العدد 3914 - السبت 25 مايو 2013م الموافق 15 رجب 1434هـ

ذكرياتٌ مع العدسات اللاصقة

يأتي المريض وعينه تدمع ولونها أحمر أو قليلة الاحمرار ويبدأ بالشكوى: صحوت صباحاً وأحسست بالألم في عيني مع لون أحمر تصاحبه دموع، ليؤكد: أعتقد أن سبب ذلك سهري البارحة وتعرضت للهواء والريح. وعندما نسأل المريض: هل جُرِحت العين لسبب ما؟ ينكر، وعندما نسأله: ماذا عن العدسات اللاصقة؟ يجيب مباشرةً: أبداً، ليس السبب العدسات؛ لأنني طوال عمري ألبس عدسات ولا يحصل أي مشكلات ولكن أحياناً قليلة تحمر العين ثم ترجع طبيعية. وعند السؤال: ماذا عن اليوم هل لبست العدسات اللاصقة؟ يقول: نعم؛ لأن المشكلة ليست العدسات بل السهر الطويل البارحة، وعند السؤال: هل حصلت مثل هذه المشكلة سابقاً؟ يجيب: أبداً، لم يحصل، هذه المرة الأولى وليس للعدسات علاقة...

في الحقيقة يحاول المريض أن ينكر حصول مشكلة طبية مشابهة في السابق ويحاول إبعاد تفكير الطبيب عن تشخيص حقيقة المرض. وعندما نقوم بالفحص يتأكد لنا أن المشكلة نابعة بسبب مضاعفات العدسات اللاصقة، وهنا يبدأ الجدل الطبي النفسي؛ لأن المريض لا يريد الإقرار أن سبب المشكلة العدسات اللاصقة ولا يريد أن يوقف استعمالها خلال فترة العلاج ولا يريد أن يلتزم بتعاليم العلاج الصحيح بأن يوقف استخدامها آنياً.

التعليق على مثل هذه الحالة المرضية يكون بأن الكثير من مستعملي العدسات اللاصقة ينكرون أنها تسبب بين الحين والآخر بعض المشكلات في العين مثل الاحمرار أو الألم أو الحساسية أو الجفاف، وتجاهل هذه الأعراض ومواصلة استعمال العدسات اللاصقة يؤديان إلى تفاقم المشكلة ثم الانهيار التام في الجهاز المناعي وينتشر الالتهاب الميكروبي في القرنية بما يؤدي بالتأكيد لفقدان البصر الجزئي أو التام الذي لا ينفع معه العلاج. نصيحتي لكم أحبتي، الحذر الشديد واستشارة الطبيب عند وجود المشكلة ولا تتجاهلوا؛ لننعم جميعاً بعيون جميلة صحية.

الدكتور حسن العريض

استشاري طب وجراحة العيون

مركز العيون التخصصي – عيادات ابن رشد 2

العدد 3914 - السبت 25 مايو 2013م الموافق 15 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً