العدد 3798 - الثلثاء 29 يناير 2013م الموافق 17 ربيع الاول 1434هـ

عمليات نهب في تمبكتو ووعود لمانحي مالي في أديس أبابا

الرئيس الانتقالي لمالي يهدف إلى إجراء الانتخابات أواخر يوليو المقبل

مئات الأشخاص يقتحمون متجراً في شوارع تمبكتو - AFP
مئات الأشخاص يقتحمون متجراً في شوارع تمبكتو - AFP

قام حشد غاضب في تمبكتو شمال مالي صباح أمس الثلثاء (29 يناير/ كانون الثاني 2013) بنهب متاجر يملكها على حد قولهم «عرب» متهمون بأنهم متحالفون مع المقاتلين الإسلاميين، فيما وعد مانحون مجتمعون في أديس أبابا بتقديم أكثر من 455 مليون دولار لمساعدة البلاد عسكرياً وإنسانياً.

وقام الحشد المؤلف من مئات الأشخاص الذين بدوا في غاية الفقر، بنهب مخازن أكدوا أنها تعود لـ «عرب» و»جزائريين» و»موريتانيين» يتهمونهم بأنهم ساندوا الإسلاميين المتحالفين مع تنظيم «القاعدة» في المدينة التاريخية في شمال مالي التي استعادت القوات الفرنسية والمالية السيطرة عليها الإثنين من دون معارك.

وفي بعض المحلات تم العثور على ذخائر وأجهزة لاسلكية عسكرية بحسب مراسل «فرانس برس». لكن القسم الكبير من السكان كان منشغلاً بالاستيلاء على كل ما كان موجوداً من تلفزيونات وأغذية وقطع أثاث وهوائيات وأوان.

وكان البعض يتشاجر لانتزاع أغراض والبعض اللآخر يخلع أبواب المحال التجارية ويفرغها من محتوياتها في دقائق.

وظهراً وصلت دورية من الجنود الماليين إلى المكان وأوقفت عمليات النهب. وقال ضابط مالي «لن نسمح للناس بالنهب. لكن تم فعلاً العثور على ذخائر في بعض المحال».

وطلبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الإثنين من السلطات المالية اتخاذ «تدابير فورية لحماية كل الماليين من أعمال الثأر» مشيرة إلى «المخاطر المرتفعة من حصول توترات إتنية» في شمال مالي حيث الخصومة حادة بين الأقليات العربية والطوارق الذين يتم ربطهم غالباً بالإسلاميين من جهة وبالسود الذين يشكلون الأكثرية في مالي.

في الوقت نفسه افتتح أمس (الثلثاء) مؤتمر للمانحين الدوليين في مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، جمع أموالاً بقيمة 455,53 مليون دولار لتمويل نشر قوة إفريقية في مالي وإعادة تنظيم الجيش المالي.

وتشارك دول إفريقية وكذلك الاتحاد الأوروبي واليابان والولايات المتحدة والأمم المتحدة في اللقاء الذي افتتحه رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي مريم ديسالين الذي تولى للتو الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي.

ميدانياً ينتشر حالياً حوالى 3500 جندي فرنسي و1900 جندي إفريقي ولا سيما من تشاد والنيجر لمساندة الجيش المالي.

ويتوقع وصول حوالى 8000 جندي إفريقي إلى مالي لكن وصول هؤلاء ما زال بطيئاً جداً بسبب مشاكل مالية ولوجستية كبرى.

والإثنين وعلى وقع هتافات «مالي مالي» استقبلت الحشود التي رفعت الأعلام الفرنسية والمالية العسكريين عند دخولهم المدينة.

لكن الإفادات تكثفت حول إتلاف مخطوطات ثمينة تعود إلى عدة قرون في هذه المدينة التي كانت عاصمة ثقافية وروحية للإسلام في إفريقيا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر ومدينة غنية لتوافد القوافل عليها.

وبعض المخطوطات الموجودة في تمبكتو قديمة جداً. وتحفظ في معهد أحمد بابا للدراسات العليا والأبحاث الإسلامية ما بين 60 ألفاً إلى 100 ألف من المخطوطات بحسب وزارة الثقافة المالية.

وقال السكان إن الإسلاميين لاذوا بالفرار بعد الضربات الجوية الفرنسية التي تمت في الأيام الماضية.

وتأتي السيطرة على تمبكتو بعد يومين من الاستيلاء في هجوم خاطف على غاو أكبر مدن شمال مالي وأحد معاقل المقاتلين الإسلاميين على بعد 1200 كلم شمال شرق باماكو.

وبعد غاو وتمبكتو، باتت الأنظار تتجه إلى كيدال في أقصى شمال شرق مالي قرب الحدود الجزائرية، وثالث كبرى مدن الشمال على بعد 1500 كلم من باماكو.

وأعلن متمردون طوارق من الحركة الوطنية لتحرير أزواد ومنشقون عن مجموعة أنصار الدين الإسلامية المسلحة شكلوا الحركة الإسلامية في أزواد الإثنين سيطرتهم على كيدال.

العدد 3798 - الثلثاء 29 يناير 2013م الموافق 17 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً