العدد 3835 - الخميس 07 مارس 2013م الموافق 24 ربيع الثاني 1434هـ

حان وقت العمل من أجل وضع حد للعنف ضد المرأة

إيرينا بوكوفا comments [at] alwasatnews.com

المديرة العامة لليونسكو

إننا نحتفل في اليوم الدولي للمرأة (8 مارس/ آذار 2013) بخطوات التقدم التي أحرزت في سبيل النهوض بحقوق المرأة، كما أننا نحتفل بالأفراد الأبطال من الفتيات والنساء اللواتي يصنعن التاريخ في مجتمعات العالم أجمع.

ويمثل هذا اليوم أيضاً فرصةً لإجراء استعراض موضوعي لما استطعنا تحقيقه حتى الآن، وللتأمل في العقبات التي لاتزال قائمةً أمامنا. فإن العنف ضد المرأة هو واحد من أكثر انتهاكات حقوق المرأة فتكاً وانتشاراً في جميع أنحاء العالم. ويتخذ هذا العنف أشكالاً عديدة – كالشكل البدني والجنسي والنفسي والاقتصادي – ولكن النتيجة تبقى ذاتها، فالعنف في كل الأحوال انتهاك مدمر للحقوق الأساسية وللكرامة والإنسانية. وتبذل جهود متضافرة على جميع المستويات لوضع حدٍ لهذا العنف، ولكن التقدّم في هذا المجال بطيء ومتعثر.

وإن الهجوم الوحشي الذي استهدف في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2012 الفتاة (الأفغانية) ملاله يوسفزاي، البالغة من العمر أربعة عشر عاماً، والذي تعرضت فيه لطلقات نارية بسبب مطالبتها بحق الفتيات في التعليم، يذكرنا بالصعوبات التي يجب التغلب عليها. ولهذا السبب تعمل اليونسكو مع الحكومات في جميع أنحاء العالم على دعم حق الفتيات والنساء في التعليم الجيد، في ظروفٍ يسودها الأمان. فليس هذا الأمر أساسياً لتحقيق العدالة الاجتماعية فحسب، بل إنه أساسي أيضاً لتحقيق التنمية المستدامة.

وفي 20 ديسمبر/ كانون الأول 2012، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً تاريخياً يرمي إلى تكثيف الجهود العالمية للقضاء على بتر/ تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. فلقد عانى ما يُقدّر بمئة مليون إلى مئة وأربعين مليون فتاة وامرأة، من هذه الممارسة في جميع أنحاء العالم، ولاتزال ثلاثة ملايين فتاة تتعرض لهذا الخطر كل عام في إفريقيا وحدها.

وتخلف هذه الممارسات آثاراً على الفتيات والنساء تبقى مدى الحياة، فتعوق تنميتهن وتقوّض ثقتهن بأنفسهن، كما أن لها تداعيات واسعة على المجتمعات بكل مكوناتها. ويمثل قرار الأمم المتحدة خطوةً تاريخيةً يجب علينا جميعاً أن نسهم في المضي بها قدماً.

وتسعى اليونسكو جاهدةً في جميع المجالات من أجل إنهاء العنف ضد المرأة.

فالقوانين وحدها لا تكفي، وإنما يجب علينا أن نجعل التربية تسهم في إرساء معايير جديدة وأنماط سلوكية جديدة. ويجب علينا دعم المرأة في أن تصبح رائدة في جميع مجالات النشاط البشري، وعلى رأسها أولويات اليونسكو في التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات، بما في ذلك وسائل الإعلام.

ولتمكين المرأة وضمان المساواة بين الجنسين، يجب علينا أن نتصدى لكل أشكال العنف حيثما وجدت. وهذا هو العهد الذي تقطعه اليونسكو على نفسها بمناسبة اليوم الدولي للمرأة.

إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"

العدد 3835 - الخميس 07 مارس 2013م الموافق 24 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:49 ص

      الكل مسؤول

      يجب علينا أن نجعل التربية تسهم في إرساء معايير جديدة وأنماط سلوكية جديدة. ويجب علينا دعم المرأة في أن تصبح رائدة في جميع مجالات النشاط البشري، وعلى رأسها أولويات اليونسكو في التربية والعلوم والثقافة والاتصال والمعلومات، بما في ذلك وسائل الإعلام...... صباح الخير يا خالد

اقرأ ايضاً