العدد 3815 - الجمعة 15 فبراير 2013م الموافق 04 ربيع الثاني 1434هـ

ها نحن نعاود الكرة (1-2)

يبدو أن الخلافات المُتأججة بين دول مجموعة العشرين حول «حرب العملات» وما تبعث عليه من إحباطات مريرة قد شهدت تطوراً مثيراً للاهتمام في أعقاب تصريحٍ لوزير المالية الياباني، «تارو آسو» أمام البرلمان بأن «انخفاض العملة اليابانية كان مُبالغاً فيه، حيث جاء هبوط الين الياباني أمام الدولار من 78 إلى 90 أكثر حدة مما استهدفته الوزارة»، وهي التصريحات التي قفزت على إثرها أسعار العملة اليابانية، وكان من المتوقع أن تستمر في ارتفاعها لولا الشكوك التي أثارتها تلك التصريحات في أوساط المستثمرين الذين يتوقعون مزيداً من الانخفاض الطويل المدى في سعر صرف الين. من جهة أخرى، فقد أدى ظهور العديد من التأويلات في وسائل الإعلام التي تناولت تعليق وزير المالية الياباني إلى تفاقم حالة الارتباك، بالقدر الذي سبَّبه تأكيد «آسو» حاجة بلاده إلى «التغلب على قوة الين» مؤخراً الإثنين الماضي (حينما كان سعر تداول سعر الدولار الأميركي مقابل الين الياباني لا يختلف كثيراً عن السعر الحالي). ولقد استدعى هذا بالطبع بعض الحديث عن وضع إستراتيجية استباقية من قبل دول مجموعة العشرين، غير أن خروج مسئول بوزارة المالية بعد ذلك بقليل «لتوضيح» ما كان «يقصده» «آسو»، بأن تراجع الين كان «سريعاً» بأكثر مما كان متوقعاً، لم يكن مُفاجئاً لأحد.

ونظراً لأن اسم وزير الاقتصاد الياباني «أكيرا أماري» لم يعد يتصدر عناوين الصحف منذ تصريحاته التي تسبَّبت في تراجع أسعار الين في يناير/ كانون الثاني الماضي، فلن يمضي الكثير حتى نتبين ما إذا كان تعليق «آسو» قد جانبه الصواب أو أنه وقع ضحية لخطأ في الترجمة. وفي سياق متصل، فمن المؤكد أن تصريحات رئيس الوزراء « شينزو آبي» بشأن المؤهلات التي يجب أن يتمتع بها مُحافظ البنك المركزي الجديد سيجري تأويلها من زوايا مختلفة: حيث ذكر أنه يتعين عليه (أو عليها) أن يكون قادراً على تطبيق «سياسات جريئة للتيسير النقدي» وأن تتوافر له القدرة على «التواصل دوليًّا» (أو مثلما قال «آبي»: أن يُصبح عضواً فيما يُعرف باسم «مافيا عالم المال الدولية»). وإذا ما طرحنا مغزى هذا التصريح أو ترجمته جانباً، فإننا نستنتج من النقطة الأولى أن الحكومة تتطلع إلى أن يعمل المحافظ الجديد على تعزيز خطة تحفيز الاقتصاد من خلال السياسة النقدية انطلاقاً من مستويات الأداء الحالية، وأن توقُّع رئيس الوزراء بأن انتهاج مثل تلك السياسة من شأنه استفزاز نظرائه يظهر جليّاً من خلال النقطة الثانية من جملة المؤهلات التي يتطلع إليها رئيس الوزراء في الشخص المرشح؛ وهي أن يتمتع بالقدرة على توجيه خطابه على النحو المناسب لاسترضاء أولئك النظراء.

نيل ملر

خبير لدى «بي إن واي ملن»

العدد 3815 - الجمعة 15 فبراير 2013م الموافق 04 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً