العدد 3821 - الخميس 21 فبراير 2013م الموافق 10 ربيع الثاني 1434هـ

أسبوع الانسجام بين الديانات في تورنتو... أكثر من مجرد مهرجان خطابي

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

آخذاً بالاعتبار عدد الحوارات عبر الديانات التي يبدو أنها لا تولّد إلا الوثائق والهواء الساخن، فكّرْت عندما سمعْت عن أسبوع التجانس بين الديانات العالمي في تورنتو بكندا أن الحدث سيكون مجرد مهرجان خطابي آخر.

لم يساعد المدوّنون والساخرون على تغيير تلك الصورة. «لماذا نحتمل عناء قيادة السيارة إلى المركز الثقافي الياباني مع قدوم عاصفة ثلجية؟ لن توقف حوارات الديانات عاصفة الموت التي تهّب على المسلمين عبر المحيط الأطلسي»، كما قال أحد هؤلاء المدوّنين.

ورغم ذلك، وكإمام ومساند قوي لحوار الديانات، أبحث دائماً عن فرص لإبراز الأمثلة العديدة للإيمان المستخدَم لبناء علاقات سلام بنّاءة عبر خطوط الفصل المصطنعة، مثل الدين. وأردْتُ أن أثبت لهذا المدوّن والرافضين أمثاله وجود قيمة عملية في هذا الحدث.

أراد جون فوربوستل، وهو رئيس اللجنة التوجيهية لأسبوع التجانس بين الديانات العالمي، أن يكون الحدث أكثر من مجرد كلام: «آمل أن ينتج عن هذا الحوار فرص لقادة الديانات لإشراك الناس من كافة المعتقدات الدينية ليجتمعوا معاً لممارسة «حسن ضيافة نشطة».

قام بصياغة تعبير «حسن الضيافة النشطة» برايان ماكلارين في كتابه «لماذا عبر المسيح وموسى وبوذا ومحمد الشارع؟» الذي صدر العام 2011. تذهب حسن الضيافة النشطة إلى ما وراء التسامح للتواصل عن قصد مع الآخرين في أعمال الكرم والإحسان. ولكن أين هي الضيافة الحسنة هذه في حلقة الحوار الدافئ هذه بالذات وهذا الاستقبال.

تم تنظيم المشاركين في الحلقة الدراسية في أسبوع التجانس بين الديانات العالمي في تورنتو لعرض عملهم في مجال تقارب الديانات، وقاموا بالتشبيك بنشاط، كأنما هم فتيان وفتيات يتعرفون على بعضهم بعضاً. تشارَك قادة وخطباء وحضور مع بعضهم في عدة قضايا حول العدالة الاجتماعية.

الإمام شيخ علي من مجلس الأئمة الكنديين قال إنه يخطّط للمتابعة مع التجمع المسيحي الذي يريد زيارة المسجد للتعلم عن الإسلام بشكل مباشر، ومع وكالة تمويل تدعم مشاريع الشباب متعددي الديانات، وقائد يهودي يبحث عن معلومات عن مشاريع إسلامية يهودية يبن الأحياء المتجاورة. وإن أعمالاً كهذه هي مجالات نجاح لأسبوع التجانس بين الديانات العالمي.

وجدْتُ مثالاً آخر على حسن الضيافة النشطة عندما أعلن فوربوستل أن ريع حفل العشاء الذي عقد في فترة مبكرة في أحد المساجد سوف يذهب إلى منظمة «هابيتات للإنسانية»، وهي منظمة مسيحية تبني مساكن يمكن تحمّل كلفتها لذوي الدخل المحدود ولأي شخص مؤهل لأن يمتلكها. اكتشف الناس من ديانات مختلفة عن قصد سبيلاً لأن يشكّل هذا الحدث إيماءة لطيفة نحو الآخرين.

وهكذا تم تحقيق حسن الضيافة النشطة والتشبيك.

علّق القس إيريك سميث من كنيسة السيانتولوجي، وهو عضو في لجنة الديانات في منطقة تورنتو وشبكات موزاييك، علق بعد الحدث قائلاً: «ما زال الناس يعيشون في سوء فهمهم للتقاليد الإسلامية والهندوسية»، مشيراً إلى جرائم نابعة من الحقد وقعت مؤخراً في مدينة نيويورك. كانت مساهمة سميث في حسن الضيافة النشطة التشارك مع الجاليات الهندوسية والمسلمة في تورنتو أثناء عرضه المنتظم «موزاييك» على محطة روجرز للتلفزة في تورنتو. وأضاف سميث «لقد دعمونا بالمثل عندما طلبنا منهم إزالة سوء الفهم عن كنيسة السيانتولوجي».

وقال سيد إيكيدا من المركز الثقافي الياباني، وهو مجموعة إثنية متنوعة من البوذيين، ومثال عملي على حسن الضيافة النشطة بحد ذاتها، قال في كلمته الختامية في الحفل الكبير يوم 7 فبراير/شباط، إن النقطة الرئيسية البارزة للعديد من المتحدثين كانت مخاطبة أساليب لاستعادة الثقة بشكل عملي لكل من الجماعات الدينية من خلال جمع القادة الليلة للتشارك مع بعضهم بعضاً حول قضايا مختلفة في مجال العدالة الاجتماعية.

مفهوم أسبوع تجانس الديانات العالمي ألهمه إعلان عمان ومبادرة العالم المشترك، اللذين أتيا كلاهما من الأردن ودَعَمَهُما المسلمون حول العالم.

اقترح الملك الأردني عبدالله الثاني فكرة أسبوع تجانس بين الديانات أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2010، حيث جرى تبنّي الفكرة بالإجماع. ويتناقض ذلك بشكل كامل ومطلق مع الصحافة السلبية حول الإسلام والمسلمين، ويظهر بوضوح وجود قادة مسلمين في واجهة العمل الناشط في علاقات الديانات.

نما أسبوع التجانس بين الديانات العالمي من 200 حدث في 40 دولة عام 2010 إلى ما يزيد على 300 حدث حول العالم هذه السنة. وتخطّط لجنة أسبوع التجانس بين الديانات العالمي لاستضافة هذا الحدث سنوياً في مدينة تورنتو. أتطلّع قدماً إلى الحديث بصوتٍ عالٍ عن الأمثلة الملموسة للضيافة الحسنة النشطة التي تبرز من كل أسبوع.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3821 - الخميس 21 فبراير 2013م الموافق 10 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً