العدد 3905 - الخميس 16 مايو 2013م الموافق 06 رجب 1434هـ

ثقل «الحقيبة المدرسية» دقَّ ناقوس الخطر

انحناءات في العمود الفقري تلازمها آلام في الكتفين والظهر... ولا حلول جذرية

صورة من تقرير يبين إصابة الطالبة آمنة حسن بتقوس حاد بالعمود الفقري
صورة من تقرير يبين إصابة الطالبة آمنة حسن بتقوس حاد بالعمود الفقري

أصبحت «الحقيبة المدرسية» مشكلة مستعصية تكاد أن لا توجد لها حلول سواء عن طريق وزارة التربية والتعليم أو عن طريق إدارات المدارس أو من أولياء الأمور.

فمع دخول الطفل أجواء العام المدرسي تبدأ علاقته بحقيبته المدرسية التي تعتبر من جهتها رفيقاً يصحبه في طريقه من وإلى؛ مكان التدريس والتحصيل، إلا أنها أصبحت مأساة تحدق به من جراء حملها وثقلها حتى أصبح أولياء الأمور كثيري الشكاوى لأنها دقت ناقوس الخطر في آلام الظهر والعمود الفقري للطلبة ولا وجود لحلول جذرية لحل هذه المشكلة.

وأشارت دراسة ألمانية إلى أن 19 في المئة من الأطفال دون السادسة يصابون بتقوس الظهر، بينما يصاب 33 في المئة من تلاميذ المدارس من سن 12 إلى 14 سنة بهذا التقوس، 60 في المئة من الأطفال يمرون بمعاناة آلام الظهر حتى بلوغ الثامنة عشرة وكذلك أظهرت الدراسة وجود أمراض وتشوهات في العمود الفقري والمفاصل بين طلبة المدارس والسبب الحقيبة المدرسية.

من هذه المقدمة استطلعنا آراء وليي أمر ووقفنا على رؤيتهما حول «الحقيبة المدرسية»، فهل هي فعلاً مشكلة باتت تؤرق أولياء الأمور وأبناءهم الطلبة، فبدأنا حوارنا مع ولي أمر لثلاثة طلاب ماجد حسن، إذ قال: «كان بالنسبة لي حلماً في العام الماضي أن يتحقق، وفي هذا العام تم تحقيقه على الواقع، حلماً راودني في تخفيف أوزان الحقيبة المدرسية، حلماً كنت أتطلع لأن تكون هناك حلول تساعد على حل مشكلة الحقيبة المدرسية».

ويضيف: «كانت تراودني فكرة من فترة إلى أخرى نظراً إلى أني أرى الطلاب من الصبح عند المدرسة وهم يحملون حقائبهم بأن ظهورهم منحنية وذلك بسبب الثقل الذي يحملونه من جراء الكتب المدرسية». موضحاً «منذ العام الماضي وأنا عضو في مجلس الآباء في مدرسة الرازي، وكنت مستغرب ألا توجد حلول لمشكلة الحقيبة المدرسية على رغم طرح هذه المشكلة لعدة مرات عبر الصحافة المحلية، وقد ناقشت الفكرة عدة مرات مع المدير، عن طرق وضع المناهج في «cd»، وإعطائها للطلبة».

وقال حسن: «في بداية هذه السنة كان ولدي في الصف الأول إعدادي، ومن خلال اللقاء التربوي طرحت هذه الفكرة على مدير مدرسة جدحفص الإعدادية، وبعد مشاورات مع المدير ومع بعض أولياء الأمور، شرحت لهم الفكرة، إذ إن الفكرة لا تكلف وزارة التربية كثيراً، فبدأت الفكرة بتوفير 33 نسخة من الكتب للصف الأول الإعدادي، وحاولنا الحصول على النسخة الإلكترونية للكتب من قبل الوزارة ولكنها رفضت بسبب أن الأوامر لا تسمح بذلك (...) وبمساعدة المدير استطعنا توفير 33 نسخة للفصل الثاني أيضاً، وتم وضعها في الفصل وقمت بشراء صندوق يحتوي على 6 أدراج، كل درج يحتوي على مادة واحدة، ويوزع المفتاح كل درج على معلم المادة، إضافة للمفاتح الأصلي مع المدير».

ويؤكد «حالياً وبعد هذه الفكرة، تقلص وزن الحقيبة أقل من كيلو، هي عبارة عن الدفاتر والمقلمة، فقد قمت بوزن حقيبة ولدي قبل تنفيذ الفكرة 8 كيلوغرامات ونصف الكيلوغرام، والمفترض كحد أقصى أن يحمل الطالب 15 في المئة، وبحسب هذا الوزن أن يكون ولدي يحمل 3.5 كيلوغرام كحد أقصى إلا أنه كان يحمل 8 كيلوغرامات ونصف الكيلوغرام، وهذا يعتبر عبئاً على ظهر الطفل، بينما بعد تنفيذ الفكرة يحمل كيلوغراماً واحداً على ظهره، فهو يحمل وزناً أقل من المطلوب، إضافة إلى أنه لا توجد مبالغ من وزارة التربية ستدفعها».

ويضيف «كان ولدي يتألم من كتفه من جراء حمل الحقيبة، فقد تحدثت مع أولياء أمور بأن وزارة التربية غير جادة في موضوع حل الحقيبة المدرسية، فالصحافة المحلية ناقشتها مراراً وأشبعتها من الطرح، ولكن لا نرى حلولاً جدية من قبل الوزارة بأن لا تقوم بمساعدة المدارس بتوفير نسخ إضافية للكتب لوضعها في الأدراج في صندوق بالفصل، فهل معقولة أن الوزارة لا توجد بها كتب لفصل واحد، والمعلومة التي وصلتني لأن المخازن في وزارة التربية لديها الكتب ولكن لا أعرف السبب في رفضها مساعدة الطلبة بتوفير الكتب، ولدي معلومات أن الكتب متوافرة، كما عرفت أن وزير التربية يدعو إلى حلحلة الأمور ويدعو لمن لديه اقتراح أن يقدمه، فإذاً لماذا رفضت توفير الكتب، فإذا كانت وزارة التربية تدري فهي مشكلة وإن كانت لا تدري فالمشكلة أعظم».

ويقول ولي الأمر ماجد حسن: «أنا مستغرب جداً من عدم جدية الوزارة في إيجاد حل لهذه المشكلة، ونحن نقوم بالعمل مفرداً لمساعدة أبنائنا لتخفيف أوزان الحقيبة المدرسية، فأنا أرى أن على الوزارة أن تقوم على الأقل بتوزيع هذه الفكرة على بقية المدارس أو إيجاد حلول وأفكار أخرى، فمجرد صندوق بـ 40 ديناراً يحتوي على 6 أدراج ستحل مشكلة لفصل واحد».

وبسؤالنا عن ملاحظات بشأن المدرسين في الفصل، قال: «إن المدرسين مرتاحون مع هذه الفكرة ولا توجد أية ملاحظات سلبية على تنفيذ الفكرة، إذ إن المدرس لا يعمل جهداً فمجرد أنه يفتح الدرج ويقوم بتوزيع الكتب على المدرسة».

ويضيف «أطالب بنشر التوعية للطلاب بخطورة وزن الحقيبة المدرسية، إضافة إلى توعية أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم وشراء الحقائب المناسبة لهم صحياً، وتوعية المدرسين بضرورة التعاون مع الطلاب لتخفيف أوزان الحقائب، كما أرى أن الحل الأكبر لدى الوزارة في إيجاد حلول لتخفيف الحقيبة المدرسية».

الأعراض الجانبية

من جانبه، قال أخصائي العلاج الطبيعي والمتخصص في علاج وتأهيل مشاكل العمود الفقري، رئيس جمعية العلاج الطبيعي البحرينية هاني مهدي حسن، أن الحقيبة المدرسية تلعب دوراً كبيراً في زيادة الحمل على العمود الفقري للطلبة وخصوصاً عندما يكونون في مراحل النمو أو قبل سن البلوغ الكلي.

وعن الآثار الجانبية بسبب ثقل الحقيبة المدرسية، قال: «من أهم الآثار الناتجة عن حمل الحقيبة المدرسية زيادة الحمل على فقرات أسفل الظهر وزيادة الشد العضلي على عضلات الأكتاف ووسط منطقة العمود، بالإضافة إلى زيادة ميلان العمود الفقري على أحد جانبي الجسم ما يسبب انحناء في العمود الفقري».

وشرح، من الممكن تدارك حمل الحقيبة المدرسية إذا كانت ثقيلة، فهناك عدة طرق مثل، تخفيف وزن الحقيبة، اختيار النوع المناسب من الحقائب كالحقائب ذات الأحزمة الأسفنجية العريضة التي تربط حول الكتف والحوض.

وعن الأعراض الناجمة عن حمل الحقيبة المدرسية، أوضح «هناك ألم في الرقبة وأعلى منطقة الكتف يصاحبها في بعض أحيان صداع، آلام في منطقة أسفل الظهر، ظهور ميلان في العمود الفقري الى الامام إو إلى الجانب مع تغير مستوى كتف او الحوض ليصبح أحدههما أعلى من الآخر.

كما أوضح أن من أهم تعليمات حمل الحقيبة هو أن تكون بالتساوي على الكتفين، تجنب حملها على جهة واحدة، عدم حملها لمسافات طويلة، وآداء تمارين رياضية أو تاهيلية خاصة بتقوية العمود الفقري.

الحقيبة... والعملية الجراحية

من جهتها، قالت والدة الطالبة آمنة حسن معتوق (14 سنة): «منذ العام الماضي شعرنا أن ابنتنا تشعر بآلام في الظهر، وعندما ذهبنا بها للاختصاصيين تبين أن لديها تقوساً في الظهر بنسبة 60 في المئة، وهذه الحالة كما يقول أكثر من طبيب إنها تحتاج لعملية».

وأضافت أن «باعتقادي السبب يرجع إلى حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة، وأن ثقلها يرجع للكتب المدرسية ومستلزمات المدرسة من ملفات وغيرها».

وتساءلت والدة آمنة: «إلى متى ستصغي وزارة التربية للمشاكل الصحية التي تصيب أبناءنا، ألا توجد لديها خطط عاجلة لحل مشكلة الحقيبة المدرسية التي لا نستطيع حملها فكيف بأبنائنا»؟

وقالت: «نحن نقوم الآن بعمل العلاج الطبيعي لابنتنا على أمل وصول اختصاصي ألماني للبحرين لإجراء العملية، كما أننا متخوفون من العملية لأننا ابنتنا صغيرة بالسن وبالتالي ستكون العملية لها متعبة وحاجزة عن قيامها بالأعمال الطبيعية، كما أنها الآن لا تتحرك كثيراً فمعظم وجودها بالبيت جالسة على كرسي لتخوفنا من زيادة التقوس في الظهر».

وأضافت «هناك بنظري كثير من الحلول التي يمكن أخذها بعين الاعتبار، مثل الصناديق أو التقليل من الوظائف المنزلية، إلا أن وزارة التربية لا تقوم بعملها اللازم في متابعة ما تسببه الحقيبة المدرسية بسبب ما تحتويه من كتب، وخصوصاً أن بعض المواد تحتاج إلى ثلاثة كتب وكراسة». وأضافت أن «هذا الموضوع طرح كثيراً ولكن لا مجيب من قبل التربية، فالحل لا يوجد لدينا كأولياء أمور فقط، ولكن الحل يبدأ عن طريق الجهات المعنية وهي بالمقدمة وزارة التربية ثم في إدارات المدارس ثم التوعية لأولياء الأمور وتوعية الطلبة بمخاطر الحقيبة المدرسية».

العدد 3905 - الخميس 16 مايو 2013م الموافق 06 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 3:04 م

      الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب.

      الحل هو تغيير الوزير...وزير لا يستطيع حل مشكلة بسيطة تافهة بهذا المستوى يبقى في الوزارة لعشر سنوات؟!!!!!!

    • زائر 5 | 8:14 ص

      موضوع هام للغاية

      الوزارة كل بين فترة من السنوات تطلع لينا بكراسة جديدة مثل كراسة العلوم وكراسة للرياضات وكتاب للمواطنة ( وهذا أهم شي ) ...
      اللوم ليس على الوزارة فقط ( وهي المسؤول الأول )
      حتى بعض أولياء الأمور ما يحطون الكتب بحسب الجدول اليومي ولا ينتبهون للنشرة الأسبوعية

    • زائر 4 | 8:13 ص

      كتب خرده ما منه فايده

      وزاره فاشله مثل كل الوزرات.

    • زائر 3 | 1:05 ص

      السادة أولياء الأمور

      ياما قلنا وبعثنا برسائل الى اوزارة التعليم وذهبنا شخصيا الى المدرسة ولك لا نجد أذان صاغية لمناداتنا بالموضوع والجواب هو هذا هو مقرر الوزارة احنا ما علينا الى التنفيذ واني انادي جميع أولياء الامور بالتكاتف والتصدي لهالظاهرة قبل أن يقع ما هو محمود العواقب ونخسر فلدات أكبادنا بأضرار لا سمح الله بمثل التقرير الموجود الى الطالبة اّمنة حسن شفاه الله ممابلاها وشكرا
      ولى أمر طالبة

    • زائر 2 | 12:55 ص

      المشكلة عندش ياوزارة التربية

      كل يوم اختراع منهج جديد بكتابين وثلاثة كتب وبعدها تحطونها على المعلم وإذا ما عطينا الطلبة الكتب يوم ثاني طابور من أولياء الأمور على بوابة المدرسة إننا ما نعطي كتب وإن عطينا الكتب جت الزوارة وقالت ليش تعطون الكتب ... شوفوا ليكم حل نقصوا الكتب يا جماعة مو ما عندكم إلا شماعة اسمها المعلم الحل بيدش يا وزارة نقصوا الكتب رياضيات والعلوم واللغة العربية والانجلينزي الي سره مفقود يوميا منهج لحق أخوه الرياضيات ....

    • زائر 1 | 12:49 ص

      النظام التربوى الحديث

      فى الدول المتطورة لا توجد كتب مقررة. يدخل الطلبة فى الصف و معهم دفتر الملاحظات ويتعلمون عبرمحاضرات معلم الصف الذى يجب عليه أن يرفع مستواهم الى درجة معينة من التعليم فى كل موضوع. يعتمدون على المكتبة. يتعلمون البحث ووسيلة الحصول على المعلومة والعلم. لا يملؤون مخ الطلبة بمواضيع ينسونها بعدفترة.بعض المدارس ألغوا حتى دفترالملاحظات وإستعلموا الحاسوب الصغير. حاولت رفع شنطة طفل أحد الأقارب و لم أتمكن بسبب ثقلها. سألت نفسى متى سيتغير الشيوخ (كبار السن) الذين يفكرون بطريقة أبجدهوزحتى يتطور التعليم؟

اقرأ ايضاً