العدد 3905 - الخميس 16 مايو 2013م الموافق 06 رجب 1434هـ

تأسيس قاعدة أدبية إلكترونية لجيل الشباب للحفاظ على اللّغة العربيّة

في ورقة بحثية لمشروع قدمه اختصاصي تربوي ومعلمة لغة عربية في مؤتمر اللّغة العربيّة في دورته الثانية في دبي

سناء زين الدين وحسين أحمد سلمان خلال تقديمهم ورقة البحث
سناء زين الدين وحسين أحمد سلمان خلال تقديمهم ورقة البحث

في ورقة بحثية لمشروع قدمه اختصاصي إشراف تربوي بوزارة التربية والتعليم حسين أحمد حسين سلمان، والمعلّمة سناء عبدالرزاق زين الدين، في مؤتمر اللّغة العربيّة في دورته الثانية في دبي (7-10 مايو/ أيار 2013)، تحت رعاية نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقد شارك في تنظيمه المجلس الدولي للغة العربية، ومنظمة اليونسكو، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، واتحاد الجامعات العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).

واشتمل المؤتمر على خمس جلسات رئيسة وثلاث وستين ندوة، ومشروعين نوقش خلالها 372 بحثاً ودراسة بحضور ما يقرب من 1000 شخصية من نحو 70 دولة، ضمن محور اللّغة العربيّة والتقنية الحديثة تحت عنوان «طرائق إبداعية في تعليم العربيّة وتعلّمها»، ويهدف المشروع تأسيس قاعدة أدبية إلكترونية لجيل الشباب بُغية الحفاظ على كينونة اللّغة العربيّة، وترسيخ ثوابتها تحدّثاً وكتابة؛ بحيث تكون اللّغة الأم مُشوّقة وبعيدة عن الأجواء التقليدية التي هيمنت عليها.

وسيعتمد المشروع الذي قدمه سلمان وزين الدين، على توليد الأفكار بطريقة (الإنتاج المُبدع المُتجدّد) مستندين على قاعدة (النصّ المفتوح)؛ فإذا كان لكلّ مُشاهدٍ لفيلم سينمائي رؤية إخراجية مختلفة عن رؤية المُخرج الأصلي للفيلم، والتي قد تُمكّن المُشاهد من توظيف العين؛ بحيث تتمكن من اختلاس ما لا تتمكن منه كاميرا المُصوّر أو كاتب السيناريو فينتج نصّاً على نصّ.

وأضافا، وهي في حدّ ذاتها مهارة إبداعية، ولاسيّما إذا تمّ توظيف الخبرات المختلفة والخيالات المتعددة، والرؤى وأفق التفكير وصولاً إلى الطلاقة اللغوية التي تنطلق من ممارسة فعل القراءة، وبالتالي سنعود إلى قاعدة الاستناد على اللّغة الأم... لغة الضاد.

من جهتها، قالت معدة المشروع سناء عبدالرزاق زين الدين، إن الخطوات الإجرائية القبلية المُفترضة تنبني على اعتماد مجموعة من الأفلام القصيرة المُنتجة عالمياً والحائزة جوائز الأدب والفن والتي تحمل أبعاداً إنسانية أو اجتماعية، وإنتاج أفلام تصويرية أو كارتونية متخيّلة ذات أبعاد تأثيرية لقيمة اللغة العربيّة؛ انطلاقاً من قصص وتضمينات القرآن الكريم، أو الموروث العربي التاريخي، وإنتاج أفلام صامتة استثماراً للثراء اللّغوي وتطويره وتحفيزه بعيداً عن التأثر بأعراض الناطق المُشاهَد، وإنتاج أفلام متميّزة جداً على أنْ تكون بلا نهاية كمرحلة أخرى من تنفيذ المشروع.

وبدأ المشروع، كما أوضح سلمان وزين الدين، على التغيير نحو مجتمع الصّناعة المعلوماتية أصبح اليوم أمراً حتمياً في وقتٍ أصبحت المُتغيراتُ لا تستقر على حال، وأصبح التنافسُ في الإنتاج المعرفي والتقني لا حدّ له... ومن الطبيعي السّعي؛ لأنْ نشغل حيزنا كمُنتجين لا كمستهلكين. وهذا كلّه لن يتأتى إلاّ بمُواكبة هذا التطوّر والارتقاء بتعاملنا مع اللّغة العربية؛ لتكون في مصاف اللغات المعتمدة عالمياً.

وأضافا، عالمُ التعليم يحتاج إلى خطواتٍ جادة من قبل التربويين. ونوع المعلومات بات يؤثر على إنتاجية الأفراد ولاسيّما في الدول التي تسعى لتنمية ذاتها. وهذه الصّناعة تتطلب بناء الأساس والهيكل التنظيمي. ونحن في عالم التربية والتعليم نحتاج هذا النوع من الهيكلة في بناء اللّغة العربيّة التي أوشك عصْر المعلوماتية والتكنولوجيا أنْ يُذيبها. كما نحن هنا بصدد بذل المزيد من الجهود نحو تطوير اللّغة العربيّة ولكن الجهد المطلوب لا يصّب في الاتجاه اللغوي فحسب بل هو جهد تعريبي حضاري يجب أنْ يلامس جوانب الحياة كافة: السياسة، الثقافة، الاقتصاد، علم الاجتماع، و حتى التكنولوجيا.

وأكدا، إنّ ما يحدث اليوم في العالم العربي هو تضييعٌ مقصود للغة العربيّة وطمس لهويتها، وما اعتمادنا على لغاتٍ أخرى في تعاملنا اليوميّ بشكلٍ كبير إلا تفسّخٌ ثقافيّ وتجرؤ على الذات العربيّة بتهميش لغة الضاد. فنحن في العالم العربي نعيش صراعاً واضحاً بين (التعريب) و(التغريب) وهذا في حد ذاته مؤشرٌ خطير يجب الالتفات إليه.

وأردفا، عندما تكون اللّغة هي أساس الثقافة، وعندما تكون العولمة مؤشراً كبيراً لضياع اللغة الأم فالخطوة يجب أن تكون جريئة وتقف بمحاذاة الخطر والإسراع إلى تجاوزه قدر الإمكان... وحيث إنّ التعليم الناجع لا يتأتى إلاّ عن طريق ممارسة المتعلّم للنشاط الذاتي نحو اكتساب الجديد في عالم المعرفة وخصوصاً بعد انتشار مفهوم التعلّم الذاتي Self Learning كضرورة حتمية لكلّ متعلم فقد أرتأينا توظيف هذه التكنولوجيا وتطويعها لخدمة التعليم. وبذلك نكون قد حققنا للمُتعلّم ما يلي:

- توفير أساس مادي محسوس للمعرفة التجريدية.

- تقديم خبرات مُباشرة، وغير مُباشرة.

- الانتقال بالتكنولوجيا من فنّ التصميم إلى إستراتيجية تعلّم وتعليم.

- التحسين عن طريق تحديد نقاط القوّة والضّعف، ومن ثم تكثيف الأنشطة الإثرائية.

هدف المشروع

وأضافا، يهدف هذا المشروع إلى تسليط الضوء على اللّغة العربيّة في محاولة لتطوير أساليب تعلّمها وتعليمها بتوظيف التكنولوجيا الحديثة عن طريق توفير المناخ التربوي الفاعل الذي يُساعد على إثارة اهتمام المُتعلّم وحَفْزه باتجاه توليد لغة صحيحة وجميلة ومبدعة. كما أنّ السعي لإيقاظ الطاقة الإبداعية الكامنة في نفوس الفئة المستهدفة في إطارٍ تنافسي تظهر من خلاله الفروق الفردية مُحفّزاً وطريقاً للمواجهة مع الذات أحد الأهداف الرئيسية التي يهتم بها هذا العرض المبدئي.

وانطلاقاً من أنّ التقنية الحديثة تؤثّر في المتعلّم من خلال الكثير من الميزات التي تتمتع بها فقد استعنا بها لضمان نجاح المشروع، واتخذنا مما يلي مرتكزاتٍ ننطلق منها نحو المشروع:

- التفاعلية: إمكانية تشكيل حلقة دراسية ثنائية بين البرنامج والمُتعلّم عن طريق تصنيف الخيارات، وفق الفروق الفردية.

- التحكّم في البرنامج: تتيح التقنية للمتعلّم إمكانية التحكّم في البرنامج بحيث يختار ما يناسب مجالات تذوقه اللغوي.كما ويمكنه أيضاً من التحكّم في الإيقاف والتشغيل بحسب قدراته.

- نقل المُتعلّم من دور المُتلقي إلى دور المُنتج: تُتيح هذه الخاصية للمتعلّم أنْ ينتقل من دور المتلّقي للمعلومات إلى المهارات العليا من التحليل، والبناء، والتركيب.

- الإثارة والتشويق: عند تصميم البرامج التعليمية، يجب مراعاة كونها تفاعلية مثيرة، ومُشوّقة، وتدفع بالمتعلّم نحو اكتشاف الجديد في خوضٍ لمغامرة لغوية تعمل على جذب المتعلّم والدفع به نحو الإنتاج دون كللٍ أو ملل.

- حلّ المشكلات: يُساهم الكمبيوتر وبرامجه في حلّ بعض المشكلات التعليمية ما سيساعد على الترغيب في حل مشكلة عزوف الجيل عن تعلّم اللّغة العربيّة وممارستها.

- العرض التفاعلي: عرض المادة التعليمية بالصوت، والصورة، والحركة أو بأحد النماذج الإلكترونية.

ومن خلال هذه المنطلقات يمكن لنا تحقيق الكثير من الأمور، ومنها:

- إنشاء بيئة تعليمية تفاعلية ذات إنتاجية متميّزة.

- تنمية مهارات الطلبة باتجاه الإبداع.

- نقل عملية التعلّم إلى المنزل مما يحقق استمراراً لاكتساب المعلومات وترسيخ اللّغة ومفرداتها.

- توظيف التحدّي الذهني لدى المُتعلّم ما يدفع به نحو مزيدٍ من البحث وصولاً للثراء اللغوي.

- تحسين نوعية تعليم اللّغة العربيّة وترسيخها وزيادة فاعليتها؛ وذلك بدمج التكنولوجيا في التعليم.

- الانسجام مع النظرة التربوية الحديثة التي تعتبر المتعلّم مُحوراً في العملية التعلّيمية الإنتاجية.

- إثارة الدافعية الذاتية للتعلّم.

- نموّ الثروة اللّغوية، وبناء المفاهيم السليمة، وتنمية القدرة على التذوّق، وتنويع الخبرات.

- زيادة قدرة المتعلّم في التعامل مع مهارات التفكير.

وتساءلا، ماذا لو وضعنا التعليم في خدمة التكنولوجيا؟ ماذا لو وضعنا اللّغة العربيّة في خدمة التكنولوجيا؟ ماذا لو أدخلنا حزمة جديدة من الأدوات في التعامل مع اللّغة العربيّة داخل الحقل التربوي؟

الأفلام التعليمية:

أوّلاً: الاعتبارات التربوية: السّعي للتركيز على البيئة المحلية سواء من حيث اختيار الأفلام، أو إنتاجها كمرحلة متطوّرة من المشروع.

ثانياً: الاعتبارات الفنية: أنْ يكون نمط العرض مُثيراً للانتباه باعتبار أنّ المهاراتِ الحركية تساهم في تنمية المهارات التخيلية. كما يمكن الاستفادة من إمكانية تسريع الفيلم أو تبطئته؛ لتحقيق الهدف ذاته.

وذكرا، إنّ الاستعمال الشائع لأيّة لُغة من اللغات أقوى من أيّة قاعدة، وأساس لكلّ قاعدة. واللّغة العربيّة هي لُغة ثابتة ومُتحوّلة في الوقت ذاته ثابتة من حيث نسقها التركيبي، ومُتحوّلة من حيث تنوّع أساليبها، وفي مسيرات اللّغة العربيّة نرى أنّ هناك تدرّجاتٍ مرحلية تشفّ عن وعي الناطقين بها. وحيث إنّه من الطبيعي أنْ تكون اللّغة بين الحداثة والأصالة فبات الحفاظ على الموروث أمراً يحتاج إلى تكاتف الجهود جميعها.

التوليد الدّلالي للغة

الأساس في التوليد الدّلالي هو خلْق معانٍ جديدة من مُتون لُغوية موجودة أصلاً سواءً من خلال التصوير، أو عبْر الانتقال من المحسوس إلى المُجرّد.

فعند مُشاهدة المُتعلّم للفيلم سيُحدث في أعماقه تداخلاً عصفياً للمتداول من اللّغة بالاتباع، والتقليد، والتَكرار، على اعتبار أنّ في الذهن أنماطاً وقوالب موروثة وجاهزة وربما مُتعلّمة بنسبة أو بأخرى. و بين الرغبة في الاستحداث والتوليد الجديد للغة متميّزة استفزتها المادة المعروضة.

المشروع

يعتمد المشروع على استثمار الطاقة الموجودة لدى الشباب بغية استفزازها باتجاه توليد اللّغة الكامنة من ناحية، ونثر بذور جديدة مُتعلّماً ومُكتسباً من خلال المادة المطروحة. كما يقوم هذا العمل على تطويع التكنولوجيا لخدمة اللّغة العربيّة باتجاهات عدّة وبحسب الاهتمامات والإمكانات والفروق الفردية، ولعلّ أحد الاقتراحات المطروحة هو أداة (الأفلام القصيرة) والتي سيتم توظيفها عبر مرحلتين على النحو الآتي:

المرحلة الأولى

- اختيار أفلام قصيرة عالمية بحيث تُراعى فيها معايير وضوابط العادات العربية الإسلامية في نسقها العام.

- يُعرض الفيلم المُختار على العيّنة المطلوبة.

- يُمنح الطالب فرصة كتابة النصّ السرديّ بما منحه إيّاه الفيلم من مخيلة.

- بعد اطّلاع القائمين على المشروع على نصوص الطلبة تُعرض النصوص جميعها على الطلبة.

- بعد تنقيح النصوص يتمّ استثمارها؛ لتعمّ الفائدة على النحو الآتي:

- طباعة النصوص على هيئة مَطويات خفيفة توزّع في الأماكن العامّة... مطارات الدول المُشاركة، المتاحف، الفعاليات الأدبية التي تتبناها الدُول.

- تدشين موقع إلكتروني خاص تُعرض من خلاله أعمال الطلبة.

المرحلة الثانية

- بعد عرض النصوص على الطلبة يتم اختيار الكلمات الجديدة وفرزها في جدول بغية توظيفها؛ ليكونَ استخدامُها ممتداً لا آنياً.

- يختار الطلبة بعض المفردات بحسب الرغبة ويقوم المشرف بتوجيههم للبحث عن وجود المفردة أو ما يرادفها في بيتٍ شعري من الموروث العربيّ.

- يقوم الطلبة باستعراض الأبيات الشّعرية على المجموعة.

- يُوجّه المشرف الطلبة إلى اختيار مُفرداتٍ أخرى جديدة وردتْ في الأبيات على أن يُكوّنوا منها نصّاً سردياً جديداً.

أهداف المشروع

اعتماد لغة الضاد كلغة رسمية تحدّثاً وتطبيقاً، وترسيخ قيمة الاعتزاز للموروث اللغوي القرآني الذي رفع من شأن هذه الأمّة «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ». (آل عمران: 110)، تكوين فكر عربي قادر على تطويع التكنولوجيا؛ لنشر لغته الأصيلة، إنتاج برمجيات خاصة باللّغة العربيّة تخدم فئات المجتمع جميعها؛ حفاظاً على اللّغة من التدهور، تقليص الهوّة المعلوماتية للّغة العربيّة بين الدول المُتقدّمة والدول الأخرى.

كما إن مبررات التفكير في المشروع وطرحه تكمن في التطوّر التقني الهائل في العالم أجمع، وتأثير عالمية المعلومات على جوانب الحياة كافة، وضرورة أن يكون التعليم مُشاركاً، ومُنتجاً، ودافعاً لعجلة التقدّم باعتماد لغة الضاد.

وتتلخص الفرص المُتوقعة في تعزيز قيمة اللّغة العربيّة باعتبارها لُغة مقدّسة؛ لُغة القرآن الكريم، ولُغة سائر الشّعوب العربيّة، ارتفاع مستوى الحصيلة اللّغوية، التغلغل في مواطن جماليات اللّغة؛ ما قد يكون دافعاً لاستعمالها وتوظيفها الارتباط بالموروث العربي ومُقاومة العولمة بالحصانة، وتحسين المنهج المدرسيّ وتعزيزه، الاستفادة من النصوص السّردية القصيرة كنصوص استماع لمُعلّمي اللّغة العربيّة؛ فيكون الطالبُ شريكاً في إعداد المنهج الدّراسيّ، وتطوير المخرجات اللّغوية؛ ما سيؤدي لجودة تعليم اللّغة العربيّة، وربط اللّغة العربيّة ببرمجيات التكنولوجيا الحديثة، وتطويعها لخدمة مشروعات تقويمية باللّغة العربيّة.

أما التحديات المتوقعة فهي، تعذر التنسيق مع الدول المُشاركة في حال لم يتم تبني المشروع من قِبل جهة أو مُؤسسة مُحددة تدعمه، صعوبة إيجاد موارد الدعم المالي لطباعة نتاجات الطلبة الكتابية، وتعذر الحصول على ترخيص للنشر من وزارات الإعلام والثقافة؛ ما قد يستدعي البحث عن أبدال أخرى.

الجزء الثاني من المشروع

وقال اختصاصي إشراف تربوي بوزارة التربية والتعليم حسين أحمد حسين سلمان، والمعلّمة سناء عبد الرزاق زين الدين، إن الجزء الثاني من المشروع يُركّز على عملية الترسيخ اللّغوي دون الكتابة... وقد يكون أقرب إلى التعلّم باللعب... ولكن هذا اللعب إلكتروني البرمجة! كما يعمل القائمون على المشروع على إعداد ألعاب وبرمجيات إلكترونية ليس بهدف التسلية؛ وإنما جاءت ترسيخاً لهدف التعلّم الجاذب.

ويستعرض الأنموذج الأوّل على سبيل المثال مقتطفات من السّيرة الذاتية لعميد الأدب العربي (طه حسين) يتطلب هذا الأنموذج أنْ ينطلق المُتعلّم مع بداية الرقم، ويحاول أنْ يُركّب جملة مفيدة، وحيث إنّ الأنموذج سيتم إعداده إلكترونياً؛ فسيكون هناك جرس للتنبيه في حال اتجه المتعلّم باتجاه خاطئ، وبالطبع سيكون هناك أيضاً عدّاد للوقت؛ لقياس سرعة البديهة، وتشجيع روح المنافسة.

هذا أنموذج يتضمن عدداً من المُفردات؛ وسيعمل القائمون على اختيار نماذج من الشّعر العربي أو الأمثال العربيّة وإعدادها إلكترونياً؛ بحيث يبدأ المتعلّم من رقم (1)

أديب ومفكر مصري معاصر، فقَدَ بصره طفلاً صغيراً، تحدّى هذه العاهة بالصّبر والإيمان والمثابرة، استحق لقب عميد الأدب العربي، نال شهادة الدكتوراه في جامعة السّوربون بفرنسا، وترك مجموعة من المؤلّفات ومنها: دعاء الكروان، وعلى هامش السيرة، الأيام.

لهذا الأنموذج أبعاد أخرى، ومن أبرزها قدرة المتعلّم على التحدّث باللّغة العربيّة بطلاقة والقدرة على إيجاد الأبدال، ولن يتأتى ذلك إلاّ بالتدرّب على مهارة التواصل الممكن Competent Communicator؛ أي مهارة التعلّم بالممارسة العملية. وقد أرتأينا أنْ نجتهد في إضافته للمشروع بغية إكساب المُتعلّم مهارة المحادثة باللّغة العربيّة السّليمة عبر منهجٍ علميّ مدروس وممتع في الوقت ذاته. وبهذه الطريقة نكون قد رسّخنا قيمة التحدّث بلغة الضّاد عبر وسائل الجذب، والإثارة.

مما لا شك فيه أنّ اللّغة القوية إلى جانب المعرفة والثقة بالنفس من أهم مهارات التواصُل مع الآخرين. وعليه كان من الضروري التركيز على تلك الأمور، وهو ليس بالأمر اليسير، فقد أثبتت الدّراسات أنّ الكثير من الناس يخاف التحدّث أمام الآخرين أكثر من خوفه من الموت!

ويمكننا بكلّ بساطة كمعلمين أنْ نقيس ذلك في صفوفنا عندما نطلب من أحدهم أنْ يعرض جزئية من درسٍ ما. نحن هنا وضمن هذا المشروع اللّغوي سنحاول أنْ ندمج المهارات بأسلوبٍ شائق وممتع. فمن جانبٍ، سنعمل على تعزيز اللّغة، ومن جانب آخر، سنربط التعزيز بتوظيفه كلغة خطابٍ رصينة بالتشجيع على التخلّص من هاجس خوف التحدّث أمام الآخرين بطلاقة.

وأضافا، نحن نرى أنّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين اللّغة والتواصُل، فكلما كانت اللّغة ضعيفة فقد الإنسان مهارة التواصُل مع الآخرين بسهولة ويُسر. فكثيرٌ من المشكلات قد تحدث في المنزل، أو العمل بسبب ضعف مهارات الاتصال الفاعل مع الآخرين. فإذا توسّعنا في ذلك وجدنا أننا أمام جيلٍ لا يُمكنه التعبير عن نفسه إلاّ بلغةٍ أجنبية... وتلك كارثةٌ إنْ لمْ نتداركها سنساهم في ردم قواعد اللّغة العربيّة.

وقالا، قد كانت الدولُ الغربية سبّاقةً في إدراكها لهذا الأمر، وبادرتْ منذ زمن في تأسيس أندية أطلقوا عليها (toastmaster توست ماستر). وبالطبع هي لا تعني فنّ الخطابة فحسب، إنّما أهدافنا أبعد من ذلك بكثير. نحن نريدُ أنْ ندمجها في مشروعنا؛ لأنّ عنواننا التعلّم الممتع وسيكون أمام الطالب المُتعلّم فرصة التحدّث بصدق بلغة سليمة، وبمفردات مميّزة؛ حيث إنّه وفي كلّ مرة سنختار كلمة من قاموسنا العربي؛ لتكون عنواناً للحلقة بحيث يتوجّب على المتعلّم توظيفها في أكثر من موضع؛ وبهذا نكون قد أسّسنا لترسيخ مفرداتٍ صحيحة لن تُمحى من ذهن المُتعلّم؛ لأنه سيُطبقها في مشروعه. وبهذا نكون قد أكسبنا المُتعلّم مهارة التعامل مع الكلمة الواحدة في أكثر من موضع، وفي مشروع واحد.

التوصيات والمقترحات

من الجدير ذكره إنّ هذه النمطية من المشروعات، وإن لم تكن مبتكرةً بالدرجة الأولى بيد أنها ستُساهم بدرجة كبيرة في تعزيز مهارة توظيف اللّغة العربيّة في جوانب الحياة اليومية ولاسيّما بين فئة الشباب الذين عزفوا عن لغة الضاد واستبدلوها بلغاتٍ أخرى بديلة، وعليه فمن الأمور المقترحة لإنجاح المشروع:

- العمل على إعداد برنامج توعوي يحمل شعار المشروع في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية.

- تخصيص بعض الحوافز التشجيعية المادية والمعنوية للمتعلّمين المُشاركين.

- إجراء دراسة ميدانية؛ لكشف اتجاهات المُعلّمين الراغبين في تطبيق المشروع وقياس إمكاناتهم.

- ضرورة تأسيس مجموعة من المبرمجين المحترفين والتربويين لإنتاج البرامج المطلوبة.

- وضع خطة شاملة متوسطة المدى لقياس فاعلية الأداء.

العدد 3905 - الخميس 16 مايو 2013م الموافق 06 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً