العدد 1548 - الجمعة 01 ديسمبر 2006م الموافق 10 ذي القعدة 1427هـ

هذا الأمر... لا أفهمه

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

تختارون صباح هذا اليوم بقية الركب، ولا أدري أتختَارون أم تُخيرون؟ الذين ستختارونهم أحراراً وقت الاختيار لهم مكانة ومحل، والذين يُختارون رغماً عنكم ليسوا ممثليكم. لم تكن الانتخابات يوماً ما الوسيلة الأمثل للتمثيل، تبدو كأنها أحجية، ولعلها أبسط من ذلك.

أستذكر مقولة دقيقة للفيلسوف الألماني هابرماس، والتي يذهب فيها إلى أن «الفعل الانتخابي» ليس نزيهاً في حد ذاته، وليس تمثيلياً أصلاً، إذ لا يوجد ما يسمى بممثلي الشعب، وذلك بحسب هابرماس على الأقل، وبحسبي أنا على الأكثر، وبحسبكم، إن أردتم تصديق ذلك.

ويعبر عالم الاجتماع السياسي فيليب برو عن هذا الاطلاق الفلسفي بدقة حين يُقلل/ يستخف/ يهزأ من أهمية المترشحين للانتخابات في أي مكان، يقول برو «هم جعلوا أنفسهم مُنتَخَبين، ولم يجعلهم الناس كذلك!»، الأدهى أيضاً، هو أن يتم انتخابهم واختيارهم قسراً، وهو ما يعني أن بطلان التمثيل للناس هو بطلان مركب، فلا الناس جعلته مُنتَخَباً، ولا الناس أنفسهم انتَخَبوه. والمعنى بين السطور لمن أراد أن يعطي الكلمات معاني أصدق مما تحتاج، وأتمنى ألا تحمل الكلمات أكثر مما تحتمل.

في الجانب الرقابي، وتحديداً في صبيحة السبت الماضي، زعمت أن لا رقابة على الانتخابات، ولا يقتضي هذا الزعم تأكيد حدوث أي عمليات تزوير أو توجيه للانتخابات، وذلك خوف أن أكون تحت طائل قانوني ما. لكن أضيف لكم على ما زعمته الأسبوع الماضي نبأ ساراً، وهو أنني استطعت أن أربح رهاناً مباشراً مع أحد زملائي الصحافيين حين أخبرته عن ماهية بيانات وتصريحات لجنة الرقابة والشفافية بشأن رقابتها على الانتخابات قبل أن تصدر، ولقوة الحدس - لا أكثر ولا أقل - استطعت توقع نص ما خرج به رئيس جمعية الشفافية البحرينية جاسم العجمي حرفياً. ويبدو أنني الوحيد في البحرين الذي لم يتفاجأ من بيانات الرقابة والشفافية عن نزاهة الانتخابات، ودقتها، وسلامتها، وعظمتها، وجلالها، وسموها، وروعتها، وحضاريتها، بما يشمل شكره للمسئولين على الانتخابات. وكان توقعي مجملاً من باب «المصادفة»، وأتمنى ألا يُحَوِرَ أحدٌ ما كلامي لصالح دعوات تزوير أو توجيه الانتخابات، فانعدام الرقابة لا يقتضي بالضرورة حدوث «تزوير». كل الحكاية هو أن مؤسسة الشفافية تزودني وبشفافية مطلقة بإشارات توقع ما سيصدر عنها قبل أن تصدر، وهذا دليل شفافيتها المطلقة جداً.

أعود لصديقي هابرماس، وأقول: يا صديقي في الديمقراطيات الحديثة في كل العالم، الناس لم تشارك في اختيار من يحق لهم أن يكونوا مُتَرشحين أصلاً، فالمترشحون هم من جعلوا أنفسهم كذلك، وفي الأساس لم يكن الناس أنفسهم من دعو لممارسة فعل الانتخاب، فالانتخابات يدعا لها بقانون تصدره السلطة، والأدهى أنهم لم يختاروا من تقع عليهم مسئولية مراقبة الانتخابات. إذاً، في خضم هذه اللامسئولية الواضحة من قبل الناس عن شتى ما «تم» و«سيتم»، السؤال هو: لماذا يتفاعل الناس مع النتائج؟ ... لا أفهم

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1548 - الجمعة 01 ديسمبر 2006م الموافق 10 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً