يقوم الفنان أحمد عيد بتصوير أحدث أفلامه «أنا مش معاهم» الذي يقوم بدور البطولة المطلقة فيه للمرة الثانية بعد نجاحه في بطولة آخر أفلامه «ليلة سقوط بغداد» مع المخرج محمد أمين، وهو الفيلم الذي شارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي العام الماضي· ويقدم عيد هذه المرة فيلما كوميديا اجتماعيا سياسيا ساخرا، يتحدث فيه عن حال الازدواجية التي اجتاحت البلاد في شتى المجالات وخصوصا حال التعصب الذي فاق الحدود في كل الاتجاهات الدينية والاجتماعية والطبقية· والفيلم من إخراج أحمد البدري وتأليف أحمد عيد بالاشتراك مع مؤلف شاب يخوض التجربة لأول مرة، ويشارك عيد البطولة بشرى، إدوارد ومجموعة من الوجوه الجديدة يتقدمهم الشاب نبيل عيسى، وموازنة إنتاج الفيلم لم يتم تحديدها· يقول المخرج أحمد البدري: إن مصر تتمتع بأماكن جميلة يصلح فيها التصوير، وخصوصا في الأحياء الشعبية التي تضفي على أي عمل إحساساً بالصدقية، وذلك بدلاً من السفر والتصوير في الخارج، بالإضافة إلى الأماكن الأثرية. والفيلم يصور داخل مصر لأنه ينقل الواقع المصري والعربي الذي غلبت عليه الازدواجية بدءا من الفكرة والملبس والمظهر، وإصابة الجميع داخل المجتمع بالتشتت والتشرذم ما بين التكنولوجيا والعولمة وتداعيات العصر، وكذلك العادات والتقاليد والمبادئ التي تربى عليها، والفيلم يتحدث عن الصراع الذي نشأ تضامنا مع متغيرات العصر· ويضيف البدري «أن من المنتظر الانتهاء من تصوير الفيلم خلال أيام، وبعدها يتم تصوير الأفيش الذي تعمدنا أن يبدو مختلفا ليعبر عن مضمونه ويجذب الجمهور لدخوله».
تناقض الفكر
يقول أحمد عيد بطل الفيلم ومؤلفه: «بعد نجاح تجربتي في فيلم (ليلة سقوط بغداد) فضلت البحث عن قصة فيلم تتناول قضية لا تقل أهمية عن فيلمي السابق، وأثناء قراءتي أكثر من سيناريو أحسست بحال من التناقض تقود الفكر العربي والمجتمع المصري في الأفكار والآراء والتصرفات، بدءاً من موقف الحكومات ومروراً بتصريحات رجال الدولة والدين، وأصبح التشدد هو السمة الغالبة على طبيعة مجتمعنا لدرجة وصلت إلى الازدواجية وخلط الأمور، والشارع العربي خير مثال، إذ نجد فتاة محجبة ومحتمية بالنقاب، وأخرى متحررة من ملابسها لدرجة تصل إلى حد السفور، وتجد كلاً منهما تنظر إلى الأخرى نظرة استهجان، وكأنها تؤكد للأخرى أنها الوحيدة التي تتبع الطريق الصحيح، والأخرى إما أنها متخلفة ورجعية أو تعاني من الانفلات وغياب المبادئ، وقياسا على ذلك تجد كل شيء في مجتمعاتنا العربية، وهذا هو دور أحمد عيد المؤلف، أما عيد الممثل فهو دور شاب بسيط مثل غالبية الشباب العربي، يتخبط في جنبات الصراع القائم بين الأصالة والحداثة والصواب والخطأ، فبعد أن كان يعيش حياة تافهة من دون التفكير في تصرفاته ويشرب ويسهر، فجأة يرتبط بفتاة ملتزمة دينيا تساعده على تخطي حال الانفلات الأخلاقي التي يعيشها، وتنقلب حياته على العكس تماماً، ويعيش الالتزام الديني والأخلاقي بفضل هذه الفتاة، وتتطور الحوادث ليجد هذا النموذج يخلع حجابه والتزامه، ما أفقده الثقة في الصحيح في مجمل الأشياء من حوله، ومن هنا تظهر حال الازدواجية في العمل من خلال مناحي الحياة المختلفة».
وتقول بشرى: «أقدم أصعب أدوار حياتي على الإطلاق، فهي شخصية عميقة ومتقلبة تعيش عدة مراحل حياتية في شخصية، إذ تمر بثلاث مراحل متناقضة؛ الفتاة المتزمتة والمتشددة دينيا، وحياة الفتاة المشتتة والمترددة التائهة بين الدنيا والدين، وفي الثالثة تقرر أن تعيش الدنيا وتخلع عنها كل مظاهر الالتزام الديني». وتضيف بشرى: «على رغم انتظاري النقد والهجوم فإنني أؤكد أن هذه الشخصية موجودة في غالبية مجتمعاتنا العربية، وتعيشها غالبية الفتيات».
ويقول إدوارد: «إن دوري كوميدي يسخر من كل مظاهر المجتمع وجوانبه بعد انتشار مظاهر التشدد والتعصب فيه، وأصبح الاختلاف الدائم في الرأي هو السائد»، ويضيف إدوارد: «أقوم بدور صديق البطل الذي يعيش معه حالا من التشتت بين الحرية والتقيد والخطأ والصواب، إذ غابت عنا مقاييس تحديد صحة السلوك من خطئه، ودوري في العمل محوري لأنه يناقش قضية مهمة ويبعثها رسالة لمن يهمة الأمر»?
العدد 1574 - الأربعاء 27 ديسمبر 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1427هـ