العدد 3930 - الإثنين 10 يونيو 2013م الموافق 01 شعبان 1434هـ

التدريب لغة عالمية

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

صحيح أن كرة القدم بها مدارس مختلفة، ولكل مدرسة طابعها الخاص، غير أن التدريب كعلم أصبح لغة عالمية يفهمها الجميع ولم تعد حكرا على جنسيات معينة أو دول بعينها.

في عهد السبعينات والثمانينات كانت المدرسة البرازيلية والأميركية اللاتينية هي الطاغية لذلك وجدنا مدربيهم ينتشرون حول العالم وخصوصا في منطقتنا الخليجية التي كانت تتحسس بدايتها في عالم المستديرة.

بعد عهد التسعينيات وبداية الألفية الجديدة لا شك في أن المدرسة الأوروبية باتت الطاغية في عالم الكرة وخصوصا في منطقتنا، فالسنوات الأخيرة شهدت توافد الكثير من المدربين الأوروبيين على دول الخليج مع اضمحلال شبه كامل للمدرسة البرازيلية التي لم يبق منها حتى نماذج للذكرى!.

كرة القدم التي مرت بتطورات كبيرة في العقدين الأخيرين لم تعد تلعب بنظرية المدارس الكروية وإنما تحولت إلى لعبة عالمية تختلط فيها جميع المدارس في بوتقة واحدة مع تميز بسيط لكل مدرسة.

هذا التحول دفع بعلم التدريب إلى التحدث بلغة عالمية، فلم تعد هناك ميزة لبرازيلي أو أوروبي أو غيرها.

بل اكتشفنا أننا في منطقتنا بتنا نمتلك من هو أكثر كفاءة وحرصا من الأجانب وقادر على احداث التطوير وبناء المستقبل.

التدريب تغير كثيرا ولم يعد محكوما بالسن أو التاريخ الكروي أو الجنسية التي أوصلتنا في بعض السنوات إلى التعاقد مع صحافيين ومصورين كمدربين مؤهلهم الوحيد الجنسيات التي يحملونها!.

في أوروبا بتنا نشاهد المدربين الشباب في أعرق الفرق والمنتخبات، كما نشاهد جنسيات مختلفة موزعة بين الدول حتى أن المدرسة الألمانية التي يمثل جبروتها فريق بايرين ميونيخ تعاقدت مع المدرب الاسباني غوارديولا.

هذا التحول لا شك هو من حرك المياه الراكدة في منطقتنا، وهو ما غير طريقة تفكيرنا وحررنا كثيرا من عقدة الجنسية والعمر، ودفعا منتخبا مثل المنتخب الإماراتي إلى التعاقد بعقد طويل الأمد مع المدرب الوطني مهدي علي لبناء جيل من اللاعبين باتت تفخرا بهم دولة الإمارات.

مهدي علي لم يعمل لوحده وإنما اعتمد على جهاز فني معاون محترف، كما عمل هو بأسلوب احترافي كامل والأهم أن يمتلك المدرب الكفاءة اللازمة مهما كانت جنسيته.

التحولات الكبرى كذلك بدأت تطرق كرة القدم السعودية التي ظلت لعقود متيمة بالمدربين العالميين من أميركا اللاتينية وأوروبا، ولكن زعيم أنديتها الهلال السعودي بدأ مشروعا جديدا بقيادة ابن النادي سامي الجابر الذي عين ليس كمدرب طوارئ وإنما عين مدربا محترفا بعقد لثلاثة مواسم في سابقة فريدة من نوعها.

لا شك في أن هذا التعيين يعتبر خطوة جريئة وغير مسبوقة باعتقادي في الملاعب السعودية، والجابر تعاقد مع جهاز فني معاون من فرنسا بما يشمله من مدربين متخصصين في مختلف مجالات اللعبة.

ما نحتاجه هو أن نبدأ بالتفكير خارج الصندوق كما يقال، واستغناء اتحادنا الوطني عن المدرب الأرجنتيني كالديرون في هذا الوقت يتطلب منا اختيارا مختلفا هذه المرة يوفر الاستقرار ويضمن الاستمرارية ضمن مشروع مستقبلي حقيقي وليس تصريحات تخديرية سرعان ما نكتشف خداعها.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3930 - الإثنين 10 يونيو 2013م الموافق 01 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً