العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ

حسين عبدعلي مخرج «الحكواتي» في مجاز: لا توجد رؤية كاملة لأية صورة والحقائق تغير مسارها

قال الفنان حسين عبدعلي إن جزءاً كبيراً مما سعى إليه لدى التخطيط لمسرحية «عندما صمت عبدالله الحكواتي» قد تحقق، مشيراً إلى أنه أراد خلق حالة الفرجة الممتعة والمشوقة، وأنه بذلك أراد كسر الصورة النمطية التي يفترضها بعض الناس في مسرح الصواري.

جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية التي عقدتها «مجاز للثقافة» في صالة مركز أبكاد للفنون، والتي تناولت العمل.

وأشار عبدعلي إلى أنه سعى خلال العمل إلى التأكيد على مسألة غياب الرؤية الكاملة لأية صورة، من خلال البحث عن حكايا تفترض دائماً حقيقة معينة، ما تلبث أن تنكسر أو يعوج مسارها لنكتشف حقيقة أخرى، مؤكداً أن ذلك هو أهم مقولات العمل التي أراد طرحها، وقال عبدعلي إنه لم يلتزم بصورة «المخرج المسيطر» لدى اشتغاله على العمل، بل تقصَّد خلق حالة ورشة مسرحية في العمل، فهو اختار الحكايا، وبدأ مع مجموعة المسرحية التعديل عليها وتغييرها وتطويرها، وكل ذلك في جو من النقاش الجاد والأخذ والرد والبحث في التفاصيل كافة.

من جانبه؛ قال الفنان محمد الصفار إن مجموعة الأدوار التي أداها في هذا العمل كانت مجهدة، سواء على مستوى الحركة الجسدية، أو على المستوى الصوتي، أو على مستوى الطاقة النفسية، مشيراً إلى أنه من الفنانين الذين لا يحاولون تخفيف العبء الحركي على أنفسهم.

وأشار إلى أنه ربما سقط من التعب غير مرة في تدريبات المسرحية، غير أنه أكد أن هذه التجربة وهذا التنوع والغنى في الشخصيات منحوه طاقة الرجوع إلى المسرح بعد فترة انقطاع.

من مداخلات الجمهور؛ قال الشاعر أحمد رضي إنه رأى أن العمل يحتفي بالحكاية ذاتها، وبمفهوم الحكي والقول، بما يحمله من معنى البوح، مشيراً إلى أنه ربما يؤخذ على النص كونه (ذكوريّاً) في علاقته بالمرأة ليس على مستوى الحدث فقط بل أيضاً على مستوى المضمون. وقد أجاب عبدعلي عن هذه النقطة بالقول إن الممثلات البحرينيات لا يخترن المسرح، لذلك فإنه من الصعب على مخرج أن يستعين بإحداهن، أما من جانب المضمون فقد أكد عبدعلي أنه قدم حكايا ربما لا يكون للمرأة دور محوري فيها على مستوى الحدث غير أنها كانت حاضرة بقوة في المضمون، وبشكل واقعي، فهي قدمت كضحية في إحدى الحكايا، بينما قدمت كخادعة في قضية أخرى.

أما المخرج هاشم العلوي، فقد قال إن عبدعلي لم يوفق في تأطير مقولة المسرحية الأساسية، وهي التباين في الحكايا وسوء الفهم الذي قد ينتج عن هذا التباين، مشيراً إلى أن المخرج لم يستطع أن يوجه البوصلة تماماً تجاه هذه المسألة وهو الأمر الذي أربك الحضور في فهم مقولة العمل.

بدوره أكد مقدم الجلسة النقاشية مهدي سلمان أن أهم ما ميز العمل هو خلقه علاقة جديدة ومختلفة مع المتلقي، بل ومع العملية الإبداعية برمتها، فملهم الحكواتي الذي منع عنه الإلهام في الحكايات، وجعله يصمت عن قول الحكايات، لم يستطع منع الناس في العمل من قول حكاياتهم، وبذلك تصل مقولة العمل المهمة، وهي أن لا إلهام في الأمر، إنما على كل حكواتي أو فنان أو كاتب أو... أن يبدأ بالاستماع للناس، لا يمكن لأي عمل فني أن يكون ما لم يكن متعلقاً بالناس، وآتياً من الناس، وذاهباً إليهم.

العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً