العدد 3924 - الثلثاء 04 يونيو 2013م الموافق 25 رجب 1434هـ

واشنطن تسمي أوعية الطبخ المتفجرة... أسلحة دمار شامل

عندما غزت الولايات المتحدة العراق في مارس/ آذار العام 2003، كان أحد أهدافها الأولية المعلنة هو تعقب وتدمير أسلحة الدمار الشامل التي رددت أن نظام الرئيس صدام حسين دأب على تخزينها.

وبحكم تعريفها -ووفقاً أيضاً لمعايير الأمم المتحدة- انكبت الولايات المتحدة على البحث بوتيرة محمومة عن أسلحة دمار شامل، علماً بأنها تشمل في الواقع ثلاثة أنواع من الأسلحة الأكثر فتكاً في العالم: الأسلحة النووية، والأسلحة البيولوجية، والأسلحة الكيماوية.

هذه المهمة، التي استندت على ما يبدو إلى معلومات استخباراتية خاطئة، برهنت على أنها غير مجدية.

ومع ذلك، فقد أصبح مصطلح «أسلحة الدمار الشامل» جزءاً لا يتجزأ من المصطلحات العسكرية المتبعة في جميع أنحاء العالم للإشارة إلى: الأسلحة النووية، والأسلحة البيولوجية، والأسلحة الكيماوية.

وعلى الرغم من ذلك، فقد دأبت كل من إدارة الرئيس باراك أوباما وكبرى وسائل الإعلام منذ تفجيرات أبريل/ نيسان الماضي في بوسطن (ماساتشوستس)، على تناول تعريف جديد لأسلحة الدمار الشامل: شظايا معبأة... قنابل طنجرة ضغط، محلية الصنع... كتلك التي قتلت ثلاثة أشخاص وأصابت أكثر من 250 آخرين أثناء «ماراثون» تلك المدينة الأميركية.

وهكذا وصفت الإدارة ووسائل الإعلام، مراراً وتكراراً، مثل هذه القنبلة بأنها «سلاح دمار شامل».

في هذا الشأن، قالت الدكتورة «ناتالي غولدرينغ» -من برنامج الدراسات الأمنية في كلية إدموند والش للخدمات الخارجية في جامعة جورج تاون- إن الأسلحة المستخدمة في تفجيرات بوسطن كانت عبوات ناسفة مرتجلة، وليس أسلحة دمار شامل.

وأشارت لوكالة «إنتر بريس سيرفس» إلى أن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية عادة ما تجمع معاً كأسلحة دمار شامل. وأضافت أن الجمع بين هذه الأسلحة في فئة واحدة يجعلها تبدو كما لو كانت هذه الأنواع الثلاثة أنواعاً من الأسلحة تعادل كل منها الأخرى، وهذا غير صحيح.

وأضافت «ناتالي غولدرينغ»، أن «الأسلحة النووية هي أكثر تدميراً وبقدر أكثر بكثير جداً من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية الموجودة».

وعلى الرغم من ذلك، فهذه الأنواع الثلاثة من الأسلحة قادرة على أن تكون أكثر ضرراً بكثير من الأسلحة المستخدمة في بوسطن»، وفقاً لـ «غولدرينغ» التي تمثل أيضاً معهد الأمم المتحدة لقضايا الأسلحة التقليدية وتجارة الأسلحة.

واستطردت الخبيرة شارحة لوكالة «إنتر بريس سيرفس»، أن «مقارنة الأسلحة المستخدمة في تفجيرات بوسطن بالأسلحة النووية أمر مثير للسخرية».

ووفقاً لبعض الخبراء العسكريين، فإن «العبوات الناسفة المرتجلة» التي استخدمت في تفجيرات بوسطن، لا تختلف عن العبوات الناسفة المستخدمة المرتجلة التي استخدمها مسلحون في أفغانستان والعراق على نطاق واسع ضد القوات المسلحة الأميركية.

أما جودي ويليامز -الحائزة على جائزة نوبل للسلام للعام 1997 ورئيسة مبادرة نساء نوبل- فقد صرحت لوكالة «إنتر بريس سيرفس»، «إذا كنت تريد أن تربك الناس، فما تفعله هو أنك تطمس خطوط التمييز بين الأشياء وأيضاً الحالات».

واستشهدت على ذلك بمثال وصف عبوة ناسفة بأنها «سلاح دمار شامل»، كما هو الحال عندما يستخدم مصطلحي «الإرهابي» و«الإرهاب» على نطاق عريض منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.

وكمثال آخر، استخدام مصطلحات مثل «الأخيار» و «الأشرار»، وفقاً لوليامز، التي قادت الحملة العالمية الناجحة التي أدت إلى فرض حظر عالمي على الألغام الأرضية المضادة للأفراد.

وقالت لوكالة «إنتر بريس سيرفس» إنه من الأسهل لحكومة الولايات المتحدة أن تواصل ملاحقة «الحرب على الإرهاب» بلا حدود إذا كان الناس لا يفهمون الفروق تماماً. وأضافت أن الأمر كله «مربك جداً» والأفضل تركه في أيدي «الخبراء» في واشنطن.

العدد 3924 - الثلثاء 04 يونيو 2013م الموافق 25 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً