العدد 1535 - السبت 18 نوفمبر 2006م الموافق 26 شوال 1427هـ

شاشات بث «غير مباشر»...

في بالي سؤال خاطري أعرف جوابه، ليش المرشحين اللي في دائرتي مو معبرينا احنا النسوان على رغم أن أصواتنا هي اللي بتفوزهم، وحاطين لينا خيمة صغيرة على صوب في مقراتهم الانتخابية، يستضيفون رؤساء جمعيات وسياسيين يصرخون ويطلقون تصريحات والرجال يصفقون ويسألون، واحنا النسوان ولا ندري شالسالفة، المنصة على اليمين، واحنا مخلينا نقابل اليسار وحاطين لنا شاشة، وسماعات ما نسمع منها إلا صدى الصوت، يا زعم نقل حي ومباشر تقول مؤتمر القمة قاعد ينقل من جنيف؟ ولا كأن من حقنا نسأل أو نناقش أو نتكلم أو حتى نسمع، كله معتبرينا مو مهمين، تكملة عدد يعني، كل ما أروح خيمة يصير خاطري أعيش الجو، خاطري أجوف المتحدثين وجهاً لوجه، ليش يعني يخلوني أنا أطالع في الشاشة، وأخوي الصغير أحمدوه اللي ما يفهم كوعه من بوعه في السياسة قاعد ومتربع في الصفة الأولية، ويهز رأسه ويصفق يسوي روحه فاهم يعني. وكل ما قلنا لهم عندنا سؤال، وزعوا علينا أوراق نكتب عليها أسئلتنا، ممنوع يعني نتناقش ويا المرشحين وجهاً لوجه، انزين خاطرنا نسألهم يا جماعة شفيها، مو تقولون نختار الأكفأ، شلون عيل نتأكد انه المرشح الأكفأ وانتوا عازلينا عن كل شيء، ولازم نعرف عن كل شيء «من خلف الستار؟» انزين احنا نروح الجامعة وندرس مع زملائنا الطلبة ونحضر المحاضرات، كل واحد محترم نفسه وقاعد في جهة، ألحين الخيمة الانتخابية مو مثل قاعة المحاضرات، ليش من حق الرجال يقعدون مقابلين المنصة بكل أبهة واحنا نشوفها في شاشة معزولة، أنا أقترح بما أنهم وايد كاشخين بالتكنولوجيا مالتهم يسوون لنا بث حي ومباشر يوصل لبيوتنا أحسن، ويريحونا من الطلعة أصلاً. أنا هالمشكلة مسببة لي أزمة لأني يا جماعة ما أبي أقعد ويا النسوان، يقهروني، رايحين خيمة انتخابية وكل واحدة ساحبة وياها درزن يهال، اللي يصارخ واللي يبي أكل واللي كت العصير على ثيابه، ما يخلون الواحد يسمع ولا يفهم شي من اللي قاعد يصير حواليه، كأنا قاعدين في روضة، وبعدين يقولون النسوان ما يفهمون شي في السياسة ولا عندهم مخ، شلون بيفهمون وانتوا ما عطيتوهم الفرصة يفهمون وكله عازلينهم؟ أنا مثلاً خاطري أروح الخيم الانتخابية، أحب أتكلم في السياسة ما أدري شفيني يمكن مرض نفسي، أتابع المرشحين وجمعياتهم السياسية وأقرأ كل شي ينكتب عنهم في الجرايد، قررت أصلاً أسوي بحث للدكتور في الجامعة عن اللي يدور في الخيم والمعركة الانتخابية بين المرشحين في الدوائر، بس ما عندي فرصة، كل ما رحت خيمة شفتهم عزلونا، وطبعاً قلت ما في حل إلا أروح اللقاءات المخصصة للنساء، بس اكتشفت أن القضايا اللي تنطرح فيها مو ذاك الزود، يعني تلاقي المرشح يايب لنا واحدة تتكلم عن الأسرة، أو البيئة، أو التربية، نادراً ما نحصل شي مفيد من هاللقاءات، كله عبالهم احنا ما نفهم في السياسة ولازم يخاطبونا على قد عقلياتنا.

أنا خاطري أودي أمي تروح شوي وتسمع الكلام اللي يقولونه علشان تغير رأيها وتروح تصوت معاي، لأن حضرتها قررت أنها ما تصوت في الانتخابات تقول محد يستاهل ما سووا لينا شي، بس هالخيم بعيدة عن بيتنا وكل الفعاليات مالهم متأخرة في الليل، شكلنا في النهاية بتخلص الانتخابات ولا فهمنا أو سمعنا شي عدل، ما بتبقى لينا إلا شاشات البث «غير المباشر» للمرشحين في دائرتنا.

أنثى

« إن لم تعجبكم... فاحسبوها ثرثرة

العدد 1535 - السبت 18 نوفمبر 2006م الموافق 26 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً