بعد موسم بلا ألقاب كبيرة اختلط فيه الفشل بالغضب والمزاج العام السيئ والخلافات الحادة بين المدير الفني لريال مدريد البرتغالي جوزيه مورينهو ومجموعة من أبرز نجوم الفريق، وجد مورينهو نفسه بلا دعم حقيقي داخل النادي الملكي.

وقبل 3 سنوات فقط، تولى مورينهو تدريب الفريق الملكي لكرة القدم ووجد كل الدعم والمساندة من قبل إدارة النادي والجماهير ولاعبي الفريق، وتمسك مورينهو بكل الصلاحيات والسلطات فلم يمض عليه الموسم الأول حتى أطاح بمدير النادي الأرجنتيني خورخي فالدانو بعدما كان الوحيد الذي ينازعه بعض الصلاحيات.

لكن المدرب البرتغالي، المعروف بلقب «سبيشال 1»، وجد نفسه وحيدا الآن بلا أي دعم في النادي بعد موسم أحقق خلاله في مختلف البطولات اذ احتل المركز الثاني في الدوري الاسباني، وحل ثانيا أيضا في كأس ملك اسبانيا بالهزيمة أمام اتلتيكو مدريد في المباراة النهائية للبطولة، كما ودع قبلها بطولة دوري أبطال أوروبا بالهزيمة أمام بوروسيا دورتموند الألماني في المربع الذهبي للبطولة.

ولم يحرز مورينهو هذا الموسم سوى لقب كأس السوبر الاسباني على حساب الغريم الأزلي برشلونة.

ولذلك، أصبح رحيل مورينهو من تدريب الفريق أمرا وشيكا. ويرى كثيرون أنه يقضي الآن أيامه الأخيرة في النادي الملكي وإن لم يحسم موقفه بشكل نهائي حتى الآن.

والحقيقة أن العديد من وسائل الإعلام الاسبانية أكدت الأحد أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز والذي وصفه مورينهو دائما بأنه «صديق» اتخذ قرار الإطاحة بمورينهو حتى قبل نهاية الموسم.

وعلى مدار 3 سنوات قضاها مورينهو مع الفريق، تحول هذا المدرب البرتغالي إلى الآمر الناهي في الفريق والنادي ولم يكتف بإبعاد فالدانو بل أطاح أيضا بالطبيب خوان كارلوس هيرنانديز الذي ظل مع الفريق طوال العقد الماضي وكذلك بالطباخ تشيتشو بعدما دأبوا على الوشاية به أو انتقاده في كل مكان سواء أمام اللاعبين أو الإدارة أو وسائل الإعلام.

وصرح مورينهو، إلى وسائل الإعلام بعد الهزيمة أمام اتلتيكو في نهائي الكأس الجمعة الماضية، قائلا: «أعدكم بالصراحة والصدق من جانبي. عندما نحسم الوضع في المستقبل مع رئيس النادي، سأعلن هذا رسميا».

وأوضحت صحيفة «إلموندو» أن مجلس إدارة النادي سيجتمع بمورينهو الاثنين لبحث رحيله عن تدريب الفريق هذا الأسبوع مع تكليف مدرب الفريق الثاني في النادي ألبرتو توريل بتولي المسئولية بدلا منه في المباراتين المتبقيتين بالدوري الاسباني هذا الموسم.

وتوج مورينهو في الموسم الأول له مع الفريق بلقب كأس ملك اسبانيا ثم توج في الموسم التالي بلقب الدوري الاسباني قبل أن يحرز لقب كأس السوبر الاسباني في بداية الموسم الحالي ولكن هذا لم يكن مقنعا لجماهير الفريق وإدارة النادي.

وبدأ اهتزاز وضع مورينهو مع الفريق في نهاية العام 2012 عندما وضع حارس مرمى الفريق إيكر كاسياس وأحد أبرز أعمدة الريال على مقاعد البدلاء ليثير هذا ضد مورينهو عاصفة من الانتقادات.

وتعالت حدة الانتقادات مع خروج الفريق صفر اليدين من بطولة دوري الأبطال ثم اكتملت الصورة بالسقوط في نهائي كأس ملك اسبانيا والتي كانت الأمل الأخير للفريق بعدما تبدد حلم الدوري الاسباني مبكرا.

وسكب مورينهو مزيدا من الوقود على النار المشتعلة في النادي الملكي من خلال تصريحاته المستفزة والنارية في المؤتمرات الصحافية وتجدد المشاكل الداخلية بينه وبين نجوم الفريق وخصوصا كاسياس ثم المدافع البرتغالي بيبي حديثا.

ولم يسلم البرتغالي الآخر كريستيانو رونالدو أبرز نجوم الفريق من نار المشاكل مع مورينهو على رغم أنه كان مع بيبي الأقرب إلى المدرب البرتغالي. وبينما وجه بيريز دعوة في مطلع مايو/أيار الجاري إلى الجميع بالتوحد سويا من أجل مصلحة النادي مشيرا إلى ضرورة التماسك بين اللاعبين وأعضاء الفريق، استغل مورينهو مؤتمرا صحافيا في اليوم التالي مباشرة وانتقد كاسياس مجددا، كما لجأ لتوسيع هوة الخلاف مع بيبي قائلا: «من الصعب على لاعب في الحادية والثلاثين من عمره أن يطيح به لاعب في التاسعة عشر».

وبمجرد خروج الريال من دوري الأبطال، رأت الصحف الاسبانية الطريق مفتوحا وخاليا من العقبات أمام توجيه سيل من الانتقادات لمورينهو وبدأت في المطالبة برحيله الفوري من تدريب الفريق. ونشرت صحيفة «ماركا»، إحدى أبرز صحيفتين رياضيتين في العاصمة مدريد، الأحد استطلاعا للرأي أكد 87 في لمئة من المشاركين فيه أن مورينهو فشل مع الريال ليؤكد هذا الاستطلاع أن مورينهو لم يعد يحظى حتى بدعم الجماهير.