العدد 3823 - السبت 23 فبراير 2013م الموافق 12 ربيع الثاني 1434هـ

ندوة «الجامعة الأهلية»: اليوان الصيني لا يتوافر على اشتراطات التحول إلى عملة احتياط عالمية

المنامة - الجامعة الأهلية 

23 فبراير 2013

أكد الوكيل المساعد للتجارة بوزارة التجارة والصناعة حميد يوسف رحمة على تصاعد أهمية عملة اليوان الصيني في العالم مع التوسع الملحوظ في صادرات جمهورية الصين لمختلف دول العالم، فيما توقع عميد كلية العلوم الإدارية والمالية عامر الربيعي زيادة أهمية العملة الصينية في العقد المقبل، مع استبعاد أن تتحول إلى عملة احتياط عالمية منافسة للدولار الأميركي لما يتطلبه ذلك من متانة وقوة في النظام المالي والاقتصادي تفتقده الصين في الوقت الحاضر.

واستضافت الجامعة الأهلية بقاعتها الرئيسية في مجمع التأمينات الثلثاء الماضي الندوة الاقتصادية التي نظمها معهد المحاسبين الإداريين الهندي، التي ناقشت مدى فرصة العملة الصينية «اليوان» لتكون عملة احتياط عالمية في الفترة المقبلة، حيث افتتح رئيس الجامعة الأهلية عبدالله يوسف الحواج الندوة بالترحيب بالاقتصاديين والأكاديميين المشاركين، والتأكيد على أهمية اتصال النشاط الأكاديمي والعلمي في الجامعة بمحيطه المجتمعي وتحدياته المختلفة، مؤكداً على أن الدور الرئيسي للجامعات إنما هو مناقشة مختلف التحديات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتربوية وغيرها، والبحث لها عن رؤى واستراتيجيات وحلول من منطلقات علمية وأكاديمية. وأكد الحواج على أهمية موضوع الندوة لاتصاله بغزو هائل للمنتجات الصينية لأسواق العالم، بمجموعة من المميزات أبرزها الانخفاض الواضح في أسعار المنتجات الصينية عمّا يماثلها من منتجات الدول الأخرى.

إلى ذلك، أكد رحمة أن التطور الصناعي في جمهورية الصين الشعبية، وقدرته التنافسية المتميزة ستساعدها على الاستمرار في غزو الأسواق في مختلف دول العالم وزيادة نمو اقتصادها بما يقلص الفجوة الموجودة بينه وبين الاقتصاد الأميركي لكنه في نهاية المطاف لا يعد الشرط الوحيد لتكون عملة «اليوان» عملة احتياط رئيسية في العالم، إذ إن الثقة العالمية في عملة الدولار الأميركي قد بنيت على عدة عوامل أحدها متانة الاقتصاد الأميركي، يضاف إلى ذلك الدرجة العليا من الشفافية وسهولة انتقال الأموال ورصانة الأنظمة التشريعية وقوة ومرونة النظام المالي الأميركي وعوامل عديدة أخرى.

ونوه إلى أن أولوية الصين في المرحلة المقبلة لا تبدو باتجاه فرض هيمنة لليوان الصيني بقدر ما هي الحفاظ على الميزة التنافسية للبضائع الصينية في العالم نتيجة انخفاض اليوان الصيني بالمقارنة مع العملات الأخرى، انعكاس ذلك تنافسي على المنتجات الصينية في أسواق العالم.

أما عميد كلية العلوم الإدارية والمالية بالجامعة الأهلية عامر الربيعي فتوقع أن تأخذ العملة الصينية أهمية كبرى خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة.

وقال الربيعي: «نحن نعلم أن الاقتصاد الصيني ينمو بمعدلات كبيرة غير أن قوة العملة أمر يتصل بعوامل عدة اقتصادية وسياسية واجتماعية وبيئية، وهذه العوامل غير متوافر في الصين في الوقت الحاضر».

وأضاف قائلاً: «نحن نجد أن النظام الاقتصادي في الصين ليس مدفوعاً بقوة التكنولوجيا والتطور العلمي والتقني كما في أميركا، بل نجد أن اقتصاد بكين يقوم على الصادرات وقوته مرتبطة بالاقتصاد العالمي فمتى تراجع الاقتصاد العالمي تراجع الاقتصاد الصيني».

وأكد أن الصينيين لايزالون في بداية الطريق على رغم استثماراتهم الكبيرة في البحث والتطوير، بينما نجد أن الاقتصاد الأميركي متماسك حيث يعتمد على إنتاج التقنية والتكنولوجيا والعلوم.

وذكر أن الناتج الإجمالي الأميركي يأتي في المرتبة الأولى بواقع 15 تريليون دولار يليه الصين بواقع 12 تريليون دولار. ولفت إلى أن القدرة الشرائية للدولار في الصين تعادل أضعاف ما تشتريه بالدولار في أميركا، وذلك منشؤه أن العملة الصينية ضعيفة، ودخل المواطن الصيني ضعيف هو الآخر.

وشدد عميد كلية العلوم الإدارية والمالية بالجامعة الأهلية على أن العالم لايزال ومنذ أكثر من 70 سنة يراهن على الدولار الأميركي، وكلما تمرّض الدولار هب العالم بأسره لأنه يمثل أكثر من 60 في المئة من الاحتياطي العالمي.

وذهب الربيعي إلى أن وضع الصين حالياً أشبه بوضع دول جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا في نهاية القرن الماضي التي حققت معدلات نمو عالية لكنها تعرضت لهزة قوية في العام 1997، وتلك الهزة كشفت أن ذلك النمو القوي لم يكن مبنياً على أسس سليمة. كما قلل من دعوات الاعتماد على الذهب كمعدن احتياط لأن معروض الذهب لا يتناسب مع حجم التبادل التجاري والمعروض النقدي في العالم. وتوقع أن يمضي الاقتصاد الأميركي نحو التماسك وصولاً إلى التعافي خلال السنوات القليلة المقبلة.

ومن بين المتحدثين في الندوة استشاري الإدارة المحترفة سات جويل، وعضو جمعية المحاسبين وليام توم.

العدد 3823 - السبت 23 فبراير 2013م الموافق 12 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً