هل يمكن للجفن أن يترهل مثل الرقبة أو البطن مع تقدم العمر؟ سؤال يطرح نفسه والإجابة هي: نعم، ولكن ما هو الحل؟ نجيب عن ذلك في الأسطر القادمة...

ترهل الجفون مرض ينقسم إلى قسمين: ترهل الجفون السفلى وترهل الجفون العليا، والمريض الذي يعاني ترهل الجفون السفلى يبدو دائماً كأنه مرهق ونائم، أما المريض الذي يعاني ترهل الجفون العليا فيبدو كالمندهش دائماً حيث يقوم برفع حاجبيه حتى يتمكن من الرؤية بشكل أفضل؛ ما يؤدي إلى معاناة المريض من ألم دائم بمقدمة الرأس.

إن كثيراً من المرضى يرى جلد الجفن العلوي المترهل أمامه ويضطر إلى أن يرفعه بيده لكي يرى بوضوح أكثر، ومع ذلك يخشى نظرة الناس له إن هو أجرى جراحة إزالة الجلد والدهون الزائدة بالجفون خشية اتهامه بأنه متصابٍ، فترهل الجفون أمرٌ يراه الكثيرون في عالمنا العربي محرجاً، لدرجة أنه إذا لجأت سيدة لعلاج ترهل جفونها فالناس سيقولون عنها: إنها تريد أن تبدو أصغر. ولا يختلف الوضع كثيراً بالنسبة للرجل فهو إن حاول علاج ترهل الجفون لديه لذهب الشك من زوجته إلى رغبته في الزواج مرة أخرى. هذه الكلمات نسمعها من المرضى الذين يأتون للعلاج ويخشون نظرات من حولهم... ولكن لماذا؟

ونحن لا نعلم سبب هذا إلا أننا لا نفهم الكثير عن ترهل الجفون تماماً مثلما أننا لا نحس بما يعانيه المريض إلا إذا أصبنا بالمرض نفسه؛ لذا يجب أن تتغير نظرة المجتمع لعلاج ترهل الجفون والتعامل معه مرضاً مثل سائر الأمراض فترهل الجفون لا يصيب كبار السن فحسب بل يتعداهم إلى الشباب أيضاً وفي سن تتراوح بين العشرين والثلاثين؛ بذلك يجب أن يتفهم الناس الحالة النفسية والمرضية للمريض؛ حيث إن التحسن لا يكون فقط في الشكل ولكن أيضاً في النظر.

هنا تجدر الإشارة قبل العلاج إلى أن بروز الدهون في الجفون العليا أو السفلى شيء طبيعي يمكن أن نتعايش معه لدرجة أننا يمكن ألا نحس معه بالضيق، ومن هنا كانت التقنيات الجراحية الحديثة – التي إذا استُعمِلت بأيدٍ خبيرة - اختصرت وقت العملية إلى النصف؛ حيث يستخدم فيها خبير التجميل المشرط الإشعاعي الذي يقوم بالقطع والكي بالوقت ذاته، وبالتالي اختصار وقت العملية مع تورم أقل وشفاء أسرع بعد العملية بإذن الله تعالى.

د. حاتم مندور

رئيس وحدة جراحة الجفون والحجاج والجهاز الدمعي

بمركز مغربي للعيون والأذن بالخبر