرة -لأنها كانت ملثمة - وسميت بالفارس الملثم - وتقول إغنية في نهاية الفيلم: يا عنيترة يا بنت عنتر - إسمك في التاريخ مسطر - وشكرا لكم جميعا- أخوكم ضرغام العبسي - مضارب بني عبس - حي الشجعان

    • زائر 32 | 7:06 ص

      زائر 28

      من ضيع اصله قال م

    • زائر 31 | 6:58 ص

      القصة واضحه

      المقال عبارة عن شخص مظلوم من عائلة كبيرة جداً جداً بالبحرين .. ، انسرق حقه من اللقب والحين يطالب باللقب .. ، نتمنى انه يحصل على مايريده

    • زائر 30 | 6:51 ص

      عنتر

      الله يعينكم يا عناتر كم من عنتر موجود عندنا ينتظر أرجاع لقبه له وحقه المشروع الله أقوى

    • زائر 29 | 5:36 ص

      هوامير

      الموضوع واضح وضوح الشمس فيها هوامير تعض

    • زائر 27 | 4:01 ص

      إستدراك حول عنترة إبنت عنتر بن شداد العبسي

      حول ما جاء في التعليق السابق - يبدو بأن الأمر قد إختلط علينا نحن أيضا - فعنترة هي إبنت عنتر وليست إخته - كما ذكرنا سابقا - ولذا نقدم إعتذرانا لإبنت عمنا عنترة - ولأبيها عنتر إبن شداد - وندعوكم لزيارة مضارب بني عبس ومجمعاتها التجارية -وشكرا للكاتبة المتألقة - وذكرنا ذلك من المقدمة الغنائية لفيلم الفارس الملثم وهي إعنيترة بنت عنتر -أخوكم ضرغام العبسي

    • زائر 25 | 3:25 ص

      زائر 19

      أذكر لنا أسماء عوائلهم لنعرفهم

    • زائر 24 | 3:21 ص

      هناك إلتباس أو خلط في إسم إبن عمنا عنتر بن شداد العبسي

      الكاتبة الكريمة -الإسم الصحيح هو عنتر وليس عنترة - فعنترة هي أخت عنتر -وهي فارسة ملثمة وشجاعة كأخيها عنير - وعنتر بن شداد من قبيلة بني عبس -كان أبيه شداد العبسي - يتبرأ منه وينبده لأن لونه أسود - عشق وأحب عبلة إبنة عمه مالك العبسي وكانت تبادله الحب -غير إن عمه كان يضع العقبات أمامه للزواج منها- وعنتر فارس شجاع صنديد -فرض على أبيه أن يعترف به -لأنه كان من يحمي قبيلة بني عبس - وهو شاعر كبير : تعيرني بسواد الليل سفاهة - ولولا سواد الليل ما ظهر البدر - وشكرا لكِ .. أخوكم ضرغام العبسي

    • زائر 23 | 3:19 ص

      الموضوع واضح

      يمكن كثيرين من القراء يبدو المقال لهم حزورة ولاكنة واضح جداً للمعنيين بالأمر ، الأخت مريم تريد أن تعمل خير لاحد المظلومين من عشيرتهم بإرجاع لقبة الضائع، نتمنى أنصاف كل المظلومين وإرجاع حقوقهم المغصوبه

    • زائر 19 | 3:04 ص

      المقصود من المقال

      هو ان هناك فئة من المواطنين لاتعترف بهم الدولة وتسعى لاقصائهم وعدم الاعتراف بهم حالهم حال عنترة بن شداد مع ابيه بالرغم من انه والده كذلك الحال بالنسبة الى هؤلاء المواطنين والدولة تعلم علم اليقين بانهم مواطنون ممتدة جدورهم في هذه الارض قبل ان تتكون الدولة الحديثة وبالرغم من ذلك لاتريد ان تعترف بهم فهي تنسب اليهم بانهم خونة وليس لهم ولاء لوطنهم
      فهل وضحت الرؤية الان ايها القراء ؟؟

    • زائر 18 | 3:00 ص

      ما فهمته من بين السطور

      أن الكاتبه شبهة الشعب البحريني الاصيل وليس من تم جلبهم لينازعونا حقوقنا بل والأدهى وأمر أنهم يعتبرون أنفسهم هم من يجسدون معنى الولاء للوطن وهم بعيدين كل البعد عن اي وطنيه . والذي تنكر لأبناء الوطن هو من يمسك بزمام الامور في وطني

    • زائر 16 | 2:43 ص

      من هو المقصود

      لا أبالغ أن قلت باني أصبحت كا الأطرش في الزفه عند ما قرات المقال لم افهم من المقصود

    • زائر 15 | 2:32 ص

      بنت الشروقي

      خخفي عليهم ناس مقلوصين ويصفقون ولايدرون من المعرس يعني اتباع شعرفهم بالانساب والعرق دساس

    • زائر 11 | 1:19 ص

      الأخت مريم

      وضحي لهم الموضوع لأنه كبير عليهم ولايعرفون الأنساب والعوايل

    • زائر 14 زائر 11 | 2:13 ص

      صادق خوك

      اي والله صادق خوك لانه اهل البحرين (أوال والقطيف والإحساء) يرجع اصلهم إلى قبيلة عبد قيس العظيمة

    • زائر 28 زائر 11 | 4:22 ص

      خفيف ماشاء الله عليك

      يا الريشه الموضوع أو المقال مفهوم لكن الشخص مبهم ولا نعرف لأي عائلة ينتمي و عمره الآن ناهز الثمانين عام. إن كان عن العوائل و العشائر و القبائل فنحن ليست لدينا عقده في ذلك و نعرف نسبنا و أصلنا و إمتداده لكن الدور و الباقي على من يلصق نفسه بعوائل و ألقاب هو بعيد عنها كل البعد و يعاني من عقدة الأصل روح بابا فتش عن نسبك يرجع لمن يمكن يرجع أصلك لسواحل إيران و تدعي بأنك إبن قبيلة ترى واجد موجودين عندنا بهذه الطريقة لذلك تراهم يستميتون من أجل إلصاق نسبهم بأي عائلة عربية

    • زائر 9 | 12:50 ص

      جلاوي 688

      عنتره معروف بس ممكن توضيح اختي مريم شكرا لكم

    • زائر 8 | 12:16 ص

      اللهم حقق لعنترة ما يصبو له

      يا رب نحن لا نعلم ما بين ثنايا السطور ولا نعلم الالغاز و لا الاحجية لبنت الشروقي ولكن كل الذي فهمناه من المقال هو إضهار الحق لعنترة العصر الحديث .
      فيارب حقق امنية عنترة .

    • زائر 7 | 11:58 م

      الحر تكفيه الإشارة

      كم أنت حرة ولبيبه موضوعك اليوم لا يختلف عن مواضيعك في كل مرة فأنت المواطنة والطبيب الدي يداوي الجروح. والى أخي زائر رقم واحد اقرأ الموضوع بترو وبصيرة فستعرف إلى من هو موجه حتما. (محرقي/حايكي)

    • زائر 6 | 11:55 م

      مقال يصلح كسيناريو لمسلسل خليجي..

      كن ابن من شئت واكتسب أدباً
      يغنيك محموده عن النسب
      إن الفتى من يقول هاأنذا
      ليس الفتى من يقول كان أبي

    • زائر 5 | 11:54 م

      عنتر بن شداد

      قصة عنتر بن شداد معروفه ولكن ماذا يوحي له المقال

    • زائر 2 | 10:51 م

      محنا فاهمين

      كلامج كلة الغاز

    • زائر 1 | 9:33 م

      بصراحة خاطري أفهم المقال

      مقال جميل ويحمل أسرار .. فإلى من هو موجه ؟؟ أرجو من القراء التوضيح ......

اقرأ ايضاً