أبدت غرفة تجارة وصناعة البحرين تفهمها التام لمطالب تجّار سوق المنامة القديم وأكدت وقوفها إلى جانب هؤلاء التجّار في سعيهم لمعالجة المشكلات التي باتت تعاني منها السوق، وخاصة أن أوضاع تجّار السوق لم تعد تحتمل، في ظل حال الركود الكبير الذي تواجهه السوق وتنذر بموجة إفلاسات لعدد كبير من تجّار التجزئة وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملين فيها. ولفت رئيس الغرفة عصام فخرو خلال لقائه عدداً من أعضاء اللجنة الأهلية لتطوير سوق المنامة القديم وتجّار السوق، إلى أن الغرفة قد تلقت ردوداً إيجابية من الجهات المعنية بالسوق القديم، وخاصة فيما يتعلق بتفعيل ما تم التوصل إليه من مرئيات وملاحظات ومقترحات والتي أثيرت خلال اللقاء التشاوري الذي دعت إليه لجنة القطاع التجاري والسوق القديمة بالغرفة خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول 2012، بالتعاون والتنسيق مع لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالغرفة، واللجنة الأهلية لتجّار السوق، وصندوق العمل (تمكين) وشركة إدامة، وخاصة تلك المتعلقة بمشروع المحفظة المالية من خلال اقتراح تبني صندوق العمل «تمكين» إنشاء هذه المحفظة لتقدم الدعم المالي لتجّار سوق المنامة عبر قروض مناسبة تلبى متطلبات كل تاجر وذلك بشروط ميسرة وبدون فوائد، ويمكن أن تضاف إلى «تمكين» أية جهات أخرى تخدم هذا الهدف وتلك الرؤية التي تنهض بالسوق وخاصة أن الكثير من تجّار السوق يعلقون آمالاً كبيرة على تفعيل المحفظة المالية المقترحة ويرون أنها بمثابة خطة إنقاذية لهم، وكذلك مقترح اللجنة المشتركة التي يتطلع تجّار السوق إلى تشكيلها وتضم الوزارات والجهات الرسمية المعنية.

وأكد فخرو أن «الغرفة متعاطفة إلى حد بعيد مع تجّار سوق المنامة وتستشعر أوضاعهم ودعت إلى تحرك جاد وسريع ومدروس لمعالجة المعوقات التي تعاني منها السوق بعيداً عن الحلول الترقيعية، وطالبت بتسريع معالجة المشكلات التي تعاني منها؛ إذ إن سوق المنامة تعاني اليوم من أوضاع تجعلها وتجّارها أمام مرحلة صعبة؛ الأمر الذي يضع هؤلاء التجّار في حال قلق مستمر وأمام تحديات عديدة سواء كانت بسبب ضعف البنية التحتية للسوق، وافتقادها إلى المرافق والخدمات اللازمة أو بسبب الأزمة المؤسفة وتداعياتها واستمرار أعمال العنف والتخريب والاعتصامات والمسيرات غير المرخصة أو بسبب المستجدّات التي تشهدها بيئة الأعمال وخاصةً من حيث التنافس المحموم مع المجمعات التجارية».

وأوضح فخرو أن اللقاء التشاوري تضمن «متابعة أوضاع السوق ومتطلبات النهوض بها وتطويرها والترويج لها وتوفير احتياجاتها وتعزيز مكانتها كمعلم تجاري وتراثي عريق، وكذلك تخفيض إيجارات المحلات التجارية العائدة إلى «إدامة»، مراعاة لظروف السوق وحال الركود وأوضاع التجّار، بالإضافة إلى إقامة المزيد من الفعاليات الترويجية والتسويقية للسوق بإقامة مهرجانات وفعاليات تسوّق تصب في الاحتفاء بمشروع المنامة عاصمة السياحة العربية 2013؛ فضلاً عن تشديد الإجراءات الأمنية ومنع أي فعاليات سياسية أو تحشيدية في محافظة العاصمة ومنطقة السوق القديم».

من جانبهم طرح تجّار سوق المنامة القديم عدداً من المطالب والمقترحات لمعالجة الأوضاع الصعبة التي تعاني منها السوق وطالبوا الغرفة بالتدخل لدى جميع الجهات المعنية لحلها والوقوف على أسبابها ووضع الحلول الناجعة لها، وأكدوا أنهم سبق وان طرحوا مشكلاتهم في اللقاء التشاوري الذي عقد في شهر ديسمبر الماضي، كما اقترحوا عدداً من التصورات لتجاوز تلك المعوقات ولكن لابد من وجود خطوات ملموسة على أرض الواقع، وطالبوا الغرفة بمناشدة صندوق العمل (تمكين) لمساندة تجّار السوق وذلك من خلال تقديم الدعم المالي وبأسرع وقت ممكن.