قُتل 45 شخصاً على الأقل في هجوم بواسطة سيارة مفخخة استهدف أمس الأحد (3 مارس/ آذار 2013) مدخل حي شيعي في مدينة كراتشي الباكستانية، وذلك قبل أسبوعين من إعلان إجراء انتخابات عامة في هذا البلد.

وهذا الهجوم هو الأكثر دموية منذ أكثر من ثلاثة أعوام في كراتشي، الرئة الاقتصادية لباكستان. وأفادت مصادر في الشرطة بأن الانفجار وقع مساء أمس عند مدخل حي عباس تاون ذي، لافتة أيضاً إلى مقتل مواطنين سنّة في هذا الاعتداء. وقال المسئول الكبير في هذه المدينة، هاشم رضا زايدي: «قُتل 45 شخصاً على الأقل وأصيب 150 آخرون. والحصيلة مرشحة للارتفاع لأن نحو نصف الجرحى هم في حال حرجة».

وتحدث مسئول كبير في وزارة الصحة في ولاية السند التي عاصمتها كراتشي عن أكثر من أربعين قتيلاً. وأفاد مصور «فرانس برس» بأن أكثر من مئة متجر ومسكن دمرها الانفجار الذي تسبب أيضاً في انهيار شرفات بكاملها.

وقال إيجاز علي (37 عاماً) الذي أصيب في رأسه وصدره مع ابنيه البالغين عشرة أعوام و12 عاماً: «كنت في منزلي الواقع في الطابق الثالث من أحد المباني. سمعت فجأة انفجاراً قوياً. اعتقدت أن المبنى سينهار، كان الأمر أشبه بزلزال».

وأضاف «تحطم الزجاج في شقتي وشعرت بأن شيئاً أصابني في رأسي وفقدت الوعي. استعدت وعيي في المستشفى وأنا مسرور لنجاة عائلتي».

وأعقب الانفجار الأول انفجار ثانٍ، لكن طبيعة الانفجار الثاني كانت لاتزال مساءً مجهولة بالنسبة إلى السلطات التي تعكف أيضاً على معرفة ما إذا كانت القنبلة التي تسببت بالانفجار الأول قد تم تفجيرها من بعد أم أن الانفجار ناتج عن عمل انتحاري.

وشهدت باكستان مع بداية هذا العام هجومين هما الأكثر دموية في تاريخها وأسفرا عن نحو مئتي قتيل في كويتا. وأعلنت جماعة «عسكر جنقوي» القريبة من تنظيم «القاعدة» مسئوليتها عن الهجومين. وتكثف هذه الجماعة اعتداءاتها على الشيعة منذ تأسيسها في أواسط التسعينات.