أكد الرئيس التنفيذي للشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري) كريس بوتر، أن العام 2013، سيشكل قفزة مهمة في مسيرة الشركة من حيث التطور الكبير في العمّال والخدمات المقدمة لعموم زبائن الشركة، وخصوصاً في الدائرة الاستشارية ودائرة خدمات أسري البحرية؛ إذ تتوقع الشركة تحقيق نتائج طيبة من هاتين الدائرتين بالإضافة إلى الدوائر الأخرى التي تعمل جنباً إلى جنب وفق استراتيجية الشركة التي وضعها مجلس الإدارة برئاسة الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة.
وأوضح بوتر أن مجلس الإدارة يتطلع من الإدارة التنفيذية وموظفي وعمّال الشركة كافة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز إيراداتها من جهة، ومن جهة أخرى تحسين جودة الإنتاج واستقطاب المزيد من الزبائن، مستفيدين من خبراتها الواسعة ومن التوسعة الجديدة.
وأضاف قائلاً: «بعد النمو القوي المزدوج الذي حققته (أسري) سنة بعد أخرى، تدخل الآن إدارة الخدمات البحرية في الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن عصراً من الرسوخ نتيجة النمو السريع على مدى السنوات الأربع الماضية منذ تأسيسها. فعلى مدى أربع سنوات، تحول هذا القسم من مجرد فكرة إلى رافد رئيسي في إيرادات الشركة». مؤكداً أن إدارة الخدمات البحرية أصبحت خياراً رائداً لمشاريع تصليح منصات الحفر الصغيرة والمتوسطة الحجم، مع تجنب المشاريع الكبيرة خشية من الإفراط في قدرته».
من جهته قال المدير العام لإدارة الخدمات البحرية، أندي شو: «من المهم جداً لنا أن نواصل تقديم خدمات عالية الجودة بدلاً من المساومة على الجودة من أجل أعمال أكبر»، مشيراً إلى أن الشركة من خلال إدارة خدمات أسري البحرية ستركز العام 2013 أساساً على الترسيخ فيما يتعلق بجودة الخدمات المقدمة لزبائن الشركة.
أما بشأن المجالات التي سيعمل القسم على التركيز عليها، فقد أكد شو أن الشركة تتطلع إلى مزيد من التقارب مع السوق السعودية التي تعتبر الآن الأهم بالنسبة إلى قسم الخدمات البحرية في أسري، وخاصة ما يتعلق بسوق منصات الحفر البرية في المملكة العربية السعودية. وواصل بالقول: «إن بناء منصات الحفر هو بالتأكيد عملية استثمارية كبيرة من شأنها تعزيز توجهات الشركة في تنويع مصادر الدخل». موضحاً أن الشركة تسلّمت العديد من الاستفسارات من زبائن «أسري» ومن بعض الشركات، مؤكداً أن الأولوية للشركة هي التمسك بالجودة كأولوية لا بالكمية، مشيراً إلى أن الشركة تعكف على النظر في التعامل مع منصات رفع القوارب والمنصات البرية بدلاً من منصات الحفر. فقطاع المنصات الصغيرة والمتوسطة ينم عن إمكانات كافية ليصبح تطلعنا في المستقبل القريب».
تسارع النمو خلال العام 2012
وقال شو: «لقد كانت المملكة العربية السعودية هي السوق الرئيسية خلال العام 2012 بحكم قربها من مملكة البحرين الموقع الرئيسي لشركة أسري والأعمال الضخمة المتوافرة فيها»، موضحاً أنه «بإلقاء نظرة على السنة بشكل إجمالي، فقد شهد القسم بداية بطيئة وحقق نصف السنة الأول ربحاً أقل من المتوقع، إلاّ أنه بحلول الربع الثالث من السنة، ارتفعت الأعمال لتصل إلى المستوى المستهدف، فيما تجاوز العمل التوقعات خلال الربع الأخير من السنة».
وقال: «لقد كانت الأشهر الأخيرة من العام 2012 من أشد الأوقات انشغالاً للحوض الجاف؛ إذ شهد مزيداً من المنصات أكثر من أي وقت مضى»، موضحاً أن قسم الخدمات البحرية شهد زيادة تراوحت نسبتها ما بين 15 و20 في المئة في الإيراد على العام 2011، وهي نسبة فريدة من نوعها لا في المنطقة فحسب بل على مستوى العالم.
خصائص قسم الخدمات البحرية
وقال: «حينما نبحث عن تفسير لتسارع النمو الذي حققه قسم الخدمات البحرية، نجد أن هنالك ثلاث خصائص رئيسية تميز هذا القسم عن المنافسين، أولاً: سعة المرافق التي تزيد مساحاتها على الأحواض الأخرى؛ ما يوفر لنا مرونة قصوى لاستقبال سفن زبائننا في الأوقات التي تناسبهم، والميزة الثانية التي تمتع بها (أسري) هي الخبرة العميقة؛ إذ تعمل في صناعة تصليح السفن منذ أكثر من 35 سنة، ونتيجة ذلك بنت كفاءات وحققت استقراراً من حيث العمليات التي لا تتأتى إلاّ مع الزمن، وفي مثل هذا العمل وبهذا الحجم، لا تستطيع أن تدوّن كل شيء، لأن هناك بعض العمليات التي تحدث تلقائياً بحكم عقود من العادة. إن هذا التبسيط الذي يأتي مع الخبرة الطويلة يحقق لنا ميزة تنافسية لا تستطيع أحواض أخرى أن تستنسخها، أما الخاصية الثالثة، فهي موقع الشركة (مملكة البحرين) الذي نعتز أن نعمل فيها».
وأوضح بأن العام 2011 شهد ما مجموعه 14 عملية إصلاح لمنصات النفط، تمثل 40 في المئة من إجمالي المبيعات و50 في المئة من الأرباح، وهذه المساهمة الكبيرة في الإيرادات تعتبر دليلاً على استراتيجية التنويع التي تنفذها أسري، وقد منحت المزيد من الإحساس بالتفاؤل لمستقبل الشركة كحوض متعدد الخدمات.
وأوضح بأن (أسري) دخلت في السنوات الأخيرة مرحلة جديدة من التطور مع التوسعة التدريجية واستكمال بنيتها التحتية ومرافقها التي تساعد على تعزيز أدائها وقدراتها الخدمية، ويعد هذا التوسع أمراً حيوياً لأنشطة إصلاح السفن وصيانتها في الحوض الجاف وأساسياً لاستراتيجية التطوير طويل الأجل لخدمات أسري البحرية.
وقال: «لقد قامت الشركة بتطوير منطقة التصنيع البحرية الجديدة الضخمة والرصيف البحري للتحميل الخارجي بالتحديد لتمكين خدمات أسري البحرية من ولوج أعمال التصنيع وسوق بناء السفن الجديد الذي يعد مثالياً لتصنيع أبراج إطلاق الشعلات، السترات المعدنية ووحدات ظهر المراكب، وسيتم تجهيز المنطقة أيضاً بالمرافق العامة مثل ورش العمل، أماكن التخزين الآمنة والمكاتب».
وفي خطوة منها لمواجهة نمو أعمال المنصات البحرية وتوسع خدمات أسري البحرية في مجالات أخرى في قطاع الغاز والنفط، أوضح شو بأن العام 2011 سيشهد تطوير خدمات أسري البحرية لفريق اختصاصييها من الداخل، وخاصة المهندسين، واستقطاب خبرات متخصصة إضافية وتطوير خبرات فريق العمل الرئيسي الحالي لمواكبة التطورات المحتملة في الأعوام المقبلة.
العدد 3817 - الأحد 17 فبراير 2013م الموافق 06 ربيع الثاني 1434هـ